بأرقام المشاهدات وردود الأفعال.. دراما رمضان 2023 الأقوى والأجرأ
السبت، 29 أبريل 2023 11:00 م
17 عملا زينت الموسم الدرامى بتشكيلة متنوعة وفتحت النقاش أمام قضايا مسكوت عنها
"المتحدة" قدمت موسم ملئ بالدراما الاجتماعية والتاريخية والكوميدية والوطنية.. ومنحت الأطفال وجبة درامة دسمة
على مدار 30 يوما، قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، موسما دراميا رمضانيا متميزا ضم 17 عملا دراميا، تناسب كل الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية والأذواق المختلفة، اشتبكت مع كثير من قضايا المجتمع المصري، كان في مقدمتها القضايا المتعلقة بالمرأة سواء الحرمان من الميراث أو الوصاية وحتى تعدد الزوجات، علاوة على بث روح الولاء والانتماء وتأسيس وعي جمعي منضبط، إضافة إلى إعادة المسلسلات الدينية للشاشة الصغيرة بعد غياب سنوات طويلة.
وبالأرقام وحجم المشاهدات والمتابعات والتعليقات، يعد الموسم الدرامى هذا العام الأقوى على الإطلاق، حيث استطاعت مسلسلات "المتحدة" تصدر المشهد ليس في مصر فقط، وإنما في كامل الوطن العربى، خاصة أن الشركة قدمت توليفة متنوعة، ما بين اجتماعى وكوميدى وتاريخى ووطنى، حتى الأطفال كان لهم جزء كبير من الوجبة الرمضانية هذا الموسم، من خلال مسلسلات "المحمية" و"يحيى وكنوز".
وتعلق الكثير من المشاهدين في الوطن العربى بأحداث دراما رمضان هذا العام، لدرجة أن مسلسل "جعفر العمدة" للفنان الكبير محمد رمضان تصدر محركات البحث الدولية وليس فقط العربية والمصرية، وهو جعل المتحدة ومسلسلاتها وقنواتها هي الوجهه الأولى للمشاهد العربى.
وكان لافتاً أن الموسم الدرامى هذا العام ركز على قضايا مجتمعية كانت من القوالب التي يخشى كثيرون الاقتراب منها، مثل تعدد الزوجات وحرمان المراة من الميراث في بعض المجتمعات، وأيضاً قانون الولاية على القصر، وهو ما أدى إلى تحريك الكثير من المياه في هذه الملفات.
في هذا الملف نتناول بعض من دراما رمضان، مع تسليط الضوء على ما أحدثته من جدل مجتمعى.
الكتيبة 101.. تضحيات الأبطال لاتزال حاضرة
استكمالا للأعمال الدرامية التي تجسد التضحيات والبطولات التي قدمها ولا يزال رجال القوات المسلحة والشرطة ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء- وخارج سيناء، تناول مسلسل الكتيبة 101 بطولات شهداء الوطن في فترة زمنية جديدة، لم يتحدث عنها أحد باستفاضة من قبل، لينافس بقوة في الجزء الأول من السباق الرمضاني، وهو من بطولة آسر ياسين، وخالد الصاوي، وعمرو يوسف، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد صلاح حسني، ووفاء عامر، ولبلبة، ووليد فواز، ومن إخراج محمد سلامة.
وتحدث المخرج محمد سلامة، مخرج المسلسل عن كواليس العمل، مؤكدا أنه تحمس للغاية لفكرة المسلسل، لكنه في الوقت نفسه تخوف من التجربة وانتابه شيء من القلق في بداية الأمر، وهذا الخوف جعله يذاكر كثيرًا أحداث المسلسل والفترة الزمنية التي يناقشها وتفاصيل حياة الأبطال والشهداء من الجيش المصري.
ويضيف سلامة: «استعدادًا للعمل حرصت على المعايشة التامة ومنها جمع المعلومات الموثقة واللازمة، وإعادة قراءة الأخبار الكثيرة عما حدث في هذه الفترة، كما أنني ذهبت إلى سيناء والأماكن التي تدور فيها الأحداث من أجل فهم تفاصيل أكثر عن الأحداث هناك، بالإضافة إلى مشاهدة مقاطع فيديو خاصة بالشهداء عن طريق زملائهم، فكنت أحاول التعايش والتعمق داخل الأحداث قبل البدء في التصوير».
ويشير مخرج الكتيبة 101، إلى أنه لابد أن يعرف المشاهد أن الضابط إنسان مثل غيره، يحب ويكره ولديه مشاعر، ويريد الزواج وتكوين أسرة، وأردنا إظهار الجانب الاجتماعي والإنساني في حياة الضابط بجانب عمله البطولي في خدمة وطنه، مؤكدا أن ردود الفعل على المسلسل كانت إيجابية بشكل قوي وسعدت بها جدًا، وكنت أتابعها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأهم شيء لفت انتباهي أن رسالة المسلسل وصلت بالشكل الصحيح للمشاهد.
عملة نادرة.. مواجهة هوس الثراء السريع
يعد مسلسل «عملة نادرة»، بطولة الفنانة نيللي كريم والفنان جمال سليمان وأحمد عيد، أحد أبرز الأعمال الرمضانية التي ناقشت قضايا اجتماعية متنوعة ومختلفة، إذ سلط المسلسل الضوء على قضية التنقيب عن الآثار والإتجار به، ليؤكد في رسالته أن البحث عن الآثار ما هو إلا هوس لبعض الناس لتحقيق الثراء السريع دون النظر للعواقب الوخيمة على تلك الأفعال التى يجرمها القانون وقد تودي بحياة العديد من الأشخاص.
تقول الفنانة نيللي كريم، بطلة العمل، إن أبرز التحديات التي واجهتها بشخصية «نادرة» هي اللهجة الصعيدية وصعوبتها، مشيرة إلى أنه «مع الدخول في الجد ومرحلة التصوير صارحت المخرج ماندو العدل بخوفها، قائلة: قلت له ما بلاش صعيدي لكنه طمأنني وتحملني حتى أتقنت الدور واللهجة»، لافتة أنها في النهاية شعرت بارتباطها وحبها للهجة الصعيدية.
جميلة.. اختلاط الانساب يتطلب تعديلاً تشريعيا
نجح مسلسل جميلة، بطولة الفنانة ريهام حجاج، في تسليط الضوء على مشكلات الميراث ومواجهة الأزمات الزوجية، علاوة على تفجير قضية تعد من التابوهات التي يخجل المجتمع المصري من فتحها أو التحدث عنها، ألا وهي قضية اختلاط الأنساب، وهو الأمر الذي يتطلب تعديلات تشريعيا ليواجه تلك الأزمة، التي نجح المسلسل في تناول أبعادها وتداعياتها على المجتمع والأسرة المصرية.
ودارت أحداث المسلسل حول جميلة، التي تجسد دورها الفنانة ريهام حجاج، والتي تشغل منصب وكيل نيابة في النيابة الإدارية، إذ تواجه جميلة الكثير من التحديات من قبل أسرتها خاصة بعد كتابة والداها الميراث بالكامل لها، بالإضافة إلى التعرض لغدر الأصدقاء بسبب الحقد والغيرة منها.
بدورها، أعربت الفنانة ريهام حجاج، عن سعادتها الشديدة بنجاح مسلسل جميلة، ومشاركة الفنانة سوسن بدر في العمل قائلة: إنه لا يوجد إنسان مثل سوسن بدر، بحبها أوي، وبموت فيها، وانبسطنا جدًا مع بعض، والتمثيل أمامها متعة»، متابعة: «بيني وبين سوسن بدر حب كبير أوي، وسوسن بدر حب اللوكيشن كله مش أنا بس، هي حبيبة الملايين».
من ناحية أخرى، قالت الفنانة يسرا اللوزي، إنها لم تستطع استيعاب شخصية «شيري» في مسلسل «جميلة»، لافتة إلى تعلمها مصطلحات جديدة بعيدة تمامًا عن شخصيتها، موضحة: «مكنتش خايفة أعمل دور شر.. وكره الناس لدوري دليل على نجاحي.. والناس اقتنعت بالشخصية»، مشيرة إلى أنه تم حصرها في أدوار معينة منذ ظهورها فنيا، وأنها أرادت الخروج منها، وخوض تجارب فنية مختلفة، عن أدوارها السابقة»، وتابعت: «تجسيدي لشخصية شيري تمرد وجرأة..ع لشان هي شخصية مختلفة عن أدواري السابقة ودور غريب وفيه تحدي».
تحت الوصاية.. فتح ملف الولاية المالية للقصر
فجر مسلسل تحت الوصاية، بطولة الفنانة منى زكي، عدة قضايا اجتماعية تخص المرأة، خاصة المتعلقة بالوصاية المالية على الأبناء بعد وفاة رب الأسرة، إذ دارت أحداثه حول سيدة أربعينة توفي زوجها تاركا لها وولد وبنت، لتقع تحت رحمة والد زوجها بتوليه الوصاية عليهما، وتخوض معركة من أجل الوصاية عليهما مع المجلس الحسبي، لكنها تسجن في النهاية العمل بتهمة سرقة أموال أطفالها القصر بدون موافقة من النيابة الحسبية.
وحقق المسلسل نجاحا كبيرا انعكس على ردود أفعال الجمهور الذي تعاطف مع بطلة العمل وأيضا دفع بعدد من نواب الرلمان للتقدم بطلب إحاطة لوزير العدل حول الولاية المالية فضلا عن تقدم عدد أخر من النواب بمشاريع قوانين لإدارة الوصاية على الأموال والتركات.
وقالت النجمة منى زكي أنه مع انتهاء موسم رمضان توجه الشكر لجمهورها في مصر والوطن العربي على التشجيع والحب الذي رأته منهم. وأضافت منى زكي: «أحب كمان أوجه الشكر لناس كتير جدا بداية من المخرج العظيم محمد شاكر خضير اللي عارف اللي في قلبي تجاهه وقد إيه هو فنان موهوب وعنده رؤية وحساس جدا وعلى المستوى الشخصي إنسانيته تفوق أي شيء أنا شوفته قبل كده، أنا بأدين له بكل الفضل على أي حاجة حلوة في المسلسل».
وتابعت: «قبل أي حاجة بوجه الشكر طبعا لزمايلي في المسلسل اللي كلهم معجونين موهبة ولولاهم مكنش تحت الوصاية ظهر بالشكل ده.. حقيقي هما كتلة من المواهب المتحركة وعاشقين للفن من أكبر حد فيهم لحد البنوتة الصغيرة اللي فاجئتنا كلنا»، واستطردت: «مش ممكن أنسى أهالى عزبة البرج وأجدع صيادين في مصر.. واللي حسسوني أني بقيت واحدة منهم طول فترة استضافتهم لينا».
واختتمت بقولها: «حقيقي فرحت بتعليقاتكم وتفاعلكم مع المسلسل، وأتمنى إنه يكون نقطة بداية لإعادة النظر في قوانين الوصاية وإعطاء الأمهات الحق في أولادهم.. الزمن بيتغير والأوضاع بتتغير والمرأة والأم والزوجة مش عنصر هامشي، دي الأساس اللي قايم عليه كل البيوت، وهي الأصل في حياة أولادها.. وكذلك الأب.. لذلك نتمنى من المشرّع إعادة النظر في مسألة الوصاية وفي بنود كتير في قانون الأحوال الشخصية عشان نحفظ حقوق الأولاد والآباء والأمهات».
حرب.. حماية الوطن في أيد أمينة
من بين المسلسلات التي حققت نجاحا كبيرا في الموسم الدرامي الرمضاني المنقضي، كان مسلسل حرب، من بطولة الفنان أحمد السقا، الذي يتناول أحداث تبدأ من عام 2014 في ليبيا حيث معقل خلية داعشية، ويظهر الشيخ عثمان «أحمد السقا» كقائد لهذه الخلية، ثم تدور بعد ذلك في القاهرة، لتكشف الدور البطولي التي قامت به الأجهزة الأمنية لحماية البلاد من الإرهاب الذي حاول استهداف مصر والمنطقة بأكملها.
يقول أحمد السقا: «أولا.. أحمد الله كثيرا على النجاح الذى حققه المسلسل، وتلقيت ردود أفعال جيدة للغاية عن المسلسل، خاصة أن العمل يحمل الكثير من التفاصيل المهمة عن الملف الأكثر أهمية للشعب المصري والعربى، أما عن وصف مسلسل حرب فهو من الأعمال التي تستكمل مسيرة الدفاع عن الوطن والعرض والأرض، بالإضافة إلى فك شفرة هؤلاء الخونة والإرهابيين الذين يحاولون طوال الوقت تدمير بلدنا وأرضنا تحت مسمى «الدين» وهم لا يعرفون عنه إلا الدم والقتل والخيانة.
ويؤكد السقا، أن من ضمن مميزات مسلسل حرب أنه واقعي للغاية، لأنه يوضح أن هناك قضية يتم حلها سريعًا وأخرى تستغرق شهورًا، خصوصًا أن «الظافر» يقتل أي شخص يتعرف على وجهه، وبالتالي تطول مدة البحث عنه، لافتا إلى أنه بعد تجربة مسلسل حرب أعتقد أن مسلسلاتي المقبلة لن تتعدى 15 حلقة، لأنها تمتاز بسرعة الإيقاع، وأحداث درامية متتالية دون مط أو تطويل، ولن أحيد عن ذلك إلا إذا وجدت مسلسلًا يتطلب 30 حلقة بالفعل وفكرته خارج الصندوق تمامًا.
رسالة الإمام.. سيرة ورحلة الإمام الشافعى
يعد مسلسل «رسالة الإمام»، بطولة الفنان خالد النبوي، امتدادا واستمرارية للأعمال التاريخية والدينية الكثيرة التي قدمتها الدراما المصرية، لكن ما يميز هذا المسلسل أنه جاء بعد غياب تلك الدراما عن الشاشة الصغيرة لسنوات طويلة، علاوة على أنه يحكي سيرة الإمام الشافعي ورحلته إلى مصر.
يقول المخرج السوري الليث حجو، مخرج رسالة الإمام، إنه على مدار سنوات عديدة قدمت الدراما المصرية أعمالًا تاريخية كثيرة، وحاضرة على مستوى الوطن العربي، وهذه الأعمال حتى مع تراجع إنتاجها من حيث الكم ربما، إلا أنها لا تزال حاضرة في الذاكرة الجمعية للمُشاهد العربي، لذا ربما من الأجدى بالنسبة لي القول إن مسلسل رسالة الإمام هو امتداد واستمرارية للتجربة الفنية العريقة في مصر.
ويضيف حجو، أن هذه التجربة تعني لي الكثير على عدة مستويات، وإن كانت بمثابة مغامرة بالنسبة لشركة الإنتاج التي تُشكر على تصديها لمشروع بهذه الحساسية، إلا أنني أعتقد أنها مغامرةٌ محسوبة المعطيات إلى حدٍ كبير، فقد استندت على الكثير من العوامل التي كانت مُبشرةً، من حيث توفير الإمكانيات المطلوبة، ومشاركة نجوم ومواهب لافتة في العمل، وبالطبع وجود طاقم عمل من الفنيين الذين يستحقون أن ترفع لهم القبعة على جهودهم المبذولة، وفوق هذا كله كان شعور التبني لهذا المشروع والجدية في التعاطي معه التي تشاركها فريق العمل على اختلاف اختصاصاتهم من أكثر عوامل الأمان التي ساعدتنا في كل مرة تعرضنا فيها لعقبة من عقبات العمل، ونتمنى أن نكون على قدرٍ من الأهلية لنقدم ما يليق بالجمهور العربي والمصري.