«ابدأ» تنجح في اختراق ملف المصانع المتعثرة وتخطو في طريق «توطين الصناعة»

السبت، 20 يناير 2024 06:00 م
«ابدأ» تنجح في اختراق ملف المصانع المتعثرة وتخطو في طريق «توطين الصناعة»
إيمان محجوب

- المبادرة الوطنية تجمع المصنعين داخل القطاع الواحد لتوطين الصناعات المغذية وتشجع المستثمرين للاستثمار في صناعات تستهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية 

- تنفيذ 64 مشروع صناعي مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة

- سامح يوسف: ساعدتنا في إنشاء مصنع صناعات مغذية لم يكن موجود في مصر.. محمد العربى: جمعت المستثمرين على هدف واحد
 
عام وثلاثة أشهر، مروا على الإطلاق الرسمي للمبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ"، حققت خلالهم المبادرة الكثير من النجاحات أهمها انتشال مصانع من التعثر، وبث الحياة في ماكيناتها من جديد، فضلاً عن المساهمة بشكل قوى في تقليل الفاتورة الاستيرادية.
 
وانطلقت المبادرة بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى لخريجي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة بربط مبادرة حياة كريمة بمشروع متكامل للصناعة وتنمية العنصر البشري وتوطين التنمية بما يضمن استدامة المبادرة، حيث أعلن الرئيس السيسي خلال "الملتقى والمعرض الدولي الأول للصناعة" في 29 أكتوبر 2022 عن إطلاق المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية.
 
وتعمل المبادرة بشكل أساسي على دعم وتعميق الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في توطين التنمية والابتكار بقطاع الصناعة لبناء اقتصاد متنوع وقادر على المنافسة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030، حيث عملت المبادرة خلال هذا العام علي كثير من المحاور أهمها محور المشروعات الكبرى، الذي يهدف إلي عقد شراكات مع كبار المصنعين سواء كانت مشروعات قائمة ترغب في تطوير أنشطتها أو مشروعات جديدة، في إطار زيادة الاستثمارات الصناعية بالشراكة مع الخبراء في القطاعات المختلفة، وتشجيع الصناعات المغذية وضمان قدرتها على التوسع، ويجرى حتى الآن تنفيذ 64 مشروع صناعي مع 33 شركة مصرية خاصة و20 شركة أجنبية تعمل على نقل التكنولوجيا من 12 دولة .
 
دعم 789 مصنعا قائما و497 مستثمرا جديدا
 
وتعمل مبادرة "ابدأ" على مساعدة المصانع التى ترغب فى تقنين أوضاعها والحصول على التراخيص من خلال مساعدتها فى استكمال الإجراءات اللازمة وتقنين أوضاعها مع الجهات المعنية وتيسير انتقال هذه المصانع إلى المناطق والمجمعات الصناعية بناء على طلبها، وهنا يأتي أهمية "محور دعم الصناعة" بالمبادرة، كونه يعمل على دعم المصانع المتعثرة للعودة إلى العمل وإزالة التحديات ومساعدة المصانع القائمة للتوسع فى الصناعة، بالإضافة إلى إتاحة وضع خطط لتسويق المنتجات، وبحث فرص التصدير، حيث تلقى فريق محور دعم الصناعة نحو 1692 طلبا للدعم حتى الآن، حيث تم دعم 789 مصنعا قائما و497 مستثمرا جديدا.
 
كما نجحت "ابدأ" فى تجميع المصنعين المتنافسين داخل القطاع الواحد لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير واستهلاك المنتج بواسطة تحالف من المستثمرين المحليين.
 
وينقسم العمل فى "محور دعم الصناعات" إلى تقديم الدعم الفنى والمادى للمصانع المخالفة والمتعثرة ومساندتها حتى تستطيع تقنين أوضاعها، كما يعمل محور دعم الصناعات على التواصل المستمر بالتنسيق مع فريق مؤسسة حياة كريمة الموجود فى كل قرى ومراكز حياة كريمة للبناء على جهود الدولة وطفرة البنية الأساسية، وعمل تمكين اقتصادى من خلال توطين سلاسل صناعات متكاملة بمراكز حياة كريمة تضمن تعظيم استغلال القيمة المضافة لموارد هذه المراكز، وتوطين صناعات حديثة بها، وقامت مبادرة ابدأ بفحص نحو 4586 حالة مصنع متعثر ومخالف في 25 محافظة على مدار عام في سياق دعم الصناعات.
 
ومن خلال متطوعين فريق الرصد الميداني لمؤسسة حياة كريمة تم رصد مشكلات أكثر من 3000 مصنع، وتم حل العديد من المشكلات التى تواجه هذه المصانع بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية وجهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والمحافظات وغيرها.
 
وبالاضافة إلي محور دعم الصناعة، المختص بتقديم الدعم لأصحاب المصانع المخالفة والمتعثرة لتذليل كافة العقبات، مثل تسهيل الإجراءات وتقنين الأوضاع، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة والمعنية بحل المشكلات، لمعاودة الإنتاج في حالة المصانع المتعثرة، أو التوسع في حالة المستثمرين.
 
الاستثمار في العنصر البشري
 
أما محور التدريب والبحث والتطوير، فتهدف المبادرة إلى الاستثمار في العنصر البشري وتنمية قدراتهم من خلال  تنفيذ  استراتيجية لتحسين الصورة الذهنية وتغيير النظرة المجتمعية النمطية تجاة التعليم الفني والعمالة الفنية،بالتعاون والتكامل مع كافة المؤسسات المعنية بالتعليم الفني والتدريب المهني لتحقيق الاستدامة من خلال تطوير مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني التابعة للدولة واعتمادها طبقًا للمعايير الدولية. لتوفير التدريب الفني والمهني والتثقيفي للعمالة المصرية وفقًا للمقاييس الدولية مما ينعكس على توفير فرص العمل ، بالاضافة لتوفيردعم للمصانع المتعثرة، من خلال إيجاد أنسب الحلول لمشكلاتها بطريقة علمية عملية حديثة وبأقل تكلفة ممكنة.
 
والأسبوع الماضى، وفي إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة توطين وتشجيع الصناعات المحلية، وقعت شركة نوڤا للتنمية الصناعية، إحدى الشركات التابعة لمبادرة ابدأ، بروتوكول تعاون مع عدد من كبرى الشركات العالمية بهدف تعميق التصنيع المحلي لمستلزمات محطات المياه والصرف الصحي، ووقع البروتوكول الدكتور أحمد كمال رئيس مجلس إدارة مصنع نوڤا للتنمية الصناعية، وMassimiliano Lagreca رئيس مجلس إدارة شركة Technofanghi الإيطالية، والرؤساء التنفيذيين لشركة Parkson الأمريكية، وشركتي MUHR وOTT الألمانية، بحضور الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتورة أماني عيد الرئيس التنفيذي لشركة ابدأ لتنمية المشروعات.
 
وأكدت الدكتورة أماني عيد أن هذا التعاون يأتي ضمن جهود مبادرة "ابدأ" في زيادة الاستثمارات الصناعية وتوطين صناعات حديثة، حيث يُعد نوڤا المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا الذي يقوم بإنتاج المكونات اللازمة لمحطات الصرف الصحي ومحطات معالجة المياه طبقاً للمواصفات القياسية العالمية، وبطاقة إنتاجية تُقدر بحوالي 1500 طن من منتجات الستانلس سنويًا، مما يقلل في الفاتورة الاستيرادية المصرية بحوالي 100 مليون دولار في العام الأول، ويشهد المصنع حالياً مرحلة التشغيل التجريبي.
 
من جهته أكد الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الصناعة المصرية لديها فرصة ذهبية للمنافسة بقوة في إنتاج مسلتزمات مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، وتوطين تلك الصناعات في مصر، وإتاحة الفرصة للكوادر المصرية لاكتساب الخبرات العالمية في هذا المجال، وخاصة في ظل الطفرة الكبيرة التي يشهدها قطاع المياه والصرف، ولا سيما مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، كما أكد أن الدولة ممثلة في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وجهاتها العاملة في قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى، تقدم كل الدعم والتشجيع للصناعات الوطنية، مخاطباً الشركات الوطنية، قائلا: ننتظر بدء التصنيع الفعلي، وتشغيل خطوط الإنتاج، من أجل الإسراع بمعدلات تنفيذ المشروعات.
 
التصنيع لأول مرة محليًا بشكل كامل
 
وأكد المهندس مصطفى عبيد، عضو "ابدأ"، أن المبادرة قائمة على تشجيع المستثمرين للدخول في الصناعات التي تستهدف المنتجات التي تُحمِّل الفاتورة الاستيرادية لمصر مبالغ ضخمة من العملة الصعبة، وبالتالي فهي تعمل على توفير هذه المبالغ مما ينعكس إيجابًا على اقتصاد الدولة، مشيراً إلى أهمية توقيع مصنع "نوفا" لبروتوكولات التعاون مع العديد من الشركات العالمية في توفير وضمان الجودة في المنتجات واستمرارها، موضحًا أن التصنيع سيتم لأول مرة محليًا بشكل كامل، ولكنه تحت إشراف عالمي من كبرى الشركات العالمية ذات الباع الطويل  في هذا المجال.
 
ولفت عبيد إلى أنه من بين هذه الشركات التي تم توقيع بروتوكولات التعاون معها شركة تاركسون الأمريكية، وشركة تكنو صندي الإيطالية، وشركة مور الألمانية، موضحاً أن مصنع "نوفا" يُعد أول مصنع في إفريقيا والشرق الأوسط لإنتاج معدات الصرف الصحي ومعالجة المياه، وأنشأ باستثمارات 16 مليون دولار، ومن المتوقع أن يوفر في العام الأول من تشغيله 100 مليون دولار.
 
ووضعت "أبدأ" استراتيجية تتقوم على تحقيق 200 مليار جنيه استثمارات جديدة لقطاع الصناعة، وقامت بدعم أكثر من 1000 مشروع صناعي بقيمة إجمالية تتجاوز 10 مليارات جنيه مصري، وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وزيادة الصادرات الصناعية المصرية بنسبة 15% خلال عام 2023.
 
توطين صناعة الخامات الدوائية
 
وقامت مبادرة ابدأ بالمساهمة في توطين صناعة الخامات الدوائية، حيث أكد الدكتور محمد سليم رئيس مجلس إدارة مدينة الخامات الدوائية، أنه من خلال الشراكة مع مبادرة إبدأ اكتشفنا ان مصر تستورد بحوالي 2 مليار دولار سنويا خامات دوائية، فقمنا بالفعل بتنفيذ مدينة الخامات الدوائية وانتاج حوالي 300 خامة دوائية، وفرت 50% من حجم فاتورة مصر الاستيرادية لهذه الخامات، لافتاً إلى أن "ابدأ" سهلت التعاقد مع بيوت خبرة عالمية لانشاء المشروع ونقل تكنولوجيا صناعة الخامات الدوائية فى مصر، مشيراً إلى أن المبادرة ساعدت في عمل درسات الجدوي المالية والفنية والهندسية والتسويقية، واستخراج التراخيص اللازمة لبداية إنشاء المشروع، كانت المبادرة حلقة وصل بين مدينة الخامات الدوائية وبين هيئة الدواء المصرية التي أبدت تعاون ودعم كبير للمشروع الذي سيفتتح قريبا أكبر مدينة لصناعة الخامات الدوائية في الشرق الاوسط.
 
من ناحية أخري أكد سامح يوسف صاحب مصنع دلتا لصناعة الإلكترونيات أنه تواصل مع المبادرة لحل بعض المشكلات التي كانت تواجهه، حيث قامت المبادرة بإزالة كافة العقبات وانهاء جميع الاجراءات، التي وفرت عليه الوقت والجهد حتي بدأ بالفعل في الإنتاج، وقال "بالفعل اتغير شكل الصناعة قبل وبعد مبادرة إبدأ بدليل أننا اليوم متواجدين في مصنع صناعات مغذية لم يكن موجود في مصر ولا في الشرق الأوسط".
 
تجميع المستثمرين على أهداف واحدة
 
وحول مساهمتها في تطوير الصناعة المصرية ومنها صناعة الاجهزة الكهربائية قال المهندس محمد العربى رئيس مجلس إدارة مجموعة العربى أن "أهم ما تميزت به مبادرة ابدأ هو تجميع المستثمرين على أهداف واحدة، ليس فقط قطاع الاجهزة الكهربائية لكن فى جميع القطاعات الصناعية"، موضحاً أنه بالنسبة لصناعة الاجهزة الكهربائية، قامت المبادرة بالاجتماع مع رجال الأعمال لمعرفة أهم احتياجاتهم التي يقومون باستيرادها لتوفيرها وتوطين هذه الصناعة في مصر، لافتاً إلى أنه خلال الاجتماع تم الإشارة إلى أن جزء من هذه المكونات تحتاح لاستثمارات ضخمة، فتم البدء في صناعتها محليا.
 
ومن إنجازات مبادرة « إبدأ» خلال هذا العام احتفال المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية في نوفمبر الماضي بتخرج الدفعة الأولى من مبادرة "مُعدّتك شركتك"، التي استهدفت توفير التدريب الفنى التخصصى والتدريب التثقيفى التوعوي لـ25 متدربًا من الفئات المستهدفة من الفئات الأكثر احتياجًا من قرى حياة كريمة بمختلف محافظات مصر، بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة وشركة "بيكو" للآلات الثقيلة، والأكاديمية الوطنية للتدريب، وجهاز التدريب الإنتاجي على حرف التشييد والبناء والمعدات الثقيلة التابع لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
 
وانقسم التدريب الى 15 متدربًا على قيادة وتشغيل اللوادر المفصلية على عجل والتي تنتجها شركة بيكو للآلات الثقيلة، بالإضافة إلى تدريب 10 متدربين على صيانة وإصلاح اللوادر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق