حرية الأديان والمعتقد.. مفتاح الإنسانية نحو الجمهورية الجديدة

السبت، 14 يناير 2023 09:22 م
حرية الأديان والمعتقد.. مفتاح الإنسانية نحو الجمهورية الجديدة
محمد الشرقاوي

- لن نحيد أبدا عن التعايش الإنساني والإيمان الأصيل بوحدة الوطن والجماعة الإنسانية
 
ربنا ما يقطعلنا عادة.. 9 سنوات لم يغفل خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاركة الأخوة المسيحيين احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد، وهي سنة استنها منذ توليه رئاسة الجمهورية في عام 2014. وخلال الاحتفالية الأخيرة، التي حضرها السيسي في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وجه رسائل عدة تكشف عن وضع الحريات الدينية في مصر ومدى التكاتف بين أطياف الشعب المصري، في سيمفونية مواطنة جميلة، تدوم طول العمر، وهو الأمر الذي يتكرر كل عيد.
 
الرئيس السيسي أكد تقديره لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية بشكل كبير، لافتًا إلى قول البابا إن «الأديان تتوافق وليس لازمًا أن تتطابق»، داعيًا جميع أطياف الشعب المصري إلى أن تعي هذا الأمر جيدًا: «إحنا واحد، مفيش أي شكل من أشكال التفرقة بيننا، ده مينجحش تمامًا».
 
وكتب الرئيس السيسى في تغريدة عبر حسابه الرسمي بوسائل التواصل الإجتماعى: «كل عام وشعبنا وبلدنا بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد، تلك المناسبة العطرة التي تجمعنا على حب الوطن، وتؤكد أننا على طريق المواطنة سائرون ولن نحيد أبدا عن التعايش الإنساني والإيمان الأصيل بوحدة الوطن والجماعة الإنسانية.. إنني أدعو في هذه المناسبة لاستلهام المعاني العطرة التي أرساها السيد المسيح عليه السلام من الحب والتسامح والعفو والإحسان. ‏كل عام وأنتم بكل الخير والسلام، ومصر دائما وأبدا في أمن وأمان».
 
واعتاد الرئيس مشاركة الأخوة المسيحيين، ففي 2022 زار الرئيس السيسي كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقال آنذاك: «نبني الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع، وهي جمهورية الحلم والأمل، والعلم والعمل، و الجمهورية القادرة وليست الغاشمة، والمسالمة وليست المستسلمة».
 
وفي أيام كورونا في 6 يناير 2021، لم يتأخر الرئيس وشارك عبر الفيديوكونفرانس، وقبلها في 2020 جاءت الزيارة السادسة للرئيس السيسي، في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة في 6 يناير 2020. وفي 6 يناير 2019، افتتح الرئيس السيسي، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديد، وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، ضمن الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، وقبلها في 2018 كان الافتتاح الجزئي للكاتدرائية، وهو الوعد الذي وعد به الرئيس في 2017.
 
وفي 6 يناير عام 2017، شارك الرئيس السيسي، في احتفالات عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية، وتعهد في 2016 بترميم جميع الكنائس التي احترقت، وفي 2015 زار الرئيس السيسي، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في 6 يناير، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وفاجئ الرئيس السيسي، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بحضوره، ما جعله يقطع الصلاة من أجل الترحيب بالرئيس.
 
وقال الرئيس السيسي في هذه الاحتفالية، إنه كان من الضروري الحضور لكي أقدم لكم التهاني قائلا: «كان من الضروري أجي عشان أقولكم كل سنة وانتم طيبين، وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم».
 
مصر وحرية الدين والمعتقد
 
وتعمل الدولة مدفوعة بطموحات كبيرة نحو الجمهورية الجديدة، على تمكين حرية الدين والمعتقد بين الجميع، بما يعزز المواطنة بين جميع المصريين، ولتظل مصر تقدم صورة للإنسانية جميعاً بأنها بلد السلام. رئيس الجمهورية أكد في أكثر من مناسبة، كفالة الدولة لحرية الفـرد في اعتناق المعتقـدات وممارسة الشعائر الدينية وفقًا لاختياره. 
 
فمن واقع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، اتخذت الدولة إجراءات عدة، استمرت عملية مراجعة المناهـج التعليمية التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بهدف تعزيز قيم ومبادئ حقـوق الإنسان، والتأكيد عـى المساواة واحترام الآخر والتسامح ورفض التمييز، وترسيخ حق المواطنة كأساس للجمهورية الجديدة، حيث تتعاون الوزارة مع الكنيسة المرقصية الأرثوذكسية لسد العجز في مـدرسين التربية الدينية المسيحية على مستوى الدولة.
 
وبحسب التقرير الأول للاستراتيجية الوطنية، فإنه اتصـالاً بتنفيذ مستهدف الاستراتيجية بشـأن تكثيف حملات التوعية خاصة بالشـباب لتعزيز التعايش والتسامح وقبول الآخر، ونبذ العنف والكراهية، ونشر القيــم والمبادئ التي تدعو إليها الأديان السماوية، بالإضافــة إلى تنمية قدرات الشباب على التعامل النقدي مع المحتويات المختلفة.
 
مسجد وكنيسة 
 
اتصـالاً بتنفيذ مستهدف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بشـأن مواصلة اللجنة المختصة بتقنين أوضاع الكنائس من أجل تقنين أوضاع بقيـة الكنائس والمباني الخدمية التي لم تخضـع للتنظيـم بعد.
 
واستمرت جهود الدولة في تجديـد وترميم المسـاجد والكنائس، حيث عملت على إحلال وتجديد وصيانة وترميم 1277 مسجدًا، منها 1100 مسـجد جديد، وصيانة وترميم 177 مسـجدًا، أما فيما يتعلق بالكنائس؛ فقـد واصلـت لجنـة تقنين أوضاع الكنائس عملها، حيــث ارتفــع عــدد الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها التي تـم تقنين أوضاعها من 1800 كنيسـة ومبنى في يناير 2021 إلى 2401 كنيسة ومبنى في أبريل 2022، من إجمالي 5415 كنيسة ومبنى خدمياً قدمت طلبات لتقنين أوضاعها.
 
كما تخصيص أراض لبناء خمس كنائس جديدة في أربع مدن هي: العبور الجديدة، العاصمة الإدارية الجديدة، القاهرة الجديدة، ودمياط جديدة. ونسقت وزارة الأوقاف مع عدة وزارات لتنفيذ عدد من البرامج التدريبية والندوات التثقيفية، من بينها وزارة التربية والتعليم الفني لتنفيذ نحو اثنتي عشرة دورة تدريبية حول موضوعات تعزيز الحريات الدينية لـ 1173 معلماً ومعلمة في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والدقهلية والشرقية وأسيوط، بهدف رفع الوعي المعلمين في هذا الشأن. 
 
ونظرًا لأهمية رفع الوعي المتعلق بقيم التسامح والتعايش لدى الشباب باعتبارهم الفئة الأكبر في المجتمع، فقد قامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بتنظيم حملات توعية وندوات ثقافية بشأن قيم المواطنة ونبذ العنف والتطرف. وتواصلت جهود كل من الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوكسية في تعزيز مفهوم المواطنة، كما شاركا معاً في تنظيم ندوة «المواطنة» التي أكدت على أهمية رفع المجتمعي بالمفهوم الصحيح للمواطنة.
 
كما شاركت وزارة العدل مع الهيئة القبطية الإنجيلية في تنفيذ العديد من الندوات والمؤتمرات في عدد من المحافظات، تسـتهدف مختلف فئات المجتمع حول المواطنة، والتسـامح، وقبول الآخر، ونبذ الكراهية، وتعزيز العيش المشترك، وعدم التمييز. وأطلقـت وزارة الشـباب والرياضة عـددًا مـن المبادرات والبرامج الشـبابية والرياضيـة التي هدفت إلى تعزيز ودعم قيـم المواطنة والانتماء والمسـؤولية المجتمعية، بالتعاون مع الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ومنظمات المجتمع المدني، وكان مـن بـن هـذه البرامج؛ برنامج «نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب»، بالتعـاون مع مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب، حيث هدف البرنامج إلى توعية وإطلاع الشـباب على أحـدث الطرق التي يتم استهدافهم بها من قبل المنظمات الإرهابية وأصحاب الآراء المتشددة.
 
عرض التقرير أيضًا لجهود تعزيز حرية الدين والمعتقد، بما في ذلك زيادة عدد الكنائس التي تم تقنين أوضاعها، استمرار تطوير ومراجعة المناهج التعليمية لتعزيز قيم المساواة والتسامح ونبذ التمييز، فضلًا عن تعاون الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية ووزارة الأوقاف وعدد من الوزارات الأخرى في برامج مشتركة لدعم المواطنة والتعايش وقبول الآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق