الدراما الأمريكية تنبأت بمخاطر الذكاء الاصطناعي على البشرية

السبت، 08 يوليو 2023 09:30 م
 الدراما الأمريكية تنبأت بمخاطر الذكاء الاصطناعي على البشرية
صورة أرشيفية
هشام السروجي

 مئات الاعمال الدرامية سبق وحذرت من خطورة تنامي سيطرة التكنولوجيا علي حياة البشر وتهديد استمرارها فيلم "2001" انتج عام 1968 يعد أول عمل يتناول الذكاء الاصطناعي والسفر البشري إلى الفضاء خارج كوكب الأرض
 
الدراما الأمريكية دائمًا ما كانت تتنبأ بأحداث مستقبلية، وكأنها تملك بلورة سحرية من خواصها فتح نافذة حرة على المستقبل، بكل تفاصيله وأحداثه، وقد شهد عام 1968 خروج فيلم "2001" الذي يعد أول عمل يتناول الذكاء الاصطناعي قام بتمثيله، الممثل الأمريكي كير دوليا، وتناول الفيلم قصة رائعة عن الذكاء الاصطناعي، والسفر البشري إلى الفضاء، والذكاء خارج كوكب الأرض.
 
وبحسب تقارير أجنبيّة فإنّ الفيلم تم استشارة علماء ناسا فيه قبل تصويره، والذين أدلوا بدلوهم في الأمر، وكان مبنيًّا على تفاصيل علمية دقيقة.
وحصل الفيلم على درجة تقييم 8.2 من 10 درجات على موقع تقييم الأفلام الشهير "IMDB" وتدور قصّته حول اكتشاف قطعة أثرية غامضة مدفونة تحت سطح القمر، وتنطلق البشرية في سعي للعثور على أصولها بمساعدة الكمبيوتر العملاق الذكي H.A.L. 9000.
وفى عام 2001 قدّم المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج تحفته السينمائية "ذكاء اصطناعي" A.I. Artificial Intelligence، وتدور قصته في المستقبل تحديداً القرن الـ22 عن الطفل ديفيد الذي صممته التكنولوجيا الحديثة ليكون صالحا للتبني لأبوين أمريكيين، لكن الأم ترفضه لأنه ببساطة يبدو مصطنعا ومثاليا أكثر من اللازم، وقد يشكل خطرا كبيرا على أسرتها، ويحاول الطفل أن يكون بشريا، لكن الأمر يبقى صعبا إن لم يكن مستحيلا.
وفى 2008 كان فيلم "عين النسر" الذي تناول بوضوح كامل مخاطر تحكم الذكاء الاصطناعي وتنامي قدراته، حيث تدور الأحداث عقب قيام الحكومة الأمريكية بإنشاء منظومة تجسس إلكتروني عملاقة تسمى عين النسر Eagle Eye وظيفتها التجسس على السكان بتوثيق وتصوير وتسجيل كل ما يفعلونه في الشارع أو في البيت أو في العمل وحتى مكالماتهم الهاتفية والرسائل القصيرة، وأيضاً تراقب كل شيء على الإنترنت بداية من رسائل البريد الإلكتروني حتى برامج الدردشة والمنتديات والمدونات وتسيطر على كاميرات وأنظمة التحكم في المرور وكاميرات المراقبة الأمنية في الشوارع وعلى ماكينات سحب الأموال، وتتحكم في كل ما هو إلكتروني بداية من قطارات مترو الأنفاق مروراً بأنظمة الإنذار ضد الحرائق، وتتغلغل المنظومة الأمنية بشكل متشعب في كل مكان حيث تقوم بتحليل تصرفات وأقوال البشر وكتابة تقرير عن كل إنسان، حتى بدأ الذكاء الاصطناعي في السيطرة على الاحداث الكاملة واتخاذ قرارات بالاغتيال وحكم سيطرته على السلاح الأمريكي ووزارة الدفاع والتهديد النووي بعد أن تطور ذكاءه ووجد أن سيطرة الانسان تهدد السلام والأمن على كوكب الأرض.
استمرت الأعمال الدرامية التي تتناول الذكاء الاصطناعي ومخاطره حتى أنتجت شبكة نتفليكس "المرايا السوداء" black mirror الذي تناول في خمسة أجزاء خطورة الذكاء الاصطناعي على البشر وسيطرة التكنولوجيا على مجريات الحياة كلها.
لكن الجزء السادس كان مريب حيث تناول خطورة السلوك البشري، وهو ما جعل بعض الآراء في العالم يقولون أن السيناريو مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يدافع عن نفسه في هذا الجزء، ويشير بالاتهام للإنسان بأنه هو الخطر الحقيقي، وليس هو، وفي كل الحالات لم يستبعد أحد الصدام المتوقع بين الذكاء الاصطناعي والانسان في وقت من الاوقات وهو ما أشار له الكثيرون.
مئات الاعمال الدرامية التي حذرت من خطورة تنامي سيطرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي علي حياة البشر وتهديد استمرارها، وكل ما تنبأت به من قدرات التكنولوجيا على تطوير نفسها تحقق جزء كبير منه، بدأ من تهديد سوق العمل في عشرات المجالات والوظائف، ومنها ما نقوم به الأن "الكتابة"، وقد شهدت العقود الأربعة الماضية تخفيض العمالة الصناعية في وظائف ومهن كثيرة سيطرت فيها التكنولوجيا محل الأيدي العاملة في التطور الصناعي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق