أباطرة التكنولوجيا يحذرون من خطورة المستقبل.. الرئيس التنفيذي للشركة المصنعة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي" يحذر من تأثير الذكاء الصناعى على الديمقراطية

السبت، 08 يوليو 2023 08:00 م
 أباطرة التكنولوجيا يحذرون من خطورة المستقبل.. الرئيس التنفيذي للشركة المصنعة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي" يحذر من تأثير الذكاء الصناعى على الديمقراطية
هشام السروجي

 
*جولدمان ساكس: 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب التطور التكنولوجى 
*اليونسكو تطالب الدول باستحضار البعد الأخلاقي للتطوّر التقني وتقليل المخاطر خاصة في نشر المعلومات المضللة وانتهاك حقوق الأفراد والمجموعات
 
 
قديمًا قالوا "طباخ السم بيدوقه" لكن اباطرة صناعة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من الواضح أنهم رافضين تذوق سمه، ويطلقون في كل مناسبة متاحة تحذيرات لا تنتهي من خطورة تطور الذكاء الاصطناعي على مستقبل الحياة، وتهديد الوظائف والعمل، ورفع مستويات البطالة إلى نسب مرعبة، بجانب المخاطر الأمنية وتهديد الوجود الإنساني.
رؤساء شركات عملاقة مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل ديبمايند"، حذروا من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشرية، واتفق معهم عشرات الخبراء الموقعين على بيان منشور على الصفحة الإلكترونية لمركز أمان الذكاء الاصطناعي.
البيان الصادر في 31 مايو الماضى، قال إن "التخفيف من خطر الانقراض الناتج عن الذكاء الاصطناعي، يجب أن يحتل أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية".
وأيد البيان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" الصانعة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، وديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل ديبمايند"، وداريو أمودي، من شركة "أنثروبيك".
أيضا دعم جيفري هينتون، وهو الذي أصدر تحذيرا سابقا بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق، تلك الدعوة، كما وقّع يوشوا بنجيو، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة مونتريال، على البيان، وكلاهما وصفا بـ"عرّابو الذكاء الاصطناعي" لعملهم الرائد في هذا المجال، بعد أن فازوا مجتمعين بجائزة تورينج عام 2018، والتي تمُنح لتكريم المساهمات البارزة في علوم الكمبيوتر.
ألتمان كان اعترف في وقت سابق، بالتأثير الذي قد يُحدثه الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، والذي يشمل احتمال أن تحل تقنية الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف، ما قد يؤدي إلى تسريح العمالة في مجالات معينة، وقال: "سيكون هناك تأثير على الوظائف. نحاول أن نكون واضحين للغاية في هذا الشأن".
كما أبدى ألتمان للمشرعين الأمريكيين قلقه بشأن التأثير المحتمل على الديمقراطية، وكيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإرسال معلومات مضللة أثناء الانتخابات، وهو احتمال قال إنه من بين "الأمور التي تثير مخاوفه الكبرى".
التحذيرات تطرقت أيضًا في الجزئية المتعلقة برفع معدلات البطالة في العالم، حيث نشرت مجموعة جولدمان ساكس في مارس الماضى، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا.
التقرير أشار إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب الأتمتة. وقد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب "قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل الذكاء الاصطناعي كل شيء، يمكن أن يحدث التحول لكثير من الناس وبشكل مفاجئ تماما، ومن المحتمل أن يحدث كل ذلك في نفس الوقت. وهذا له تداعيات على الأفراد، وعلى الاقتصاد بأكمله".
وقال كبير علماء جوجل جيف دين لـBBC: لا نزال نلتزم بمقاربة مسؤولة للذكاء الاصطناعي. نتعلم باستمرار لفهم المخاطر الناشئة في ظل الابتكار بجرأة أيضا.
منظمة اليونسكو من جهتها دعت العالم إلى تطبيق توصية أصدرتها عام 2021 على طرق تطوير هذا الذكاء، وتشدد التوصية على "إنشاء أداة تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي ومراقبته" تضمن كذلك "الأمن الكامل للبيانات الشخصية والحساسة".
وأكدت اليونسكو أنه يجب استحضار البعد الأخلاقي في طموح الدول الاستفادة من هذا التطوّر التقني حتى يتم تقليل المخاطر الناجمة عنه، مشددة على أن هذه التقنية تخلق حالياً تحديات كبيرة، خصوصا إمكانية نشرها لمعلومات مضللة، وأخرى فيها انتهاك لحقوق الأفراد والمجموعات.
ونشر مؤخراً موقع "فيوتشر اوف لايف" عريضة تطالب بالتوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي، والمثير للاهتمام وجود أسماء مهتمة كثيرة بالتطور التكنولوجي، كإيلون ماسك، مالك تويتر ومؤسس شركتي سبايس اكس وتيسلا، والمؤسس المشارك لشركة "آبل" ستيف فوزنياك.
الخبراء الموقعون على العريضة، طالبوا بوقف موقّت لعمليات تطوير برامج الذكاء الاصطناعي إلى حين اعتماد أنظمة حماية، تتيح تنظيم هذه العمليات ومراقبتها وتحليل المعلومات الواردة فيها، وكذلك معالجة ما قد ينجم من استخدامها من اختلالات. ويولي ماسك اهتماماً كبيراً بالعريضة، إذ يعدّ ممولاً رئيسياً لموقع المنظمة الذي نُشرت فيه.
ومن الموقعين الآخرين، المؤرخ يوفال نوح هراري، وعماد موستاكي مؤسس "ستابيليتي أي إيه" ويان تالين، مؤسس مشارك في سكايب، وكرين لارسن مؤسس مشارك في "ريبل"، وكريج بيترس، مؤسس موقع "جيتي للصور".
وتتساءل العريضة عن جدوى تطوير "عقول غير بشرية قد تفوقنا عددا وتتفوق علينا في النهاية"؟ وعن خطر المجازفة بفقدان السيطرة على الحضارة البشرية، كما تطالب بعدم منح قرارات تغيّر وجه الذكاء الاصطناعي لقادة في عالم  التقنية لم يتم انتخابهم، ولذلك تطالب بوقف أيّ تطوير لأيّ نظام ذكاء اصطناعي يفوق قوة آخر إصدار من "شات جي بي تي 4".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق