أحزاب المعارضة.. «لاجديد يذكر ولا قديم يُعاد» وسياسة التراضي كلمة السر في انحدارها

الخميس، 09 نوفمبر 2023 05:15 م
أحزاب المعارضة.. «لاجديد يذكر ولا قديم يُعاد» وسياسة التراضي كلمة السر في انحدارها

يتمتع الشارع السياسي المصري بتنوع وتعدد الأحزاب والأطياف السياسية المختلفة التي جائت نتيجة رغبة حقيقية في خلق مجتمع سياسي ديمقراطي حر يمارس أدواته التي كفلها له القانون للمشاركة في وضع الخطط والسياسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للوصول إلى تلبية احتياجات المواطنين وتقدم المجتمع ككل.
 
ومما لاشك فيه أن وجود أطياف سياسية مختلفة، ذات آراء وتوجهات متعددة، أمر يثري العميلة السياسية في مصر ويساهم في رسم استراتيجيات وخطط فعالة في بناء المجتمع، خاصة مع وجود رغبة لدى القيادة السياسية في إفراز جيل قادر ومؤهل على تحقيق تلك الأهداف، وهو مانراه واضحا جليا في تعددية الأحزاب الموجودة على الساحة، وثرائها بالشباب الذين لديهم القدرة على التفكير والإبداع والمشاركة في تقرير المصير السياسي.
 
87 حزبا سياسيا مصريا.. ولكن هل انعكس دور هذا العدد من الأحزاب على واقع الشارع المصري وتمكن من تغيير حال المجتمع؟
 
عدد قليل جدا من الأحزاب الموجودة يقوم بدوره في إثراء العمل السياسي والخدمي، ولقلته فإن الصورة العامة حاليا عن واقع الأحزاب المصري هو أنه لاجديد يذكر ولاقديم يعاد، خاصة داخل أحزاب المعارضة التي تعتبر هي الركيزة الأساسية لإحداث التغيير ونقض سلبيات الواقع مع تقديم البدائل الممكنة والتي يحتاج إليها الشارع المصري، لاسيما وأن المعارضة في حد ذاتها هي مصدر القوة الذي يساند الحكومة برؤيته المختلفة وسياساته البديلة، إلا أنها حصرت دورها فقط في مهاجمة ما هو قائم، والتقليل مما تم إنجازه، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن بدائل والتخطيط للمستقبل.
 
وللبحث عن السبب الحقيقي وراء اختفاء دور الأحزاب المعارضة كان لابد من النظر في حقيقة تطبيق اللوائح الديمقراطية لتعيين قياداتها والتي تسمح التي تسمح بانتخاب المستويات التنظيمية فى الأحزاب وتداول السلطة داخلها،  بعيدا عن قواعد التراضي والتوافق السائدة في معظم الأحزاب المصرية، وهى التي تفقدها أحد أهم أدوارها، إضافة إلى تطبيق قواعد الديمقراطية عند اتخاذ القرارات داخل الأحزاب، ومواجهة انفراد رؤساء الحزب بعملية اتخاذ القرارات.
 
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن دور الشباب في جميع أحزاب المعارضة يحتاج إلى مراجعة، سواء على مستوى الحركة المدنية أو في باقي المنظومة التي لم تتغير كوادرها منذ سنوات، والحقيقة أن أحزاب المعارضة تتحفظ على أن الأحزاب الكبيرة لم تعطي الفرصة والعكس، بينما الدولة هي من اهتمت بالشباب فالرئيس عبد الفتاح السيسي هو من وجه بإعطاءهم دفعة وأقام البرنامج الرئاسي للتدريب، علاوة على تنسيقية شباب الأحزاب وذلك كله من منطلق ضخ دماء جديدة للحياة السياسية الحزبية.
 
ويوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الأحزاب السياسية باستثناء الكبيرة منها "مستقبل وطن وحماة وطن والوفد"، دفعت بالشباب، بينما بقيت الأحزاب القديمة خاصة المعارضة على وضعها، في الوقت الذي تحركت فيه الدولة نحو دعم تمثيل الشباب وإتاحة مناخ مناسب لهم، مؤكدا على أهمية ضخ دماء وأفكار ورؤى جديدة لتحريك المياه الراكدة، خاصة وأنها أمامها فرصة جيدة الآن مع دخولنا مرحلة جديدة الاستحقاقات الانتخابية ومن ثم فعليها تجديد الدماء والإيمان برسالة الشباب والاستجابة لما تدعو له القيادة السياسية في هذا الشأن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة