المفتي السابق وعضو لجنة الفتوى بالأزهر يوضحان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الأحد، 17 سبتمبر 2023 11:19 ص
المفتي السابق وعضو لجنة الفتوى بالأزهر يوضحان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
منال القاضي

أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر لقد كان المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري كله‏,‏ وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم، وتقديمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان, بل تمتد عبر العصور كلها: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الجمعة:3].
 
 لفت "جمعة " أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات, إذ هو تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وسلم, ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان, وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (صحيح البخاري 1/41) وقال ابن رجب الحنبلي: محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل, وقد قرنها الله بها, وتوعد من قدم عليهما محبة شيء من الأمور المحببة طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك..( فتح الباري لابن رجب 1/84).
 
وأكد علي جمعة أنه لا يتحقق كمال الإيمان لعبد حتى تبلغ محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك القدر الذي أراده صلى الله عليه وسلم من سيدنا عمر رضي الله عنه, وتلك هي الدرجة التي ينبغي لكل مسلم أن يتطلع إليها, وهذا لا تعارض بينه وبين حب الله, فالمرء يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه من جهة الله, فأساس حبنا لرسول الله هو حب الله, وليس هناك مخلوق تجلي الله بصفات جماله وكماله عليه كسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, والإنسان يحب التجليات الإلهية التي كان رسول الله هو المرآة التي تعكسها لنا, فالحب لله وحده, وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل قلوبنا هو حب لله ولا تنافي بينهما.
 
ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد بكير عضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية ترامنا مع الإحتفال بمولد النبوى يأتي بعض الشاطحين في هذه الأيام ويبدعون الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويبدعون من يحتفل به،  ويجعلونه طريقاً إلى النار.
 
فنقول :  إن البدعة المنهي عنها هي ما لم يكن لها أصل عام في شرع الله سبحانه٠
 
أما إذا كان العمل ،او العبادة المستحدثة في الإسلام لها أصل عام يشهد لها، فليس الدعوة إليه والعمل به بدعة وضلالة٠
وتابع عضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية أنه ينبغي التذكير بأن العبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت. 
أما الاشياء فالأصل فيها الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت. 
 
وعلى ذلك فالحكم على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بأنه بدعة، أو ليس ببدعة، متوقف على كيفية الاحتفال به. 
فإن كانت كيفيته اجتماع الناس على درس من دروس العلم، ،والحكم المستفادة من هذه المناسبة فلا يمكن لأحد أن يقول ببدعية هذا العمل النافع العظيم ،ويحكم على من فعل ذلك بالنار. 
 
أما إن كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالرقص، والاختلاط، وما إلى غير ذلك من الشطحات، فلم يقل أحد أن ذلك مباح.
 
فهناك من يرى أن الاحتفال محرم ويجعله طريقاً إلى النار، وهناك من يرتكب من البدع ومن الشطحات ومن الرقص ومن الاختلاط شيء لا يحتمل. 
 
ونحن بين إنكار الاحتفال، وبين أن نشتط في بدع ما أنزل الله بها من سلطان.
 
وعلى ذلك فإنكار الاحتفال تطرف، والاشتطاط تطرف، والحق وسط بين تطرفين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق