رغم الحظر الأمني.. مظاهرات حاشدة في باريس تضامنا مع الشعب الفلسطيني (فيديو)

السبت، 28 أكتوبر 2023 08:33 م
رغم الحظر الأمني.. مظاهرات حاشدة في باريس تضامنا مع الشعب الفلسطيني (فيديو)

تجمع آلاف من الفرنسيين بساحة «شاتليه» بالعاصمة باريس، فى مظاهرات حاشدة بالرغم من حظرها بأمر من قائد شرطة باريس، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى فى ظل استمرار الحرب الدموية والقصف الإسرائيلى وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة.
 
فبالرغم من حظر الشرطة وعدم السماح بتنظيم هذه المظاهرة وبالرغم من تأييد القضاء الفرنسى قرار الحظر، تجمع عدد غفير من المواطنين بعد ظهر اليوم فى ساحة "شاتليه" بين الدائرتين الأولى والرابعة بباريس، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى والمطالبة بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة.
 
وهذه المظاهرة بالرغم من الحظر إلا أنها شهدت مشاركة كبيرة من المواطنين الفرنسيين الداعمين للقضية الفلسطينية. ففى المظاهرات السابقة مثل الأحد الماضي، كان هناك عدد كبير من المتظاهرين من أصول عربية لدعم الشعب الفلسطينى إلا أن مظاهرة اليوم شهدت مشاركة لمواطنين فرنسيين جاؤوا خصيصا للمطالبة بوقف العمليات الإسرائيلية «الوحشية» ودعم الشعب الفلسطينى ورفع الحصار عن قطاع غزة، مرددين هتافات «من باريس إلى غزة.. نحن هنا معكم».
 
 
 
وأعربت «كلويه» عن تضامنها مع الفلسطينيين، وقالت لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: «زرت الضفة الغربية وإسرائيل وأدركت أننا هنا لا نتحدث عن الاحتلال والاستعمار الذى تقوم به إسرائيل، وأعتقد أن هذا هو سبب هجمات السابع من أكتوبر والأمر يتعلق بالسياسة وليس بالدين»، مضيفة أن تواجدها فى هذه المظاهرة لتؤكد أن غالبية الشعب الفرنسى متضامن مع الشعب الفلسطينى على عكس ما تقوله الحكومة الفرنسية».
 
ووسط هتافات منددة بأعمال إسرائيل الوحشية و«اغتيال الإنسانية»، منها «إسرائيل قاتلة»، وصفت «لولا» ما يحدث بغزة بالفظيع حيث أكدت أيضا أنه لم يكن هناك تحرك كاف لا على المستوى الفرنسى ولا على المستوى الأوروبى لحماية حقوق وحياة المدنيين الفلسطينيين «وأنا هنا لأقف تضامنا معهم».
 
كذلك دعت «ناتالي» إلى وقف إطلاق النار وعبرت عن دعمها للشعب الفلسطينى ، قائلة «ندرك ما يحدث ولكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفى الأيدي، الحكومة صامتة عما يحدث، لكننا لسنا كذلك، ورغم الحظر أنا هنا لأن هناك ازدواجية بالمعايير، بعض الأشخاص مسموح لهم بالتظاهر والبعض الآخر ممنوع، لذلك لا يمكننا أن نبقى سلبيين وأريد أن أؤكد للشعب الفلسطينى نحن هنا ندعمكم».
 
ورفعت «لينا» لافتة كتب عليها «أوقفوا جرائم الحرب» وقالت: «أنا هنا لأننى ضد جرائم الحرب هذه وما يحدث فى غزة وخاصة بالأمس عندما تم قطع كل الاتصالات عن غزة، ليس لدينا أخبار عما يحدث هناك ونحن على يقين أن هناك قصف مستمر ضد المدنيين والمستشفيات.. ولا تتوقف وسائل الإعلام عن الجدل حول ما إذا كان يجب تبريرها كدفاع أم لا مع أن من الواضح أن ما يحدث هى إبادة جماعية».
 
وأضافت "نحن هنا لأنه فى فرنسا، يُحظر التظاهر بحجة أننا يمكن أن نمثل تهديدا للنظام العام، لكننا ببساطة أشخاص يريدون مشاركة آلام الفلسطينيين".
 
وأكدت «كلير» أن ما يحدث حقا هو «إبادة جماعية» على أرض الواقع .. وقالت «لا أحد يفعل شيئا، العالم يرى هذه الإبادة الجماعية ولا أحد يتفاعل، يجب على المجتمع الدولى أن يتحرك ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وأقول للفلسطينيين، لا تتخلوا عن قضيتكم، الحكومة ليست معكم لكن الشعوب معكم.. فالشعب الفلسطينى له الحق فى الوجود، وله الحق فى أن يكون حرا ومستقلا وله الحق فى العيش فى سلام وعدالة».
 
أما «جون مارك»، فقد أعرب عن استنكاره لموقف الحكومة الفرنسية قائلا: «أنا هنا وقبل أى شيء للتنديد بموقف الحكومة الفرنسية التى قالت إن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها وبذلك تتبنى موقفا غير متوازن، وتبدو أنها لا تدرك أن حق الدفاع هذا هو حق للقتل، فهناك أكثر من 5 آلاف مدنى لقوا حتفهم فى غزة من بينهم أكثر من ألفى طفل، وهذا أمر وحشي».
 
ومن جهتها أكدت «ليندا» فرنسية جزائرية على مشاركتها هى والجميع من أجل السلام، قائلة: «أنا هنا ضد الاستعمار الإسرائيلى غير الشرعى والذى لا يحترم القانون الدولى .. ونحن هنا جميعا للسلام وأن يحصل الشعب الفلسطينى على حريته واستقلاله» وأضافت أن الشيء الوحيد الذى يمكن القيام به هو الخروج إلى الشوارع من أجلهم والدعاء لهم.
 
وردد المتظاهرون هتافات تدين إسرائيل منها: «إسرائيل قاتلة» وأخرى داعمة لفلسطين مثل «كلنا فلسطين» ورفعوا لافتات تطالب بتحرير قطاع غزة، ولافتات أخرى كتب عليها «الإنسانية هى من تغتال» وهتافات أخرى موجهة للإعلام الفرنسى لقول الحقيقة، وأخرى تحث على استمرار المقاومة الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، رافعين العلم الفلسطيني.
 
وقد أيدت المحكمة الإدارية بباريس صباح اليوم قرار حظر هذه المظاهرة الداعمة للشعب الفلسطينى والتى تم حظرها بأمر من قائد شرطة العاصمة لوران نونيز. وجاء فى نص قرار المحكمة بأن القاضى المختص لم يعلق قرار الحظر الذى أصدره قائد شرطة باريس، نظرا لأن هذه التظاهرة تأتى «فى سياق تتزايد فيه التوترات المتعلقة بالنزاع الإسرائيلى الفلسطينى والظروف التى تجرى فيها هذه المظاهرة»، بالإضافة إلى أنها تأتى فى ظل تزايد الأعمال المعادية للسامية فى فرنسا.
 
وبالرغم من هذا الحظر، تجمع الآلاف قدر عددهم بين 3 آلاف و4 آلاف شخص بحسب الشرطة الفرنسية، فى ساحة «شاتليه» بباريس، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى فى ظل استمرار القصف الذى يتعرض له قطاع غزة وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية فى القطاع، إلا أن الشرطة الفرنسية ألقت بعد ذلك فى المساء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق