بوجود "المتحدة".. القوى الناعمة تستعيد رونقها المفقود الشركة تعيد ترتيب أوراق الفن وتقديم محتوى هادف ناقش قضايا المجتمع

السبت، 08 يوليو 2023 11:50 م
 بوجود "المتحدة".. القوى الناعمة تستعيد رونقها المفقود الشركة تعيد ترتيب أوراق الفن وتقديم محتوى هادف ناقش قضايا المجتمع
السعيد حامد

مثلما ضربت الفوضى كل قطاعات البلاد خلال الفترة التي تلت أحداث 25 يناير، نال قطاع الفن المصري ضربات موجعة قسمت ظهره وجعلته يتراجع عن دوره الكبير المؤثر في الوطن العربي، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتضع حد لتلك الفوضى وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويبدأ الفن بتنفس هواء الحرية ليتعملق من جديد ويغزو المنطقة العربية، وتصبح الدراما المصرية في خلال سنوات قليلة- كما كانت في السابق- أحد أبرز الضيوف الدائمين على مائدة المشاهد العربي.
 
وبوجود "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" أستعاد الفن المصرى رونقه ودوره التاريخى، بعدما استطاعت لملمة شتات قطاع الفن وإعادة ترتيب أوراقه والقضاء على كل الأعمال التي تقدم محتوى فوضوي وغير هادف، خاصة وأن المواطن المصري ظل يشكو من الأعمال الدرامية التي لا تمثله ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن التاريخ العريق والسمعة القوية التي كان يمتلكها ويوصف بها الفن المصري، إضافة إلى تقديم محتوى يتناسب مع روح ثورة 30 يونيو التي كان بناء وتنمية العقل أحد أبرز أهدافها، لنرى بعد ذلك  أعمال تتناول قضايا تهم المجتمع، وتشتبك مع همومه واهتمامته، لعل أبرزها الأعمال الوطنية التي وثقت بطولات المصريين ضد الجماعات الإرهابية، وقضت أيضا في المقابل على الأعمال التي ترسخ العنف والبلطجة داخل المجتمع.
 
واستطاعت الدراما المصرية أن تقدم دراما متنوعة ومتميزة بشكل كبير، وبها مساحات كبيرة لأنواع مختلفة من الفنون، وتقدم محتوى هادف يعيد بناء الوعي، إذ نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تقديم توليفة مهمة ومختلفة بين المسلسل الوطني والتاريخي والاجتماعي والكوميدي، ترضي جميع الأذواق خاصة خلال الموسم الرمضاني، خاصة وأن الدراما قبل ثورة 30 يونيو كانت تعتمد كليا على دراما المخدرات ودراما الكمبوند، وهو الأمر الذي أحدث فجوة كبيرة بينها وبين المجتمع، وبدأ الفن المصري يفقد بريقه وتأثيره، قبل أن تنجح الشركة المتحدة في إعادة الدراما الاجتماعية التي تهم الناس وخاصة الطبقة الوسطى والطبقات الشعبية.
 
أعمال درامية بروح ثورة 30 يونيو
 
على صعيد الأعمال التي تناولت الأحداث السياسية في مصر قبل ثورة 30 يونيو وما بعدها، قدمت الدراما المصرية أعمالا كثيرة ومهمة لعل أبرزها مسلسل الاختيار الذي عرض في موسم رمضان قبل الماضي، وكشف بالأدلة والبراهين كذب وخيانة الجماعة الإرهابية، وكيف أنقذت أجهزة الدولة المختلفة، البلاد من مصير مجهول كانت تسوق إليه على أيدي هذه الجماعة، وأيضا وثق جزء قليل من تضحيات رجال الجيش والشرطة في سبيل حماية أمن المصريين من عدو لا يريد إلا أن يقتلهم أو يحكمهم رغما عن إرداتهم.
 
كذلك، على مدار 20 حلقة وثق مسلسل «الكتيبة 101»، الذي عرض في الموسم الدرامي الرمضاني الماضي، البطولات غير المسبوقة لمقاتلي ورجال القوات المسلحة، ضد التنظيمات الإرهابية التي حاولت استغلال أحداث الفوضى وعدم الاستقرار التي مرت بها البلاد عقب إسقاط حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، لإقامة إمارة إسلامية في سيناء، ملقيا الضوء في الوقت ذاته على حجم المخاطر التي كانت تحيط بالدولة المصرية، والمؤمرات الإقليمية التي حيكت في الظلام لتدنيس أرض الفيروز ولعنها بالفوضى والإرهاب.
 
كما حركت الدراما المصرية خاصة في الموسم الرمضاني الماضي، المياه الراكدة فيما يخص بعض قضايا المرأة، خاصة التشريعات المرتبطة بـ «الوصاية المالية»، وهو ما ظهر جليا في مسلسل «تحت الوصاية» الذي ناقش باستفاضة تلك القضية وخطورتها على الأسرة عقب وفات الأب، وهو ما دفع نواب تنسيقية شباب الأحزاب بالتقدم بمشروعي قانون الأول بشأن الوصاية على المال والثاني بشأن إلغاء الضريبة على التركات، فضلا عن التقدم بطلبات إحاطة لوزير العدل بخصوص الوصاية علي المال.
 
وكان للمرأة نصيب الأسد من الأعمال الدرامية التي توثق تلك القضايا والتطورات التي طرأت عليها وتأثرت بها، فضلا عن معالجتها دراميا من كافة النواحي، وهو الأمر الذي كان لها أثر بالغ عند المشاهد العربي الذي تفاعل مع الأعمال عبر مواقع السوشيال ميديا، ليس هذا وحسب بل امتد الأمر إلى المؤسسات الحكومية التي علقت على تلك القضايا، إذ تناولت قضية حرمان المرأة من الميراث، كان أبرزها مسلسل عملة نادرة، بطولة الفنانة نيللي كريم، والذي جسدت من خلاله نيلي كريم  شخصية نادرة التي تعيش معاناة التفرقة والحرمان الذي يحاصر المرأة ويُمنعها أن تورث أرض وبدلًا من ذلك تأخذ أموال، ومن تخالف هذا العرف تعتبر خارجة من العادات والتقاليد ويعتبرونها ضد الدين ذاته، فترفض نيللي هذا العرف والتقليد وتواجه حزمة مشكلات كثيرة.
 
ومن بين الأعمال الدرامية التي نالت شهرة واسعة وقدمت قضية تعدد الزوجات والتعامل الربوي، كان مسلسل جعفر العمدة، الذي أظهر خلال أحداثه الخطورة المجتمعية التي تقع على الأسرة جراء التعدد، حتى لو أباحه الشرع وإن كان بشروط وضوابط، إذ أنه رخصة مشروطة بقدرة الزوج على الإنفاق والعدل بين زوجتيه، وهو أمر من الصعب تحقيقه.
 
فجرت أيضا الدراما المصرية قضية اختلاط الأنساب، عبر مسلسل «جميلة»، بطولة الفنانة ريهام حجاج، وهي إحدى القضايا الشائكة المتعلقة بالحق في الإجهاض خاصة لو كان الحمل عن طريق غير شرعي أو في حالة اختلاط الأنساب أو الحمل بالتلقيح عن طريق الخطأ كما ناقشه المسلسل، وهي قضية شائكة تعد من التابوهات التي يخجل المجتمع المصري من فتحها أو التحدث عنها، إذ لا تزال قضية الحق في الإجهاض تثير الجدل والانقسام بين دول العالم كافة بين مؤيد ومعارض، وفي القانون المصري الإجهاض أو إسقاط الحوامل، يعد من جرائم الاعتداء على الحق في الحياة؛ إذ غالبًا ما يكون المقصود به إنهاء حق الجنين في الحياة المستقبلية.
 
كما تمكنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تسليط الضوء على الدراما التاريخية التي طالما تميزت بها مصر وكانت عنوانها دائمًا، وذلك باستعراض سير شخصيات مؤثرة ذو قيمة كبيرة في التاريخ الإسلامي، مثلما حصل مع مسلسل "الإمام الشافعى" الذى عرض على مدار شهر رمضان الماضى.
 
أيضاً لم تقف الدراما التاريخية عند هذا الحد، وإنما تعرضت لما حصل في الحملة الفرنسية ومواجهتها من قبل المصريين عبر مسلسل ضخم للغاية، وهو "سره الباتع" الذى شارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم، عبر قالب درامى مختلف ومميز بين خطين متوازيين في زمنين مختلفين.
 
وهو الأمر الذى يحسب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مع استعادة أعمال تركز على الهوية المصرية، وتستعيد الحس الوطنى المميز لها، وهو ما أبرزه العمل خلال الحلقات التي حفلت بمتابعة كبيرة على مستوي الوطن العربى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق