الرئيس السيسي في كلمة ارتجالية خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72: أقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية في مصر

الأربعاء، 24 يناير 2024 04:37 م
الرئيس السيسي في كلمة ارتجالية خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72: أقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية في مصر

- استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب
- رغم الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار .. أقدر صلابة المصريين
- من الضروري أن يكون الشعب المصري دائمًا صفًا واحدًا وكتلة واحدة
- الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى
- الحوار الوطني سيستمر بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات
- الدولة المصرية تحتاج 3 مليارات دولار تقريبا لتوفير السلع الأساسية شهريًا
- إذا لم تعمل الدولة على زيادة مواردها من الدولار ستستمر المشكلة
- مصر ليست السبب في عدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.. ومعبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة
 
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يدرك حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية في مصر، مضيفا - في كلمة ارتجالية خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72، اليوم الأربعاء- أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أن كل الشعب المصري مسؤول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها.
وقال الرئيس السيسي: "مُقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية الموجودة في مصر.. ومُقدر أكثر صلابة المصريين وهذا ليس كلامًا معنويًا، وأنا على علم بأن الحياة صعبة والظروف صعبة والأسعار غالية".
وتابع: "أقول هذا الكلام في وقت صعب للغاية.. فالعالم في وضع صعب ومضطرب، علاوة على الأوضاع التي تحدث في قطاع غزة"، لافتًا إلى المشاهد القاسية في قطاع غزة، على خلفية استشهاد 25 ألفًا من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، علاوة على أكثر من 60 ألف مصاب وتدمير كامل لقطاع غزة.
ونوه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن مصر تواجه ظروفا على حدودها الغربية والشرقية والجنوبية، قائلًا: "يجب أن نعلم أن تلك الأمور لا تمر بدون أي تأثير علينا أو على اقتصادنا، فكل حدث له تداعياته".
وأضاف: "الفيلم المعروض قبل قليل عن أحداث 25 يناير 2011، تناول الصعوبات التي واجهتها الدولة أثناء الأحداث الصعبة التي مرت وعملية اقتحام السجون.. لا يجب أن تنسوا أن من ضمن الأشياء التي حدثت محاولة إثارة الرأي العام على الدولة، أو بشكل مبسط لمن يسمعني الآن أن تكون هناك مواجهة (نحن وأنتم)، ليكون الشعب في مكان والحكومة في مكان آخر، أو الشعب في صف ووزارة الداخلية في صف ثانٍ".
وأشار إلى أن إثارة الرأي العام كان هدفها القيام بدور سلبي يحفز ويدفع ويسيء للأجهزة والدولة حتي يقوم الرأي العام بما قام به في عام 2011، لافتا إلى أن "ما حدث للشرطة ليس فقط عملية اقتحام السجون وهروب السجناء، ولكننا قضينا أكثر من 3 سنوات نرمم العلاقة بين الشعب والدولة ووزارة الداخلية، وهذا لم يكن أمرًا سهلًا ولكنه احتاج برامج ودعمًا وصبرًا".
ووجه الرئيس السيسي رسالة المصريين: "من الضروري أن يكون الشعب المصري دائمًا صفًا واحدًا وكتلة واحدة.. أي تحديات أو صعوبات تمر بنا يجب أن نكون معًا، حيث يمكن أن تحدث مشكلة كبيرة في بلدنا مثلما رأينا في 25 يناير، فلا يوجد "نحن وأنتم" ولكن كلنا واحد".
وقال الرئيس السيسي: "تحدثت منذ قليل قبل دخولي للضيوف اليوم هل تعلمون معنى أن نخسر أكثر من 450 مليار دولار في أحداث 2011 و2012 و2013؟".
وحول التكاليف التي تكبدتها مصر لمواجهة الإرهاب، قال الرئيس السيسي إنها تقدر بـ 120 مليار جنيه، مؤكدًا أن موارد الدولة المحدودة لم تكن تتحمل ذلك.
وأضاف أن الدولة لم يكن لها خيار سوى مواجهة الإرهاب وتحمل الكلفة وإلا ساءت الأوضاع وعاشت البلاد حالة من عدم الاستقرار، مشددًا على أن الدولة واجهت الإرهاب بكل أشكاله بتضحيات رجال الشرطة والجيش وفئات أخرى من المجتمع؛ للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وسلامتها.
وأشار إلى أن كل هذه التكاليف أثرت بالتأكيد على الاقتصاد المصري، مضيفًا أن الحوار الوطني سيستمر، ومناقشة الأوضاع الاقتصادية من خلال الحوار الوطني ستتم بشكل أعمق وأشمل للعمل على مواجهة التحديات.
وحول آراء بعض المسؤولين الاقتصاديين بضرورة إجراء انكماش كبير في الاقتصاد المصري ووقف المشروعات الجاري تنفيذها.. قال الرئيس السيسي إن هذه الرؤى من منظور اقتصادي "جيدة"، مضيفًا: "كلنا في مركب واحدة.. المشروعات يعمل بها 6 ملايين مواطن.. ونقوم بصرف مبلغ يقدر بألف جنيه مصري لكل عامل في الشهر بما يعادل تكلفة على الدولة من 5 إلى 6 مليارات جنيه في الشهر بما يقدر بـ60 مليار جنيه سنويًا".
وأضاف : "الدنيا غالية بس قادرين نعيش.. لو نستحمل أكتر هنعيش وهنكبر وهنتجاوز هذه المشكلة.. الحكومة طرحت رؤية خلال الأيام الماضية بشأن مشكلة الدولار.. الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة في مصر وهذا يرجع لأن الدولة تقدم الخدمات الأساسية للمواطن مقابل الجنيه في حين أنها تقوم باستيراد هذه الخدمات بالدولار".
وتابع الرئيس السيسي: "الدولة المصرية تحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية لكل مواطن بشكل شهري من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن محطات الكهرباء تحتاج إلى غاز بما يعادل مليار دولار تقريبًا شهريًا، وتلك الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري لا يمكن التقصير فيها وعدم توفيرها.
وأضاف الرئيس السيسي: "أحاول شرح حجم التحدي الذي يعيشه المصريون من قبل عام 2011"، مؤكدًا أنه إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل الإنفاق من الدولار ستستمر هذه المشكلة.
وحول حديث المواطنين عن ضبط الأسعار في الأسواق المصرية.. قال الرئيس السيسي: "المواطنون معهم كامل الحق، وأؤكد بنفسي على هذا الأمر للحكومة أيضا"، مطالبا التجار في الوقت نفسه بأن يكتفوا بالمكسب المناسب، قائلا: "لما أكون مواطنا بكسب كويس ولدي تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها.. فأنا لا أقول له ضحي أو أخسر علشان خاطر مصر ولكن المكسب المناسب كاف".
وشدد السيسي على أن الدول لا تسير بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل، مؤكدًا أن الأزمة التي تمر بها حاليا لها حلول ولكن تعتمد علينا جميعا.
وتابع الرئيس : "كنا نستورد سيارات بـ4.5 مليار دولار في العام، وهواتف محمولة بقيمة ملياري دولار، ونحن نتحدث في دولة أصبحت 106 ملايين نسمة ومطلوب أن يتوفر لها كل شيء".
وقال السيسي: "أسجل احترامًا كبيرًا للمصريين، وخاصة المواطن البسيط والغلبان في ظل هذه الظروف الحالية، خلال جولاتي ومقابلة الكثير من المصريين البسطاء يدعون لي قائلين "ربنا يعينك وربنا معانا".
وأضاف الرئيس: "حديثي يأتي للتأكيد على أن مصر ليست أمانة في رقبتي أو رقبة الحكومة فقط، ولكن مصر أمانة في رقبة المصريين كافة الصغير والكبير، وكل شيء يهون إلا بلدنا مصر".
وأردف: "مش هناكل.. لا نحن ناكل ونشرب، المنتجات غالية أو بعضها غير متوفر مفيش مشكلة، ولكن أنا بقول ربنا أعطانا مثالا حيا لناس لا نستطيع إدخال أساسيات الطعام إليهم سواء قمح أو دقيق أو زيت.. حجم الناقلات التي كانت تدخل إلى غزة يوميا تقدر بنحو 600 شاحنة، لكن لم يتم خلال هذه الأزمة إدخال أكثر من 220 شاحنة إلا خلال اليومين الماضيين".
وأوضح الرئيس السيسي أن حديثه يأتي ردًا على ما تم تداوله بأن مصر هي السبب في عدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلًا "هروح من ربنا فين لو أنا السبب في عدم إدخال الطعام إلى غزة".
ووجه الرئيس السيسي حديثه للمصريين، قائلا: "يجب أن تتأكدوا دون أن أصرح أو أن يخرج تصريح من أية جهة مصرية بأن مصر لا تستطيع أن تفعل ذلك".
وأكد أن معبر رفح مفتوح يوميا وعلى مدار 24 ساعة إلا أن الإجراءات التي تتم من الجانب الإسرائيلي- حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد- هي التي تؤدي لذلك، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أحد أشكال الضغط على القطاع وسكانه من أجل موضوع إطلاق سراح الرهائن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة