ليلة سقوط «الفصائل الإسلامية».. يومين من المعارك يجتازها الجيش السوري بعد سيطرته على «ربيعة».. مجلس الأمن يسعي لإجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة.. جبهة النصرة «ذراع تنظيم القاعدة في سوريا»
الأحد، 24 يناير 2016 08:59 م
حقق الجيش السوري تقدمًا ميدانيًا اليوم الأحد بسيطرته على آخر معقل استراتيجي للفصائل الاسلامية، والمقاتلة في محافظة اللاذقية في غرب البلاد، وذلك عشية محادثات سلام مرتقبة يعرقلها حتى الآن خلاف على ممثلي المعارضة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش السوري السيطرة على بلدة ربيعة، آخر معقل استراتيجي للفصائل الاسلامية والمقاتلة في اللاذقية، بعد معارك استمرت يومين.
وأضاف، في بيان نقله التلفزيون الرسمي: «قواتنا وبالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية سيطرت على 18 بلدة وقرية بما يزيد على 120 كيلومترا مربعا في ريف اللاذقية الشمالي خلال اليومين الماضيين».
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»: «مع سقوط ربيعة، يمكن إعتبار ريف اللاذقية الشمالي ساقطا ناريا بيد الجيش، وبالتالي سنعلن قريبا محافظة اللاذقية أول محافظة خالية من المسلحين».
وأوضح أن، ربيعة تعد نقطة إنطلاق لعمليات عسكرية شرقا نحو محافظة أدلب التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين.
وتقع ربيعة في جبل الاكراد وكانت تتواجد فيها فصائل اسلامية ومقاتلة اهمها الفرقة الساحلية الثانية المؤلفة اساسا من مقاتلين تركمان والحزب الاسلامي التركستاني وجبهة النصرة «ذراع تنظيم القاعدة في سوريا».
معقل استراتيجي
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس:«خلال الـ48 ساعة الماضية، حاصرت قوات النظام بلدة ربيعة من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، بعدما سيطرت على 20 بلدة وقرية».
ولفت عبد الرحمن الى أن مستشارين روسا يشرفون على العمليات في ريف اللاذقية وخصوصا بهدف ضمان امن قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها القوات الروسية مقرا.
وغالبا ما استهدفت الفصائل المقاتلة مدينة اللاذقية بالقذائف من تلك المنطقة.
وقال الخبير في الجغرافيا السورية في معهد «واشنطن انستيتيوت» فابريس بالانش لفرانس برس: «تعد ربيعة ملتقى طرق في المنطقة أهمها تلك التي تصل إلى الحدود التركية شمالًا».
وتترافق عمليات الجيش السوري في اللاذقية مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي الذي قام بدور اساسي في معركة ربيعة، وفق المرصد.
وأوضح عبد الرحمن أنه بالسيطرة على ربيعة، تضيق القوات الحكومية الخناق على طرق إمداد مقاتلي الفصائل عبر الحدود التركية.
وتأتي استعادة ربيعة بعد نحو اسبوعين على سيطرة الجيش السوري على بلدة سلمى في جبل التركمان، التي كانت تعد اهم معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية.
وكانت الفصائل سيطرت على البلدتين في العام 2012
وفي مدينة القامشلي في محافظة الحسكة «شمال شرق»، قتل ثلاثة اشخاص واصيب آخرون في انفجار عبوة ناسفة وضعت امام مقهى للانترنت في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية، بحسب مراسل فرانس برس والمرصد السوري.
وكانت تفجيرات عنيفة استهدفت حي الوسطى في نهاية ديسبمر الماضي، وأسفرت عن مقتل 16 شخصا، وأفادت وكالة أعماق الاخبارية القريبة من تنظيم الدولة الاسلامية حينها ان مقاتلي التنظيم هم من نفذوا هذه التفجيرات.
محادثات من دون ارهابيين
وتنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي، يتوقع ان تبدأ في الايام المقبلة محادثات سلام بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، لم يتضخ موعدها حتى الآن بانتظار التوصل الى حل لبعض المسائل العالقة.
وكان مقررا عقد هذه المحادثات غدا الاثنين، الا ان الامم المتحدة اعلنت ان "من المرجح" تأجيلها لاسباب قد تكون مرتبطة بخلاف على تشكيل وفد المعارضة الذي اعلنته الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من اجتماع للمعارضة في الرياض.
ويعقد موفد الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا الاثنين مؤتمرا صحافيا حول المحادثات.
وتعارض موسكو اقتصار الوفد المعارض على الاسماء التي اعلنت من الرياض وخصوصا انه يضم ممثلين لفصائل مقاتلة على رأسهم في مهام كبير المفاوضين محمد علوش، المسؤول السياسي في "جيش الاسلام"، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو إرهابيا.
وخلال زيارة للسعودية السبت، بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير قضية المحادثات، كما اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحث معه مسألة تمثيل المعارضة.
وقال العضو في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لفرانس برس الاحد ان "هيئة المفاوضات العليا في الرياض ستعقد اجتماعا الثلاثاء لتحديد موقفها من الاقتراحات التي تقدم بها كل من كيري ودي ميستورا، من بينها اجراء تعديلات على اسماء الوفد".
وأكد رفض الهيئة اضافة اسماء جديدة من خارج اجتماع الرياض الى الوفد او القبول بمشاركة وفد معارض ثان".
وأكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، الأحد في تصريحات نقلتها صحيفة "فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ"، ضرورة أن يتضمن وفد المعارضة مجموعات مقاتلة على الا تكون "متطرفة أو إرهابية.
وأضاف بالطبع لا نريد على الطاولة ارهابيين واسلاميين متطرفين يريدون فقط تخريب العملية السياسية، لكننا نريد تحالفا من كل الذين يمثلون شرائح من المجتمع السوري ويملكون قوة فعلية ويحترمون مبادئ فيينا وهم مستعدون لوقف القتال خلال محادثات جنيف".
وتبنى مجلس الأمن بالإجماع في 19 ديسمبر وللمرة الاولى منذ بدء النزاع قرارا يحدد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة الشهر الحالي وينص على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون ان يشير الى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وتلك المبادرة هي الأخيرة ضمن مبادرات عدة لحل النزاع السوري الذي، أسفر في نحو خمس سنوات عن مقتل أكثر من 260 الف شخص.