الرد الحاسم على مرضى القلوب والكارهين.. هل المشروعات القومية سبب الأزمة الاقتصادية؟

السبت، 28 يناير 2023 02:11 م
الرد الحاسم على مرضى القلوب والكارهين.. هل المشروعات القومية سبب الأزمة الاقتصادية؟
قناة السويس الجديدة
يوسف أيوب

قناة السويس الجديدة زادت الإيرادات من 4.5 إلى 8 مليار دولار سنويا
العاصمة الإدارية لم تكلف ميزانية الدولة جنيها واحداً وتديرها شركة 
ودعنا سنوات الظلام وانقطاع الكهرباء باستثمار 1.5 تريليون جنيه 
تطوير الموانئ وتطوير شبكة الطرق ضرورة لمواكبة تغيرات حركة التجارة العالمية 
 
ستظل جدلية فائدة المشروعات القومية الكبرى، المسيطرة على عقول المرضى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جدلية يريدون أن تظل قائمة على غرار جدلية ايهما اولا الفرخة ام البيضة.
نعم، فمن يريد تصدير الأمر على أنه مشكلة كبيرة، وأن هذه المشروعات هي السبب في الازمة الاقتصادية الحالية هم مرضى، لا يريدون ان يروا الا ما يعتبرونه هم صحيحاً، حتى وإن كانت الحقيقة واضحة امامهم، ولا تحتاج لتوضيح، لكن "فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضً".
نعم في قلوبهم مرض الحقد والغل والكراهية للدولة، ولمن يريدون ان يضعوا الدولة المصرية على المسار الصحيح، لا يهمهم المواطنين، بقدر ما يهمهم التشوية والتشويش أيضاً.
هؤلاء المرضى يزعمون أن المشروعات الكبرى مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الإسكان والكهرباء وغيرها، جاءت على حساب المواطنين، وانها أرهقت موازنة الدولة دون تحقيق نتائج تصب في صالح الاقتصاد.
وتناسى هؤلاء المرضى أن الدولة منذ 2014 تسير على مسارين متوازيين، هما التنمية بكافة لأفرعها، سواء بنية أساسية أو مشروعات كبرى، ومظلة الضمان الاجتماعى، التي استطاعت ان توفر حماية لكل المصريين الذين قد يتأثروا من التغيرات الاقتصادية الدولية، فالمساران لم يكونا أبداً متضادان، بل متوازيان.
وبالعودة إلى ما يروج له المرضى حول المشروعات القومية، فرغم ان الحقائق واضحة، ولا تحتاج لمزيد من التوضيح، لكن لا أرى مشكلة في إعادة التأكيد مرة أخرى علهم يفيقون من غفلتهم.
لماذا الغضب من العاصمة الإدارية؟
اذا تحدثنا عن العاصمة الإدارية، فمن قال انها ارهقت موازنة الدولة؟.. فمن يملك الدليل فليتقدم به، فالجميع يعلم أن العاصمة الإدارية تم انشاءها خارج موازنة الدولة، ولم تكلف ميزانية الدولة جنيها واحداً، بل ان العاصمة الجديدة لديها اليوم شركة تزخر بمئات المليارات من الجنيهات، حصيلة بيع اراضى ومنشأت سكنية وإدارية لمستثمرين ومطورين عقاريين مصريين وأجانب، بل أن هناك توجه من الدولة لطرح الشركة في البورصة المصرية.
الغريب في الامر ان من يتحدثون عن العاصمة الجديدة وينتقدونها، هم من كتبوا ليل نهار غاضبين من زحام القاهرة، ومطالبين الدولة بالبحث عن حلول، وصبوا لعناتهم على التكدس داخل المصالح الحكومية، وطالبوا بالخروج من العاصمة الضيقة إلى الوادى الفسيح، بحثاً عن متنفس جديد. وحينما خرجت الدولة إلى الصحراء وحولت رمالها الصفراء إلى اللون الأخضر الباهر، وتكالب المستثمرين لضخ أموالهم في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، عاد الناقمين مرة أخرى، ولعنوا العاصمة الجديدة، وحملوها كل أزمات مصر.
هل قناة السويس الجديدة بلا فائدة؟
ثانى المشروعات التى تثير غضب المرضى، هي قناة السويس الجديدة، التي تهكوا عليها في البداية وقالوا عنها "ترعة"، وما ان تحولت إلى واقع على الأرض، يشيد بها العالم، رجعوا وقالوا أنها السبب في الازمة الاقتصادية الحالية.
الم يصل لعلم هؤلاء أن دخل قناة السويس عندما قررت الدولة تطويرها في 2014  كان 4.5 مليار دولار سنويا، واليوم بعد تطويرها ارتفع دخل القناة ليصل إلى حوالي 8 مليارات دولار حاليا، وان المستهدف ان يصل ايرادها السنوي إلى 12 مليار دولار سنويا.
هل القناة الجديدة التي اضافت لنا 3.5 مليار دولار سنوياً بلا فائدة، بل سبب الأزمة، ام ان الازمة سببها هؤلاء المرضى، الذين كانوا يريدون لقناة السويس أن تبقى كما هي مهملة وعاجزة عن مجابهة تطورات التجارة الدولية دون الاستفادة منها أقصى استفادة، حتى يفرح من يقفون خلف هؤلاء المرضى ويوجهونهم لأغراض في نفسهم.
واتصالا بقناة السويس، نسمع كثيراً من ينتقد المشروعات الخاصة بالنقل، وتحديداً المؤانئ والطرق والكبارى، رغم يقينهم أن تطوير الموانئ المصرية كان شيئا ضروريا لتعزيز دور مصر في حركة التجارة العالمية خاصة وأنها تقع في منطقة هامة للغاية.
فالدولة التي تفكر في المستقبل هي من تعرف موطئ قدمها، وتخطط بشكل علمى وسليم، فالقناة الجديدة، هي بداية لمشروع قومى ضخم، يحول منطقة قناة السويس إلى واحدة من كبرى المناطق الاقتصادية في العالم، يحوى موانئ حديثة ومتطورة وبنية تحتية قوية، ومن حولها شبكة قومية للطرق تربط كل الجمهورية.
نعم الشبكة القومية للطرق في مصر، شهدت استثمار ما يقرب من 1.8 تريليون جنية، لكن من يستطيع ان يقول ان هذه الشلكة لم تكن ضرورية؟
هل  كانوا يريدون أن تظل مصر كما كانت في 2013 تعاني من أزمة في الكهرباء والطاقة؟
الغريب في الأمر ان نرى ونسمع ونتابع من يهاجم الدولة لأنها وسعت مشروعات الكهرباء والطاقة، ويقولون ما فائدة كل هذه المليارات التي تنفيها الدولة على هذه المشروعات، وكأنهم يريدون أن تظل مصر على ما كانت عليه فى 2013 حتى يبقوا راضيين عنا وعن الدولة.
الا يدرك هؤلاء أن مصر شهدت خلال السنوات السبعة الماضية زيادة سكانية بنحو 14 مليون مواطن، أولصلت عدد السكان إلى حافة الـ105 مليون نسمة، وأنه خلال السنوات العشرة الماضية التي تلت عام 2011 شهدت زيادة بنحو 20 مليون مواطن، وكل هذه الزيادة، تحتاج إلى تطوير البنية الأساسية للكهرباء وغيرها، لمجابهة الطلب والتنمية المستهدفة.
الا يعلم هؤلاء انه بدون الـ 1.5 تريليون جنية التي استثمرتها الدولة في مرفق الكهرباء لأظلمت الدولة بالكامل، ولما استطعنا أن نفتح أيدينا لاستقبال الاستثمارات الأجنبية التي توفر فرص عمل، وتحقق الكثير من الأهداف التي تسعى لها الدولة.
هذه بعض النماذج للمشروعات التي نفذتها الدولة ولا تزال مستمرة في تنفيذها، دون الالتفات لأحاديث الأفك التي يروج لها المرضى، وأصحاب الضغائن، لأنه بدون هذه المشروعات لأصبحت مصر دولة منهارة.
فالأرقام والدراسات وكل شيء في الدنيا يؤكد لنا أن: 
المشروعات القومية قضت على ازمة انقطاع الكهرباء 
المشروعات القومية حققت السيولة المرورية في الشوارع
المشروعات القومية وفرت السكن الكريم لاهالينا فى العشوائيات 
المشروعات القومية قدمت خدمة صحية لائقة بالمصريين
المشروعات القومية أعادت ربط مصر بمحيطها الأقليمى وبالعالم كله
المشروعات القومية لم تكن رفاهية وغما ضرورة فرضتها الوقائع على الأرض.
المؤكد بالنسبة لي ولغيرى كثيرين أن من يتحدث عن جدلية المشروعات القومية الكبرى وفائدتها، لا يبغى الصالح العام، وكل همه الا تنجح مصر او رئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لذلك لا يصح ان نبقى مشغولين بمن يتسترون بستار الدفاع عن الدولة والصالح العام فى حين انهم لا يبغون الا الظهور والمصالح الشخصية.
اليس هؤلاء من يصدعونا ليل نهار عن هيبة مصر وسط الامم ويعقدون ليل نهار مقارنات بين مصر ودول اخرى قريبة وبعيدة، وحينما نخطو خطوة للأمام يولولون باسم ميزانية الدولة.. من انتم، فتظهروا وجوهكم واخلعوا الاقنعة الزائفة.
الحقيقة الواضحة أمامنا أننا بالفعل نواجه ازمة اقتصادية، لكن السؤال ما هو مصدرها وسببها، هل المشروعات؟.. من يقول ذلك لا يفهم شيئا حتى وان اعتمد على مقولات مقصوصة من تقارير دولية، لان هذه التقارير لم ولن تقول "بلاها مشروعات وتنمية"، الازمة سببها معروف وواضح لكن لا يريدونها هكذا بل يريدونها سياسية لمناكفة الدولة والحصول على بعض المكاسب.
بئس هذا التفكير والعقل الذى لا يستند الا على منطق الانبطاح لمن يقول له "عليك وعلى الدولة المصرية".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة