القضية الفلسطينية تقسم العالم وتفضح زيف إنسانية الغرب
السبت، 28 أكتوبر 2023 08:00 م
محمد الشرقاوي
نقلا عن النسخة الورقية:
- مظاهرات تجتاح أوربا رفضا للانتهاكات الإسرائيلية والانحياز الأعمى للمحتل على حساب الفلسطينيين
أكثر من 20 يوماً من العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تعد الأوضاع كما كانت، وذلك في وقت تبين للعالم مدى الوحشية الإسرائيلية، وتخاذل حكومات العالم، وهو الأمر الذي أدؤكته الشعوب الأجنبية بعيداً عن حكوماتها، بل وخرجت ضد سياساتها.
بشكل يومي، تتواصل المظاهرات حول العالم، لدعم الشعب الفلسطيني احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي المُكثف على قطاع غزة، إذ خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع والميادين للتنديد بالغارات على القطاع المحاصر، والتجاوزات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ففي هولندا، تظاهر عشرات المحتجين الداعمين للقضية الفلسطينية أمام مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، لحث المحكمة والمجتمع الدولي على اتخاذ إجراء ضد ما وصفوها بـ"الإبادة الجماعية للفلسطينيين"، حاملين العلم الفلسطيني، ولافتات مدون على بعضها "أوقفوا إطلاق النار"، و"فلسطين ستتحرر".
كذلك في باكستان، خرج الآلاف إلى الشوارع في مدينة كراتشي ومدن أخرى، للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على غزة. ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات مناهضة لإسرائيل، ورددوا هتافات داعمة للشعب الفلسطيني، أيضاً في تونس التي شهدت خروج الآلاف في عدد من المدن من أجل فلسطين، وللتنديد بهجوم إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة. وردد المحتجون شعارات مساندة للفلسطينيين ومنددة بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، الداعمة للعدوان الإسرائيلي، طالب آلاف المتظاهرين إدارة الرئيس جو بايدن في نيويورك، بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، كما هتفوا "الحرية لفلسطين.. الحرية لفلسطين".
وتعد نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، حيث تجمع فيها أيضاً مئات في بروكلين للإعراب عن استيائهم من العدوان الاسرائيلي، رافعين لافتة كتب عليها "اليهود يقولون: "أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".
وفي العاصمة واشنطن، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، محتجين أمام البيت الأبيض هاتفين بشعار “حرروا فلسطين”، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ونقلت وكالة الفرنسية عن متظاهرين أمام البيت الأبيض، قولهم إن ما يحدث في غزة يتجاوز الحدود، إنه أمر يثير الاستياء، نحن نشاهد أشخاصا يُقتلون بيد جيش تدعمه أمريكا.. إنهم في غزة في سجن، وتضمنت اللافتات التي حملها المتظاهرون رسائل مثل "أوقفوا الاحتلال" و"وقف إطلاق النار الآن".
البيت الأبيض يرد تصريحات بايدن
وسبق وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن حماس تقطع رؤوس الأطفال، وهو متراجع البيت الأبيض عن التصريحات الصادرة عن الرئيس جو بايدن بشأن رؤيته صور أطفال إسرائيليين "قطعت رؤوسهم على يد حماس"، ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله إن هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية، وأضاف أن بايدن والمسؤولين الأمريكيين "لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من أن حماس تقف خلف هذه المزاعم".
وجاء توضيح البيت الأبيض بعد ساعات قليلة من الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي خلال اجتماع لقادة الطائفة اليهودية، وقال فيها إن على الأمريكيين رؤية ما يحدث، وإنه "لم يتخيل رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال.. كان هذا الهجوم حملة من القسوة الخالصة، وليس فقط الكراهية، بل القسوة الخالصة، ضد الشعب اليهودي".
انقسام في إدارة ماكرون
في 23 أكتوبر، قالت موقع إذاعة مونت كارلو الدولية، تحت عنوان:" انقسام سياسي فرنسي قبيل زيارة ماكرون لإسرائيل"، إنه قبيل زيارة يقوم بها الرئيس ايمانويل ماكرون لإسرائيل ، شهد البرلمان الفرنسي نقاشا سياسيا حادا بين من يرغبون في تأييد غير مشروط لإسرائيل وبين من يدافعون عن وقف لإطلاق النار وحقن دماء المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف: "كما كان منتظرا النقاش في البرلمان حول موقف فرنسا من الأوضاع في الشرق الأوسط بدأ حادا بكلام قوي لرئيسة الوزراء اليزابيت بورن التي قالت ان فرنسا هي صديقة إسرائيل وتؤيد دفاعها عن نفسها في مواجهة إرهاب حركة حماس التي لا تمثل الفلسطينيين على حد تعبيرها. رئيسة الوزراء بورن اكدت ان فرنسا هي في الوقت نفسه صديقة للفلسطينيين وللدول العربية في المنطقة".
وردت زعيمة اليسار الراديكالي وحزب فرنسا الأبية ماتيلد بانو ردت على الوزيرة الأولى بالقول إن جرائم الحرب تمارس من الطرفين ويجب إيقاف تلك التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة ودعت النائبة اليسارية بانو ، الحكومة الفرنسية للتنديد بسياسة الاستيطان الإسرائيلية و العمل على وقف اطلاق النار.
وانتقدت قوى اليسار انتقدت بشدة زيارة رئيسة البرلمان برون بيفي لكيبوتس إسرائيلي قرب غزة وإعلانها دعم إسرائيل وقالت إن هذا يؤيد انتقام إسرائيل من سكان غزة ويغذي الاحتقان داخل فرنسا.
العالم ينقسم حول غزة
يقول تقرير لوكالة فرانس 24، إن الحرب الأخيرة زادت الهوة والانقسام بين الدول الغربية ومعظم باقي دول العالم، هذا الاختلاف في وجهات النظر بدا جليا من خلال دعم الولايات والمتحدة والاتحاد الأوروبي الواضح والصريح لما قالت إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما اصطف آخرون إلى جانب حماس وسعوا لتبرير فعلها، فيما اكتفت بلدان أخرى بالدعوة إلى تجنب التصعيد، وهو ما يكرس كون صوت الدول الغربية بات أقلية، بعدما برز ذلك خلال الصراع في أوكرانيا.
وفي مقابل إدانة الدول الغربية بأشد العبارات الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل، مشددة على أن "لا شيء يبرر الإرهاب"، اكتفى عدد من الدول الأخرى بالدعوة إلى وقف التصعيد، مثل المملكة العربية السعودية والصين ومصر والمغرب وروسيا وتركيا.
وتابع التقرير: "مع أن دولا غير غربية مثل الأرجنتين والهند، تضامنت مع إسرائيل، فقد شهد الكثير من المدن العربية مظاهرات دعما للفلسطينيين، شارك فيها آلاف الأشخاص، خصوصاً في الأردن والبحرين". وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الحرب في أوكرانيا، لا تزال بعض دول الجنوب ترفض الانصياع للتوصيات الغربية بدعم أوكرانيا.
واستطردت الوكالة: تتجه كل الأنظار الآن في هذا العالم المنقسم، نحو مصير السكان الفلسطينيين، وتعتبر هذه المسألة حساسة خصوصا بالنسبة للدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بينما أعربت دائماً عن دعم لا يتزعزع للفلسطينيين.
وفي السياق، وجه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يرأس مجلس الأمن الدولي، نداء الأربعاء لحماية "الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأكد وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان الخميس لإذاعة فرانس أنتر، أن الأحداث الحالية تجري "تحت أعين وأنظار العالم الذي لا يرى الأمور كما نراها (الغربيون)"، داعيا إلى أخذ ردود الفعل هذه "في الاعتبار".