لماذا يثير التقارب «الروسي- الصيني» الذعر في واشنطن؟

الإثنين، 20 مارس 2023 02:41 م
لماذا يثير التقارب «الروسي- الصيني» الذعر في واشنطن؟

أثار التقارب الروسي الصيني المتنامي في الفترة الأخيرة، ذعرا كبيرا في أمريكا، إذ تبدو موسكو وبكين عازمتان على المضي قدما في خططهما نحو عالم متعدد الأقطاب، يخفف من وطأة القبضة الأمريكية المحكمة لسنوات طويلة على أحداث ومجريات الساحة الدولية.
 
وفي وقت سابق، وصل الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى موسكو في زيارة رسمية تستمر يومين. وبحسب موقع «روسيا اليوم»، فإنه من المقرر أن تستمر زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا يومي 20 و22 مارس، وتأتي بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن المتوقع أن تكون مسائل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين والوضع العالمي الراهن على رأس جدول أعمال الزعيمين. وأفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن الزعيمين سيتطرقان إلى مبادرة السلام الصينية بشأن أوكرانيا.
 
ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين سيحيط الرئيس الصيني بموقف روسيا من التسوية للأزمة الأوكرانية، قائلا في تصريح صحفي: «بالطبع، سيقدم الرئيس بوتين موقف الجانب الروسي بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية». وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن الزعيمين سيجريان محادثة ثنائية، خلال مأدبة غداء غير رسمية، و«سيكون هناك اليوم لقاء بين الرئيسين غير رسمي، ولكنه مهم للغاية بين بوتين وشي جين بينج».
 
في المقابل، استبق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، القمة الروسية الصينية بالقول إن الولاياتِ المتحدة سترفضُ أي دعوةٍ لوقفِ إطلاقِ النار في أوكرانيا تخرج من اجتماع الرئيسين الروسي والصيني في موسكو. وقال كيربي،  في حديث لقناة «فوكس نيوز صنداي»، إن روسيا والصين غاضبتان من النظام الدولي الحالي وتريدان تغييره.
 
ويرى مراقبون، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لن تستطيع مجاراة التحالف الروسي الصينى فى المرحلة الحالية، خاصة فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، إذ أنه على أرض الواقع، فإن روسيا تسيطر على خمس مساحة أوكرانيا بالكامل، وهى أغنى مناطق أوكرانيا وبصدد اقتحام كبير جدا، من الممكن أن تسيطر على مناطق أكثر والقرى تتساقط واحدة تلو الأخرى، ثانيا العملة الروسية غالبا فى الحروب، تبدأ فى فقد قيمتها وتنهار، كما رأينا فى العراق أو دول أخرى، لكن هنا الروبل الروسى يتصاعد وأصبح عملة قوية، مشيرين إلى أن التقارب الاقتصادي والسياسي الكبير بين موسكو وبكين ينعكس بالتأكيد على الاقتصاد الروسي.
 
ويؤكد المراقبون، أن واشنطن لم تنجح على الإطلاق في وقف هذا المجد الروسي، وازدادت عملتهم قوة بالنسبة للدولار، والأهم أن الدول الغربية وأمريكا، تعاني من انخفاض السلع وارتفاع سعرها، فى حين أن روسيا دولة منتجة للسلع، أي هي من تصدر السلع وليس لديها مشاكل في هذا الأمر، ومن ثم فإن واشنطن لم تنجح في تباطؤ روسيا.
 
ويشير المراقبون، إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا، رسالة قوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تفيد بأن هذا التقارب الكبير بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري، يأتي في المقام الأول لمواجهة الهيمنة والنفوذ الأمريكي، خاصة إذ أضيف لتلك الزيارة المناورة العسكرية الكبرى بين الصين وروسيا في بحر العرب والمحيط الهندي وقبلها مناورات عديدة، بجانب اللقاء بينهم في السابق.
 
ويؤكد المراقبون من جديد، أن هناك رغبه وإرادة سياسية لدى الجانبين الروسي والصيني، في تعزيز الوضع الاقتصادي والعسكري والأمني في النظام الدولي، ويأتي هذا كله في إطار التحالف بين البلدين فيما يتعلق انهاء القطبية الأحادية الأمريكية التي تسيطر بها أمريكا على النظام الدولي منذ ثلاث عقود والتحول نحو التعزيزات القطبية التي تضم أيضا روسيا والصين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق