شهداء فلسطين ليسوا أرقاما.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أيقونات رسخوا صورة الصمود والعزة

الأحد، 19 نوفمبر 2023 12:30 م
شهداء فلسطين ليسوا أرقاما.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أيقونات رسخوا صورة الصمود والعزة
الاحتلال الإسرائيلى يستهدف الأطفال الفلسطينيين
إيمان محجوب

نقلاً عن العدد الورقى
 
"ليسوا أرقاما بل اشجار زيتون ظلت صامدة في أرضها فصنعت أسطورة المجد والنضال والثبات".. هذا هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يتعرضون على مدار الساعة لعدوان إسرائيلى وحشى، وقصف مستمر للشهر الثاني علي التوالي في محاولة إسرائيلية واضحة لتهجير الفلسطينيين وابادتهم.
الأسبوع الماضى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 12 ألف شهيد في غزة والضفة الغربية، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 30 ألف مصاب، موضحة أن من بين الشهداء 4609 أطفال، و3100 امرأة، و678 مسنا، وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 180 شهيدا والجرحى إلى 2700 جريح.
ولأن كل يوم عداد الشهداء يتغير بالزيادة، أطلق النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "ليسوا أرقاما" بل وجوه فلسطينية ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ لهم حياتهم وأحلامهم التي اغتالتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بلا رحمة ولا إنسانية، وتخليدا لكفاحهم تنشر "صوت الامة" قصص ابناء فلسطين الذين صمدوا ورفضوا التهجير..
 
طبيب الجراحة همام اللوح رفض مغادرة مستشفي الشفاء فغادر للسماء 
 
في أحد اللقاءات سألت الاعلامية الامريكية "إيمي جودمان"، طبيب الجراحة همام اللوح في مستشفي الشفاء، لماذا لم تغادر أنت وأسرتك إلي جنوب القطاع؟، فأجابها وكانت تلك كلماته الاخيرة: إذا غادرت من يعالج المرضى؟.. إنهم بشر يستحقون الرعاية الصحية وليسوا حيوانات.. هل تعتقدين أنني درست الطب لأكثر من 14 عاماً لأفكر في حياتي وأترك المرضى؟ لا لن أغادر.
 
قالها اللواح فلم يغادر المستشفى، لكنها ما هي الا ساعات حتى انضم الى زملائه في السماء بعدما قصف الاحتلال مبني الطوارئ في المستشفي .
 
أبو شادي بائع الكنافة النابلسية 
 
كان لاستشهاد مسعود محمد القطاطي، الذي اشتهر باسم «أبو شادي» الذي كان يبيع الكنافة النابلسية منذ عام 1971 في غزة، وقع مؤلم علي انباء القطاع، حيث اشتهر أبو شادي بتقديم الحلوى الفلسطينية مجاناً للمحتاجين، حتى أطلق عليه محبوه لقب "أبو الغلابة".
واستشهد أبو شادي، مع عدد من أبنائه وأحفاده، بعد قصف الاحتلال الاسرائيلي أدى إلى مقتل العشرات في حي الزيتون جنوب غزة.
 
يوسف.. شعره كيرلي وأبيضاني وحلو
 
ستظل كلمة والدة الطفل يوسف وهي توصفه خلال البحث عنه وسط الناجين من القصف «شعره كيرلي وأبيضاني وحلو» راسخة في الذاكرة الفلسطينية، وشاهدة علي عدوان اسرائيل الغاشم علي إطفال غزة الصامدين.
وعقب استشهاده انتشرت صور الطفل يوسف الفلسطيني، وعمره 7 سنوات، وهو في زي الدراسة، كما انتشر المقطع الذي يرصد معاناة الأم في البحث عن طفلها وسط متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مراسل تلفزيون فلسطين محمد أبو حطب 
 
قصفت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو حطب، حيث استشهد مراسل قناة فلسطين و11 من أفراد عائلته، في جنوب قطاع غزة بعد غارة جوية إسرائيلية على منزله، بحسب بيان صادر عن شبكة تلفزيون فلسطين، وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن استشهاد محمد أبو حطب وأفراد عائلته جاء نتيجة «غارة جوية إسرائيلية مدمرة» على منزله في خان يونس.
 
وكان أبو حطب يقدم تقريره على الهواء مباشرة قبل استشهاده خارج مستشفى ناصر في غزة، وقد كان الأخير له، وعاد بعدها إلى منزله وبعد 30 دقيقة من ظهوره على الهواء استشهد في غارة.
 
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة استشهاد المراسل بتلفزيون فلسطين محمد أبو حطب، الذي قدم زميله سلمان البشير تقريراً مؤثراً عنه، وقال البشير بعد خلع سترته وخوذته: «لا حماية، لا حماية دولية إطلاقاً، لا حصانة من أي شيء، هذه الدروع لا تحمينا ولا تلك القبعات. هذه مجرد شعارات نرتديها، ولا تحمي أي صحافي على الإطلاق. معدات الحماية هذه لا تحمينا»
 
الاحتلال دمر حلمها وروحها.. حكاية الشهيدة الشيماء الأولى على الثانوية بفلسطين 
 
في شهر يوليو من هذا العام، تلقت الشيماء أكرم صيدم، الخبر الذى كانت تحلم به طوال عمرها وتسعى لتحقيقه وهو حصولها على مجموع 99 % بالثانوية العامة، لتكون في المركز الأول على فلسطين كلها مما جعلها تشعر بالسعادة.
وراحت الشيماء تشارك أصدقاءها على مواقع التواصل الاجتماعى، وكتبت منشور: "لم يكن الأمر سهلاً.. لكننى فعلتها"، وباتت عائلتها تملء جدران المنزل بالزغاريد فرحاً بتفوقها، وأخذت الشيماء منذ هذا اليوم تحلم بمستقبلها وتخطط له، وبالفعل التحقت الشيماء بالجامعة الإسلامية واختارت دراسة الطب، لكن حلم الشيماء وعائلتها لم يكتمل حيث تعرض منزلها للقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على غزة، ولحقت منذ أيام هي وعائلتها بشهداء غزة الذين سبقوهم ، وأنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي على حلم الشيماء وروحها التي كانت مليئة بالأمل والأحلام لمستقبلها.
 
الشابان دانة السقا وزوجها توفيق الفرا 
 
ومن القصص الانسانية المؤثرة التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي قصة المحامية دانة السقا وتوفيق الفرا طبيب أسنان، تزوّجا في بداية العام وكانا في انتظار مولودهما الأول، حيث قصـفت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزلهما وارتقت دانة وتوفيق والجنين إلي السماء تحت الأنقاض، واغتالت القصف الوحشي لمنازل أهالي فلسطين حلم دانه مولودها الأوّل.

ريم محمد يعني حب الحياة والطموح والتميز 
 
ريم محمد عمرها 26، حاصلة اداب لغه انجليزيه من جامعه الاقصى بتقدير امتياز، كانت ريم تسعي للحصول على منحة تشيفنينج وتكمل ماستر، وقالت اقرب صديقتها: كانت تحب ريم الشاي بالنعنع كتير، وكانت كتير تحب أجواء الشتاء وتطلع بهاد الجو ..حرفياً كانت بتقول " بحب أطلع بهالجو وأتشفشف في البرد"»
 
إبراهيم الجاروشة والطفل الوحيد الباقي من عائلته
 
وقف على باب العمليات في المستشفى طفل اسمه ابراهيم الجاروشة مصاب فى قدمه وقال للطبيب: "امانة تخليه يعيش".
قال الطبيب لابراهيم هل تعرف عمر؟ قال: إنه إبن عمي، فقدنا أهلي وأهله جميعا وبقيت أنا وعمر أحياء هو من تبقى لي في هذه الدنيا.
ساعة ساعتين وهو ينتظر في خارج غرفة العمليات ينادي علي التمريض ليطمئن عليه ثم أخرج عمر على السرير من باب العمليات فإذا بإبراهيم منتظرا على الباب.. يلف وجهه ليقرأ الاسم وينهار بالبكاء كل من حوله بعد فقد الناجي الوحيد من عائلته.
حيث نعي ابراهيم الجاروشة أهلة قائلا: «حبايبي استشهاد جدي ابو عمار الجاروشة (ابراهيم) وجدتي ام عمار الجاروشة(مي) وخالي الشهيد عمار وزوجتة وأبنائه الثلاثة وخالي الشهيد عامر وزوجتة واطفاله وخالي محمد وخالي احمد وزوجته وابنه يارب ارحمهم برحمتك»

الطفلة الجميلة "ملك الخزندار"
تبلغ ملك من العمر عامين فقط. تظهر ملك في الصورة وهي حزينة جداً لأنها لم ترى أمها منذ أيام، فقد اعتادت على حضنها الذي حرمته إياه غارات الاحتلال.
لا تعلم "ملك" أن "ماما" ماتت ولن تعود لتحتضنها مجددا، فقد كان حضنها الأخير عندما ضمتها بقوة لتحميها من الغارات، وماتت الأم وبقيت الطفلة وحيدة بعد أن انتزعوها من بين أحضان أمها التي حمتها من شظايا الصواريخ والركام المتناثر فوق الرؤوس.
ضحت الأم بنفسها حتى تحمي ابنتها التي تأمل أن تعيش بعيداً عن الخوف والرعب الذي تخلفه تلك الغارات العنيفة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق