طلال رسلان يكتب: مشروع شرق العوينات الزراعي.. «مصر تتنفس» والعالم تحت وطأة الجوع والأزمة الاقتصادية

الثلاثاء، 16 مايو 2023 10:32 ص
طلال رسلان يكتب: مشروع شرق العوينات الزراعي.. «مصر تتنفس» والعالم تحت وطأة الجوع والأزمة الاقتصادية

في وقت يراهن فيه العالم على الزراعة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي خلفتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تُسارع الدولة المصرية الخطى نحو تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها والاكتفاء الذاتي، وخاصة في المحاصيل الرئيسية مثل القمح.
 
أغلب دول العالم كانت تعتمد بشكل مباشر على واردات القمح الأوكراني، التي توقفت جراء الحرب ثم بالكاد رأت شحنات من القمح النور منطلقة إلى عرض البحر بعد فوات أوان السقوط في أزمة طاحنة. 
 
رؤية الدولة أعطت سبقا اقتصاديا لمصر قبل الأزمة العالمية الطاحنة. طاقة نور صنعها مشروع شرق العوينات ثاني أكبر مشروع زراعي عملاق بجنوب مصر لزراعة القمح بمساحة تتجاوز ١٨٦ ألف فدان.
 
أوحت مشاهد تفقد ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي، موسم حصاد القمح ومصنع إنتاج البطاطس وثلاجات تقاوي البطاطس بمنطقة شرق العوينات، بالخير وأعطت صورة واضحة عن نظرة الدولة المصرية الاقتصادية، حيث سبقت بخطوات.
 
تنفذ الدولة المصرية جهود كبيرة لتوسيع حجم الرقعة الزراعية؛ خاصة فيما يتعلق بالسلع الاستراتيجية مثل القمح، وتبلغ إجمالي المساحة المنزرعة في منطقة شرق العوينات 190 ألف فدان.
 
وخلال الفترة من نهاية التسعينيات وحتى 2012 تم زراعة 80 ألف فدان؛ وخلال الفترة من 2014 وحتى 2022 تم زراعة 110 آلاف فدان، وخلال عام 2015 جرى تكليف الشركة بزراعة 12 ألف فدان جديدة في منطقة عين دالة.
 
ومن المقرر أن يكون حجم المساحة المستصلحة في منطقة شرق العوينات 280 ألف فدان عام 2024؛ حيث سيتم زراعة 40 ألف فدان جديدة.
 
ومن أجل تحقيق أعلى استفادة من المحاصيل المزروعة وعلى رأسها محصول البطاطس؛ تم انشاء مصنع للبطاطس النصف مقلية والمهروسة؛ كبداية لإنشاء منطقة صناعية كبرى بشرق العوينات.
 
رهان الدولة على الحصان الرابح في الزراعة وهي منطقة شرق العوينات التي تقع في الجزء الجنوبى الغربى لمصر على بُعد 365 كم، جنوب واحة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، على بُعد 500 كيلومتر من بحيرة ناصر، حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات، ما يجعلها مثالية، وتبلغ مساحتها 528 ألف فدان مقسمة إلى قطع نصفها موزع على شركات زراعية تنتج محاصيل متنوعة تقدر بنحو 3 ملايين طن سنويًّا.
 
وفقا لتفاصيل المشروع، وتوجد في منطقة شرق العوينات قرية خدمية تسمى قرية العين بها نقطة إسعاف صغيرة ووحدة صحية ونقطة شرطة ومطار صغير، وقد دعمتها الحكومة بالمرافق وشبكات الاتصالات، وتعمل في المنطقة 22 شركة استثمارية، تزرع مساحات شاسعة تُقدر بـ220 ألف فدان بالمحاصيل المتنوعة على آبار المياه الجوفية والمستهدف الوصول بحجم الرقعة الزراعية إلى مليون فدان بمنطقة شرق العوينات بحلول عام ٢٠٣٠.
 
ومن أهم المحاصيل التي تُزرع بهذه المنطقة البطاطس والقمح والذرة والبصل والتمور، وأغلب هذه المحاصيل تصدر إلى الخارج، بالإضافة إلى زراعات المانجو والجوافة والليمون والبرسيم واللوبيا والعدس والفول الصويا والفول السودانى والسمسم والكركديه والقطن والذرة الصفراء والكمون والينسون والنعناع والثوم والعرقسوس والبردقوش والبلح والتين والرمان والبرتقال.
 
وتستهدف الشركات الاستثمارية بمنطقة شرق العوينات العمل في المجال الزراعى والحيوانى، وتسهم في إنتاج كميات كبيرة من اللحوم للسوق المحلية، وتوجد في المنطقة أكبر مزرعة مصرية للنعام، وانتهت الدولة من مشروع ربط منطقة شرق العوينات بالكهرباء من الشبكة الموحدة من أبوسمبل بتكلفة 1.6 مليار جنيه، وتم تنفيذ مشروع صوامع الغلال بسعة 60 ألف طن بتكلفة 120 مليون جنيه.
 
وتحتل منطقة شرق العوينات المركز الأول بمصر في زراعة القمح بمساحة إجمالية ١٨٦ ألفًا و٢٧٧.٦ فدان، وتبلغ المساحة الإجمالية لمحصول البطاطس ١٨٠ ألف فدان، وتم الانتهاء من تنفيذ مصنع البطاطس النصف مقلية بطاقة ٢٠ طنًّا في الساعة ومجمع عنابر ثلاجات حفظ تقاوى ودرنات البطاطس بطاقة ٦٤ ألف طن لخدمة مزارع البطاطس.
 
ونجحت منطقة شرق العوينات في زراعة ١٠٠٠ فدان من الأقطان قصيرة التيلة بمنطقة من نوعى «ليما» و«إيسا»، وقد أثبتت التحاليل الفنية لجودة الأقطان أن قطن شرق العوينات يتفوق على أجود الأقطان العالمية؛ خاصة أقطان أوزبكستان عند تصنيعها وإنتاج الغزل، وتضم المنطقة أكبر مزرعة للتمور على مساحة 40 ألف فدان بمعدل 2.5 مليون نخلة لأصناف مطلوبة في الخارج ولها قيمة سعرية مرتفعة تعادل 5 أضعاف سعر الطن الحالى في مصر؛ ومنها صنف بلح المجدول وتمر البرحى.
 
وهى أصناف نادرة في مصر نظرًا لأن 16% من إنتاج مصر هو أصناف نصف جافة، وهناك توسع في زراعة الأصناف المطلوبة تصديريًّا؛ ومنها المجدول والبرحى، ومن المقرر إنشاء محطات تعبئة في مناطق الإنتاج ومصانع لتمور الدرجة الثانية، التي لا يتم تصديرها بحالتها لتعظيم قيمتها المضافة وإدخالها ضمن منتجات صناعية متعددة.
 
إضافة إلى أن هذه المزرعة سيكون بها أصناف معدلة وراثية ومقاومة للآفات، مع إيجاد صنف يلائم التصدير؛ خاصة من حيث الأحجام والأصناف والأشكال، ومن المقرر استنساخ أصناف نادرة من التمور في هذه المزرعة. كما تضم المنطقة أكبر مزرعة للتمور على مساحة 40 ألف فدان بمعدل 2.5 مليون نخلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق