أمين “البحوث الإسلامية خلال كلمته بمؤتمر “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي” : الحوار الفاعل مع الآخر ينطلق من الثوابت المشتركة بين الطرفين

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 06:09 م
أمين “البحوث الإسلامية خلال كلمته بمؤتمر “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي” : الحوار الفاعل مع الآخر  ينطلق من الثوابت المشتركة بين الطرفين
كتبت منال القاضي

قال  الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن الإسلام ينظر إلى التعددية الدينية على أنها ضرورة حتمية لا مناص عنها، وأنها سنة كونية، فالإسلام يعترف بالآخر أيًّا كان معتقده، وينظر إليه على أنه أخ له في الإنسانية، مضيفًا أن ديننا الحنيف أقر مبدأ الحوار بين الأديان، الذي يهدف إلى الوحدة ونبذ الخلاف؛ حيث لم يكتف الإسلام بإرساء مبدأ الحوار بين الأديان؛ وإنما أكد على مراعاة ما يناسب الآخر، وأن يكون بالتي هي أحسن وإلا فلا، كما بين أن الحوار لا بد وأن ينطلق من الثوابت المشتركة بين الطرفين، لتكون أساسا بينهما في تحاورهما.
 
أضاف عياد خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر “التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي”، والذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام، أن المتأمل لسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحياته يجد أنه مارس هذا الحوار قولًا وعملًا، فكان صلى الله عليه وسلم يحاور كثيرًا من غير المسلمين، ويستقبلهم في مسجده صلى الله عليه وسلم، كما كانت وثيقة المدينة المنورة خير مثال على الحوار بين الأديان، والتي أسست مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يدرك أهمية الحوار بين الأديان، منطلقًا في ذلك من الثوابت المشتركة التي أكد عليها القرآن الكريم في إقامة الحوار، والحرص على تعزيز قيمه؛ حيث كان للأزهر الشريف – ولا يزال- دور كبير في تعزيز قيم الحوار والتعايش في العالم، منطلقا في ذلك من إيمانه الراسخ بعدد من المبادئ والقيم التي تمثل الرؤية الإسلامية الصحيحة. 
 
أوضح الأمين العام أن رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تتمثل في أن الحوار بين بني الإنسان ضرورة يقتضيها التنوع والاختلاف في الألسنة والألوان، كما يكون الحوار بين بني الإنسان فيما اتفقوا عليه من مشتركات، وما أكثرها بينهم، والإقرار بأن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير، ويحفظ دمه وماله وعرضه، مضيفًا أن الإسلام ليس دينًا منفصلًا عن رسالات السماء السابقة عليه؛ بل إن الدين الإلهي دين واحد هو الإسلام، والدعوة إلى الله إنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ الذي لا يجرح الآخر ولا يسيء إليه أو إلى عقيدته، وإن هذا الإسلام بريء من كل دعوة إلى عقيدة بقوة السلاح أو الإكراه أو استغلال الناس فقرا ومرضا، وأن فلسفة القرآن الكريم لا مكان فيها لعلاقات الصراع وقتال المسالمين. 
 
أشار عياد إلى أنه انطلاقًا من تلك الرؤية سعى الأزهر الشريف إلى تعزيز قيم الحوار والتعايش في العالم وذلك من خلال العديد من الأمور أهمها: إقامة المؤتمرات والندوات الدولية التي تهدف إلى إنشاء حوار هادف بين المسلمين وغيرهم، وبيان حقيقة الدين الإسلامي ونظرته للآخر، والتأكيد على أن الإسلام يحمل رسالة سلام للغير ولا يصادر على معتقد أو فكر، ويحرص الأزهر الشريف في مؤتمراته توجيه دعوات الحضور لممثلي القيادات الدينية المتعددة، والتي منها: "المؤتمر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب في ديسمبر عام 2014م"، مؤتمر "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، في فبراير عام 2017م، كما عقد الأزهر الشريف مؤتمرا عالميا دوليا للسلام، وذلك في إبريل عام 2017م،  ومؤتمر "الإسلام والغرب.. التنوع والتكامل" في أكتوبر عام 2018م؛ حيث استطاع الأزهر الشريف من خلال مؤتمراته إقامة حوار مع العالم كافة، وتصحيح صورة الإسلام، وتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك بين الجميع.
 
وبيّن الأمين العام أن الأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر  أنشأ مجلسًا  لحكماء المسلمين يهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات، إضافة إلى "حوار الشرق والغرب"، وذلك بالانفتاح على الآخر ومد جسور التعاون، والتعايش السلمي ونشر ثقافة السلام في العالم، وذلك من خلال لقاءات دورية مع المؤسسات الدينية الكبرى في العالم والتحاور معها، وتدشين وثيقة الأخوة الإنسانية، كما حرص الإمام الأكبر على التواصل مع أتباع الديانات والطوائف المختلفة من خلال جولاته الخارجية؛ للتعريف بحقيقة الإسلام ونبذ العنف والتعصب والكراهية، ومحاربة الإرهاب ونشر السلام العالمي، والتأكيد على أن الإسلام يحترم التعددية والاختلاف؛ حيث كان لتلك الجولات – ولا يزال- الأثر الأكبر في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين، ومعالجة ما أفسده بعض المنتسبين إليه من خلال ممارساتهم

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق