دينا الحسيني تكتب: أحداث رابعة والنهضة تفضح وهم المظلومية الإخوانية

السبت، 29 يوليو 2023 07:00 م
دينا الحسيني تكتب: أحداث رابعة والنهضة تفضح وهم المظلومية الإخوانية

الجماعة الإرهابية استخدمت أنصارها «دروعاً بشرية» في الاعتصامين المسلحين.. والداخلية بدأت الفض بنداء سلمي وممر آمن للخروج
 
10 سنوات مرت على فض الاعتصامات المسلحة في رابعة والنهضة، وما زالت الجماعة الإرهابية تنشر شائعات عن طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع عملية الفض، رغم تقنين الإجراءات القانونية قبل الفض، والتزام الشرطة بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان المعتمدة دولياً والتدرج في عملية الفض، بدءاً باستخدام مكبرات الصوت ودعوة المعتصمين لمغادرة الممر الآمن، على مرأى ومسمع من جميع وسائل الإعلام المصرية والعالمية، ورغم استشهاد عدد من رجال الشرطة الا أن الجماعة الدموية ما زالت تتاجر بمظلومية رابعة والنهضة.
 
التاريخ لا يقبل التزوير والتزييف، لذلك فإن احداث الفض الموثقة بالصوت والصورة، فضحت المظلومية الإخوانية التي طالما عاشت عليها لسنوات طويلة، حيث عندما نفذت القوات قرار فض اعتصامي رابعة والنهضة، بحيث قامت وزارة الداخلية بفض الاعتصام بشكل تدريجي وفق الخطة التي وضعتها  والتي جاءت على أربعة محاور.
 
تمثلت المرحلة الأولى بإصدار وزارة الداخلية عدة بيانات متتالية تدعو المعتصمين إلى الخروج الآمن والفض السلمي، والمرحلة الثانية تتمثل في نشر نقاط أمنية وكمائن فرز في محيط الاعتصام والشوارع الجانبية والطرق المؤدية إلى مقر الاعتصام، المرحلة الثالثة كانت مرحلة الحصار الشامل حيث قامت القوات بمحاصرة الاعتصام لمنع دخول أي معتصمين بعد إخراجهم من داخل مقر الاعتصام، وكانت المرحلة الرابعة والأخيرة هي التنفيذ الفعلي للاعتصام.
 
تمكنت القوات من تفريق اعتصام النهضة بالجيزة في أقل من 20 دقيقة، لكن مسلحين احتلوا كلية الهندسة واشتبكوا مع القوات بعد خروج المعتصمين، فيما استغرق فض اعتصام رابعة ساعات طويلة، واستخدمت القوات بشكل تدريجي خراطيم المياه الخاصة بالحماية المدنية، ثم بثت موجات صوتية من أجهزة ارسال لتضييق الخناق على المتظاهرين بصوت الاهتزازات وإجبارهم على المغادرة، ثم اللوادر التي أزالت السواتر.
 
وكانت النهاية مع مجموعات الغاز التي أطلقت القنابل الغازية لتمسك عدد من المعتصمين البقاء وعدم المغادرة، مما يعني أن قوات الفض لم تحمل السلاح، حيث انقسمت القوات إلى مجموعات، مجموعة فض الاعتصام وتسلحيهم قنابل غاز فقط، مجموعة العمليات الخاصة التي كانت تنتظر في محيط الاعتصام وكانت مسلحة ودخلت في عمليات كر وفر مع بعض المسلحين في محيط الاعتصام وفي الشوارع الجانبية.
 
ما طال مدة فض اعتصام رابعة عن النهضة هو أن الإخوان اتخذوا إجراءات احترازية على يمين ويسار الاعتصام، وتسلقوا أسطح العقارات بأسلحة آلية، وفي بداية الاعتصام، واستشهد 6 من رجال الشرطة شهداء، بعد ذلك، أصدر وزير الداخلية تعليمات بالتوقف حفاظا على أرواح رجاله حتى الساعة 6:30 مساء وسط شائعات عن فشل الفض، وبعدها اقتحمت العمليات الخاصة عقارين للسيطرة مسلحون أعلى الأسطح وضبطوا 6 مسلحين.
 
كما ضبط رجال الأمن 11 مسلحاً من  عقارين متجاورتين، وقبل السيطرة على عقار آخر هرب قيادات الإخوان من الاعتصام وقاموا بتهريب عدد كبير من الأسلحة، وكان هناك معتصمين خرجوا من الاعتصام، واتضح فيما بعد أن الإخوان دفعوهم من المحافظات إلى الاعتصام وطلبوا مساعدة القوات الأمنية للعودة إلى محافظاتهم.
 
ودوما تعيش جماعة الإخوان الإرهابية على عقيدة "صناعة المظلومية"، توارثها عناصر التنظيم عن حسن البنا ومن بعده سيد قطب، حيث استمد البنا فكرة المظلومية من تاريخ الشيعة في تحويل أحداث موقعة " كربلاء" لمظلومية، لذلك قرر تكوين دستور الجماعة وتحويل الوقائع لمظلومية، وهذه المصنعية تجمع قدر كبير من التعاطف بين الناس لصالح الإخوان، كما أن صناعة المظلومية استغلها الإخوان في جذب عناصر جديدة، وظهر ذلك جلياً في عهد الراحل جمال عبد الناصر حينما سجنهم فجعلوا من السجن مظلومية، ومن هنا استقطبوا طلبة الجامعات وترتب عليها تمكين الإخوان من تجنيد الشباب لينضم لهم وقتها كثيرين أبرزهم عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي عصام العريان وغيرهم من طلبة الجامعة الذين انضموا لجماعه الإخوان تعاطفاً مع مظلومية السجن.
 
وحاولت الجماعة الإرهابية من خلال اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين الدخول في صدام مع الدولة لخلق مظلومية جديدة وصٌنع قدر من التعاطف على المستوى العربي في أوساط جماعات الإسلام السياسي، في ظل إيجادهم وامتلاكهم لأدوات الترويج للمظلومية كأذرعهم الإعلامية وكتائبهم الالكترونية وانضمام بعضهم كأعضاء بالمنظمات الحقوقية المشبوهة بالخارج، لذلك مسألة المظلومية لها هدف تكتيكي واستراتيجي لديهم ليتمكنوا من تجنيد كوادر المستقبل، لذلك كل الجماعات العنقودية مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وحركتي حسم ولواء الثورة جميعهم انضموا للإخوان على خلفية الثأر والانتقام لمظلومية رابعة وحتي اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات كانت ثأراً لمظلومية رابعة هكذا أوهموا منفذي الحادث.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق