إشادات دولية ومحاولات استهداف موجهة.. لماذا ينحاز بعض الإعلام الغربى ضد cop27؟

السبت، 12 نوفمبر 2022 08:05 م
إشادات دولية ومحاولات استهداف موجهة.. لماذا ينحاز بعض الإعلام الغربى ضد cop27؟
قمة المناخ
كتبت: دينا الحسيني

نجاح عريض أحرزته مصر في تنظيم مؤتمر الدول أطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ cop27. بدأت الرحلة قبل شهور باستعدادات واسعة النطاق لاستضافة الحدث البيئي الأبرز عالميا، واكتملت مع بدء استقبال الوفود منذ أوائل نوفمبر، ثم انطلاق الفعاليات رسميا الأحد الماضي، وخلال انتظام البرنامج الواسع للقمة لمس العالم بكامله مدى الإتقان والكفاءة وحُسن الإدارة والتنظيم، لكن على جانب مظلم من العالم هناك من يقفون في عداء مع مصر، وربما مع فكرة الإنجاز والنجاح.
 
حالة الاحتفاء الواسعة غلّفت أجواء شرم الشيخ، عبر عشرات الرسائل الإيجابية وعبارات الإشادة والمديح وشكر مصر وقيادتها على الاضطلاع بالمهمة بصورة مثالية، كان فى طليعتها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشى سوناك، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلونى، والمستشار الألماني أولاف شولتز، وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فضلا عن عشرات من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوفود الأوروبية والأفريقية والآسيوية، وانتقلت تلك الحالة إلى عشرات المنصات الإعلامية بكل اللغات، إذ تشهد القمة حضور أكثر من 4500 صحفي يمثلون مئات الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية، لكن في مقابل ذلك عمدت بعض المنصات معروفة التوجه إلى مواقف ملونة، كان منها تجاهل القمة والإعراض عنها أحيانا، وفى أحايين أخرى تطور الأمر إلى انتقادات واستهداف واضح الغرض، لا سيما أن cop27 تفوقت على كل القمم السابقة بما فيها التى استضافتها عواصم أوروبية بارزة، وهو ما أكدته الخارجية الأمريكية بشهادتها على أن "قمة شرم الشيخ الأفضل فى تاريخ قمم المناخ".
 
المعالجات السلبية من بعض المنصات توزّعت بين استهداف غير موضوعي يُطلق عناوين عريضة دون تفاصيل أو تحليل أو رصد حقيقى، على طريقة حملات العلاقات العامة الموجهة بجمل رنانة لا تقترب من المشهد وإنما تحاول وصمه إجمالا وبدون أى منطق، وذهبت فى هذا الطريق وسائل إعلام ناطقة بالإنجليزية عُرفت طوال السنوات الماضية بتبني خطاب جماعة الإخوان الإرهابية، أو استكتاب بعض عناصرها، أو نشر مقالات وتقارير مدفوعة تنحاز لأجندة الجماعة وتروج أهدافها وخططها العدائية ضد الدولة المصرية.
 
صحيح أن المشهد يبدو واضحا، وحملات الدعاية الموجهة يُمكن اكتشافها بالنظر إلى تناقضها مع الواقع وشهادات قادة الدول المشاركين فى القمة دون استثناء، أو إلى التاريخ البعيد والقريب لتلك المنصات وعلاقتها بشركات العلاقات العامة وما تورطت فيه من خطابات مدفوعة تخص الإخوان أو بعض القوى الإقليمية المتبنية لخطابات اليمين الديني والميليشيات الإرهابية المنتشرة بالمنطقة، إلا أن الأمر يحتمل سؤالا مباشرا عن حدود المهنية، وعن المعايير التي تعمل تلك المنصات في ضوئها، ولماذاتُضحى وسائل إعلام كانت ذات سمعة دولية يومًا ما باسمها من أجل عقود إعلانية أو اتفاقات مع شركات دعاية وعلاقات عامة؟
 
كثير من الأسئلة يُمكن إثارتها في تلك المساحة بين نجاح القمة وتردّد مواد موجهة عنها، صحيح أنها أقل كثيرا من المواد الإيجابية والتغطيات الجيدة ومعروض المعالجات الموضوعية المحترمة لجهد الدولة المصرية ونجاحها، إلا أنها تظل إشارة مهمة على نمط من الأداء الإعلامي المنحرف حتى في البيئات السياسية والإعلامية التي ترى نفسها أكثر تطورا، ورسالة بأن المصالح يُمكن أن تطغى على معايير المهنة وقيمها، والأهم أنها دليل مباشر على النجاح، فلولا أن القمة أحدثت أثرا إيجابيا في أرجاء الأرض ما كان للخصوم والأعداء أن يُنفقوا أموالا من أجل استهدافها، أو يعقدوا اتفاقات مشبوهة لتمرير خطابهم الذى لا سند له على أرض الواقع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق