"كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت".. لعنة المصريين تطارد "الإخوان الإرهابية" وتقضي على وهم "أستاذية العالم"

الأحد، 27 نوفمبر 2022 12:00 ص
"كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت".. لعنة المصريين تطارد "الإخوان الإرهابية" وتقضي على وهم "أستاذية العالم"
محمد الشرقاوي

الجماعة لم تستوعب دروس التاريخ فنالت العقاب السماوى وتعيش اليوم رحلة الذل والهوان بحثاً عن سراب 
دار الإفتاء المصرية: مقولة "مصر محروسة" تعني مدى تجلي عناية الله تعالى بالحفظ والرعاية والحماية لمصر وأهلها من كل سوء ومكر وكيد وعدوان
 
 
حين تحدثت مصر عن نفسها في قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، جسدت مقولة المصريين "اللي يجي على مصر ميكسبش"، بمفردات لشاعر النيل حكت حجم المعاناة التي سيلقاها كل باغ وعاد.
 
يقول حافظ: 
"أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رماني رام وراح سليماً من قديم عناية الله جندي
كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدي
إنني حرة كسرت قيودي رغم أنف العدا وقطعت قيدي"..
 
فما من أحد استل سيفه في وجه "المحروسة" إلا ورد في صدره أكثر منه وانتظره سوء قدر، فالدولة في عناية الله "من قديم عناية الله جندي".
التاريخ ملئ بالحكايات التي تجسد ما فعلته مقبرة الغزاة فيهم، فمنهم من لم تقم له قائمة ومنهم من صاحبته لعنات المصريين أبد الدهر.
فلم يكن يدري حسن البنا مؤسس تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية أن حلمه بـ"أستاذية العالم" سينهار على يد المصريين، رغم ما رسخ له منذ تأسيسه في 1928.
 
جماعة "الإخوان " امتلكت طموحاً مبكراً نحو العالمية ولد مع نشأتها، بداية من تحقيق السيطرة الكاملة داخل مصر وصولاً للانتشار في العالم ككل من خلال قسم خاص ضمن الهيكل التنظيمي والإداري سمّاه حسن البنا "قسم الاتصال بالعالم الإسلامي".
 
كل هذا المخطط المدروس والذي نشأ بأذن من أجهزة مخابراتية دولية، كان هدفه الأول إسقاط مصر، فاتخذت الجماعة وعناصرها من مصر والمصريين عدوًا لدودًا على مر تاريخها.

مصرع جماعة الإخوان
يمر الزمان ويثبت أنه ما مرة دخل الإخوان مع المصريين في مواجهة إلا ونالوا عقبى التعدي، واستمر الحال هكذا حتى 30 يونيو 2013، تاريخ سقوط الجماعة وبدء رحلة "اللا عودة".
 
بالتتبع لوضع التنظيم الباغي على مدار تاريخه، طمحت الجماعة للوصول إلى السلطة في مصر، وسعت من خلال أدبيات "البنا" إلى بناء دولة عابرة للقارات، لا تحترم سيادة الدول، ولا تقر بخصوصيتها الثقافية والاجتماعية والحضارية، من خلال عالمية الدعوة الإخوانية، وأستاذية العالم، وعدم الاعتراف بالدولة الوطنية والحدود الجغرافية، وإحياء دولة الخلافة.
 
تلك الجماعة التي جارت على مصر والمصريين لم يكن مصيرها العزل من الحكم وفقط، بل بدأت رحلة السقوط الكبير على يد المصريين، وشهدت الجماعة أكبر انقسام هيكلى فى تاريخها، ومازالت قيادتها عاجزة عن لم شملها من جديد، أو طرح أى مشروع أو مبادرة جديدة للخروج من حالة الجمود التنظيمي الذي تعيشه.
 
تقول دراسة نشرها المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، إن البنيان الهيكلي للجماعة، يعيش رحلة الموت السريرى/ الإكلينيكي، ومع هذا تتشبث قيادتها بالمقاربات التنظيمية القديمة التي اتبعتها لمواجهة ظاهرة المنشقين، وهو ما يفاقم الأزمة ويزيدها تعقيدًا.
 
وأشارت الدراسة، إلى أنه من المتوقع أن تستمر حالات الانشقاق التي تتم ضمن الموجة الحالية، وهو ما سيؤدي إلى خلق فجوة بنيوية وانقطاع لتسلسل اتصال الأجيال التنظيمية، وقد يؤدى هذا إلى اضمحلال التنظيم الإخواني بشكل كامل، وعدم قدرته على إعادة ضخ دماء جديدة في أوردته الواهنة.
 
يقول القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، مختار نوح، إنّ التنظيم اقترب من نهايته بسبب الخلافات فيه، والتي يمكن أن تتحول إلى صراعات، وانشقت في الفترة الماضية إلى تنظيمات تتصارع على المناصب، وأنّ التنظيم "انتهى الآن"، لافتاً إلى أنّ الخلافات بدأت تشتعل داخل صفوف الجماعة بعد وفاة نائب مرشدها العام إبراهيم منير، مضيفاً: "جماعة الإخوان منقسمة الآن، فهناك مجموعة برئاسة محمود حسين في إسطنبول، بالإضافة إلى مجموعة تنظيم لندن، والتي خضعت لإبراهيم منير قبل وفاته، والمجموعة الثالثة تتلقى التعليمات من التنظيم السري في السجون المصرية، برئاسة محمود عزت".
 
ولفت إلى أنّ محيي الدين الزايط هو الضابط الذي يقود مجموعة الإخوان في لندن، موضحاً أنّ الشرخ الحقيقي في صفوف الجماعة هو محمود حسين، وليس إبراهيم منير.

لعنة المصريين!
لعنة المصريين لا تبتعد كثيراً عن عناية الله، فالمصريون من الشعوب المعلقة قلوبهم بالسماء، ما فعلوا شيئاً إلا وربطوه بالله، في ضحكم وسمرهم وحزنهم وفرحهم وظهورهم وأفولهم.. إن شئت سميه "عشم" أو "ثقة" تصل حد اليقين بأن الله لن يضيعهم.
 
كم مرة تسمع من المصريين "اللي يجي عليا ميكسبش"؟.. تتردد يومياً على لسان أغلبيتهم، يتشفون في بعضهم البعض بدعوى أن الله نصرهم، فما بالك من يجور على كل هؤلاء الأولياء وبلدهم بالطبع لن تقوم له قائمة.
 
إنها لعنة المصريين، فتنظيم الإخوان الإرهابي لم تقم له قائمة وخرج من "أستاذية العالم" إلى البحث عن ملاذ آمن، ومحاولة جمع الشتات، ولم يعد تنظيماً بمعناه بل بقايا يبكون على أطلال مكتب الإرشاد.
 
درجة أن الذل والهوان الذي تعيشه الجماعة دفع بالتنظيم إلى التعويل على قيام أي تنظيم إرهابي، كبارقة أمل تحيي مشروعهم الذي تهاوى في العالم العربي، لكنه لم يحدث، وعلى مدار السنوات الماضية انهارت بؤر التنظيم في الشرق الأوسط واحدة تلو الآخرى.
 
تقول الصحفية البحرينية "سوسن الشاعر"، في مقال لها نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: "تهاوت القلاع الإخوانية كأحجار الدومينو في دولنا العربية الواحدة تلو الأخرى، فمن بقي لهم؟ وماذا بقي لهم؟ حتى أجهزة الاستخبارات الغربية التي تحالفت معهم فشلت في نفخ الروح في فلولهم، فكلما رقعوا جزءاً ممزقاً انهار الجزء الآخر، لأنهم لم يعوا الحقيقة المرة، والسبب الأهم الذي هزمهم، إنها الحاضنة الشعبية، ركيزتهم وزادهم وزوادهم، هي من تخلى عنهم، وتلك هي أم هزائمهم.
 
الحقيقة المرة التي على الإخوان أن يواجهوها، أن قواعدهم الشعبية التي أسقطتهم، ثورة التوانسة عليهم دليلٌ، ومن قبلهم ثورة المصريين وكذلك السودانيين... والمغاربة.
 
واختتمت سوسن الشاعر بقولها: إن البناء الفكري في القواعد الشعبية، الذي استغرق السبعين عاماً، هو ما انهدم، انفض القوم من حولهم فعلاً، الانبهار بطرحهم، ربطهم بالإسلام، احتكارهم الماركة الإسلامية، كل ذلك تعرض لضربات قاسية، عنادهم وقلة خبرتهم وغرورهم السياسي أضاع منهم حتى الفرص التي اقتنصوها، نفر الناس من حولهم، زخم الربيع العربي كان فرصتهم الذهبية لوصولهم للسلطة، بعد أن تضافرت لهم كل العناصر، بما فيها الدعم الخارجي والتمويل، ولم يدركوا حجم المسؤولية التي كانت عليهم، تهافتهم على السلطة أعماهم، لذلك فإن تراجع شعبيتهم وثورة الناس عليهم هم سببها، وهي قاطع الأمل الأخير، فهذا البناء الذي استغرق سبعة عقود هدموه خلال عقد واحد مر على الربيع العربي ليهدم من أساسه.
 
يقول الدكتور إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكي، في ورقة بحثية له نشرها في 2020، بعنوان "العلاقات بين أنشطة الإخوان المسلمين في العالم.. نموذج الولايات المتحدة وأوروبا"، إن الجماعة تمر بمرحلة انتقالية بسبب بعض المشكلات التي تواجهها على الصعيد التنظيمي، خاصة بعد ما فقدته في ضوء تجربتها الفاشلة في حكم مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، موضحاً أن هناك صراعاً قائماً بين فريقين، الأول، يرغب في المشاركة والانخراط مع الحكومات، والثاني يميل إلى استخدام العنف، ومع تصاعد نبرة الفريق الثاني فإن الجماعة تعاني الآن حالة من الرفض المجتمعي لممارساتها.

الجماعة الإرهابية خسرت شعبياً وسياسياً
يقول تقرير أعدته مؤسسة "ماعت" أن الجماعة الإرهابية خسرت مكانتها على الصعيد الشعبي قبل الصعيد السياسي، ما يعني أن مشروع الجماعة لم يعد مقبولًا وسط شعوب سعت العناصر الإخوانية لعقود طويلة إلى السيطرة عليها والانخراط بها، وبعدما سعت الجماعة الإرهابية إلى الإمساك بزمام الأمور في الأراضي اليمنية فشلت على مدى السنوات الماضية في تحقيق طموحاتها، بل أصبحت تسعى إلى توفير ملاذ آمن لقياداتها وعناصرها.
 
وفي تونس استطاع حزب النهضة (الذراع السياسية الإخوانية) بها تصدر المشهد السياسي منذ عام 2011، لكنه ومع الوقت بدأ ينسدل الستار عن الجماعة الإخوانية، لينكشف الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي، وهو ما أدى إلى انتهاء حزب النهضة سياسيًا.
 
وفي المغرب تراجعت شعبية حزب العدالة والتنمية كثيرًا، وخسر في الانتخابات الجزئية في دائرة الرشيدية جنوب شرق المغرب، وهي أحد معاقله الرئيسية، وشهد الإخوان هناك إخفاقات متتالية وفشلا لمشروع الجماعة الإرهابية يشهد عليه دول العالم، ما يؤكد وجود انتهاء وشيك لوجود الجماعة الإخوانية عربيًا ودوليًا.

مصر المحروسة 
يقول أبو القاسم ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر" / ص: 27، حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا ابن لهعة، عن عيّاش بن عبّاس القتبانىّ، عن حنش بن عبد الله الصنعانىّ، عن عبد الله بن عبّاس، قال: كان لنوح- عليه السلام- أربعة من الولد: سام بن نوح، وحام بن نوح، ويافث بن نوح، ويحطون بن نوح: وإن نوحا عليه السلام رغب إلى الله عزّ وجلّ، وسأله أن يرزقه الاجابة فى ولده وذرّيّته حين تكاملوا بالنماء والبركة، فوعده ذلك، فنادى نوح ولده وهم نيام عند السحر، فنادى ساما فأجابه يسعى، وصاح سام فى ولده فلم يجبه أحد منهم إلّا ابنه أرفخشذ، فانطلق به معه حتّى أتياه، فوضع نوح يمينه على سام، وشماله على أرفخشذ بن سام، وسأل الله عزّ وجلّ أن يبارك فى سام أفضل البركة، وأن يجعل الملك والنبوّة فى ولد أرفخشذ .
 
ثم نادى حاما فتلفّت يمينا وشمالا ولم يجبه، ولم يقم إليه هو ولا أحد من ولده، فدعا الله عزّ وجلّ نوح أن يجعل ولده أذلاء، وأن يجعلهم عبيدا لولد سام.
 
قال: وكان مصر بن يبصر بن حام نائما إلى جنب جدّه حام، فلمّا سمع دعاء نوح على جدّه وولده، قام يسعى إلى نوح فقال: يا جدّى، قد أجبتك، إن لم يجبك أبى، ولا أحد من ولده، فاجعل لى دعوة من دعوتك. ففرح نوح عليه السلام، ووضع يده على رأسه، وقال: اللهمّ إنه قد أجاب دعوتى؛ فبارك فيه وفى ذرّيّته وأسكنه الأرض المباركة، التى هى أمّ البلاد، وغوث العباد، التى نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخّر له ولولده الأرض، وذلّلها لهم، وقوّهم عليها".
 
يرى بعض المؤرخين أن القصة بلا إسناد، ولكن ذكرها ابن أبي عمر الكندي في كتابه "فضائل مصر المحروسة" (ص: 12)، و"المسالك والممالك" (2/566) أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي، و"الاستبصار في عجائب الأمصار" (ص: 65) كاتب مراكشي، و"نزهة المالك والمملوك" (ص: 45) للحسن بن أبي محمّد العباسي الصفدي، و"صبح الأعشى" (3/351) أبو العباس القلقشندي، و"المواعظ والاعتبار" (1/39-40/51/254) لتقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزي.
 
تقول دار الإفتاء المصرية: إن كل من يستقرئ أحداث تاريخ مصر القديم والحديث يدرك تمامًا صدق مقولة: (مصر محروسة)، هذه التسمية التي تعني مدى تجلي عناية الله تعالى بالحفظ والرعاية والحماية لمصر وأهلها من كل سوء ومكر وكيد وعدوان.
 
وأضافت الدار أن مصر تكالبت عليها الحوادث الجسام والمؤامرات والاعتداءات المعقدة الجسيمة من الخارج والداخل، لكن مصر لم تنهزم أبدًا، بل قاومت وانتصرت في كل ما واجهته من صروف ومصاعب.. مصر دائمًا محفوظة بحفظ الله الجميل رغم طمع الطامعين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين، وصدق الله عز وجل الذي قال في محكم آياته على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وصدق رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عندما قال عن أهل مصر: إنهم في رباط إلى يوم القيامة.
 
يتحدث كتاب "الإسلام المصري" للدكتور محمد الباز، عن علاقة مختلفة للمصريين ودينهم، علاقة أرى أن لها نكهة مختلفة.. وجاء في وصفه: هناك إسلام مصري مختلف عن الإسلام الأفغاني والإيراني والخليجي ذلك أن كل وافد على هذا البلد تمصر وذاب في محيط الحضارة المصرية التي سبقت الأوطان والأديان.
 
ولهذا لم يتأثر المصريون بكل الأجناس البشرية التي وطأت أرضهم وظل لسانهم وعاداتهم وثقافتهم تستوعب وتمتص الثقافات الأخرى وتخرجها في مزيج خالص المصرية.
 
ومن المعلوم أن الإسلام انتشر في مصر بالتزاوج وليس بالعنف في خلافة إبن الخطاب سنة 19 هجرية، وأن المصريين استقبلوا العرب الفاتحين بأمل تخليصهم من ظلم الرومان.
 
بل إن الفاطميين الذين استمر حكمهم لمصر أكثر من مائتي عام وشيدوا الجامع الأزهر كمنصة للفقه الشيعي أصبح منارة وقبلة للسنة في كل العالم.
 
وجاء في فصل بالكتاب بعنوان: (البكاء بين يدي الرسول الأعظم) قول الدكتور الباز: يحب المصريون الرسول ﷺ على طريقتهم الخاصة، يكلمونه طالبين منه المدد عندما يشعرون بحصار الدنيا يكاد يخنقهم، ويستمعون إليه عندما ترهقهم دموع الحسرة على حياتهم التي يسرقها من يحكمون وينهبها الفاسدون، يأخذون من كلماته دواء لأوجاعهم وشفاء لأسقامهم.
 
لا يتحرجون من استحضار روح النبي حتى وهم عصاة.. فلا فرق بين جلسة إيمانية تحفها الملائكة وجلسة ماجنة تحرسها الشياطين.. الجميع يطلبون الصلاة عليه.. فتجدهم يرددون باطمئنان مدهش ألف صلاة وسلام عليك يا نبي).

اللي هيقرب يموت
 
صحيح أن حماية المصريين قد تكون نابعة من العشم واليقين وحب الله، لكن قوتهم بقدر حبهم وعشمهم في الله.. بعيداً عن التأصيل التاريخي القديم لمقولة "مصر مقبرة الغزاة"، نجحت مصر برجالها في صد جماعات العنف والإرهاب والقضاء عليها.
 
يتذكر المصريون جيداً مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الوطني للشباب بمسرح الجلاء عام 2016: "قسمنا بالله اللي هيقرب من مصر هاشيله من على وش الأرض".
 
وقد كان. فمنذ 2013 في "موسم سقوط الخرفان" وتخوض الدولة حرباً ضروساً على كافة المحاور، ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء واللجان النوعية لجماعة الإخوان في العمق المصري، حتى قضت عليهم جميعاً.
 
وقدمت مصر نموذجا تاريخيا في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف على مدار الست سنوات الماضية، ونجحت في خفض وتيرة العمليات لمعدلات غير مسبوقة مقارنة بالعام 2014 الذي شهد تحالفات إرهابية، وتمويلات ضخمة، وعمليات على نطاق واسع في كافة المحافظات المصرية جاءت رداً على سقوط جماعة الإخوان عن حكم البلاد جراء الثورة الشعبية في 30 يونيو، وكان لسيناء النصيب الأكبر منها، حيث وضعها الإخوان في قلب خطة إرهاق الأمن المصري، وبوابة لأحلام العودة إلى الحكم.
 
وكان الإرهاب أحد أهم التحديات التي واجهت مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في عام 2014، ووفق تصريحات سابقه له، "فإن الإرهاب كان أخطر التحديات التي تقوض مصر نحو تحقيق الاستقرار والتنمية، وأن الدولة المصرية بذلت جهودًا مضنية من أجل الانتصار في هذا الملف".
 
ونجحت الدولة بقوتها في فرض استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب في المنطقة ككل، واعتمدت على مجموعة من المحاور تركزت بشكل أساسي على الضربات الأمنية وملاحقة العناصر الإرهابية، بالتوازي مع تنمية المناطق المتطرفة والصحراوية التي استغلتها تلك التنظيمات وفي مقدمتها شمال سيناء، لتنفيذ عملياتها.
 
وبدأت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تنفيذ استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتصدي للعمليات الإرهابية 2014، كما نفذت خطط محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع تلك التنظيمات، مشيراً إلى أن العملية الشاملة سيناء 2018، نجحت في القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات، وتقليص موارد تمويلهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق