«الأطفال يسألون الإمام».. يخترق الأسئلة الفقهية المسكوت عنها لدى الأطفال

- مجلة نور تجمع أسئلة الأطفال الشائكة ويجيب عليها شيخ الأزهر.. وتطرحه بمعرض الكتاب

- نهى عباس لـ «صوت الأمة»: الكتاب به أسئلة لها علاقة بالمواطنة وبعض المفاهيم الخاطئة.. والردود تعكس المنهج الوسطى للأزهر

 

«الأطفال يسألون الإمام»، أحدث إصدارات مجلة «نور»، وهو أحد مفاجأت معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام،حيث يتناول الكتاب الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان الأطفال والنشء حول الإسلام، يجيب عليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشكل مبسط ومناسب للأطفال.

 

الكتاب من إعداد الدكتورة نهى عباس، رئيسة تحرير مجلة نور، ويجيب بين طياته على أسئلة كثيرة تدور في أذهان الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانا، ظنا منهم أن تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، ومن بين الأسئلة التي طرحت داخل الكتاب سؤال لطفل "قالت لى زميلتى بالمدرسة: إن صداقتى لزميلتنا المسيحية حرام.. ما صحة ذلك؟، فجاء الرد،كلام زميلتك غير صحيح، وصداقتك لزميلتك المسيحية مباح ولا شيء فيه، وقد جعل القرآن الكريم أساس العلاقة بين المسلم وغيره هي البر والقسط، لا القطيعة والهجر والعدوان، قال الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ (8 سورة الممتحنة).

 

كما يضم الكتاب عدد كبير من الأسئلة التي ستجد لها إجابة، منها ما معنى "رب العالمين"؟ هل تعنى عالم الإنس والجن أم رب كل البشر على الأرض"، ويطلب منى أبى ارتداء النقاب بدءًا من العام القادم لكنى لا أحب النقاب ولا أطيقه، فماذا أقول لأبى؟، يعجبنى شكل شجرة الكريسماس ومظاهر الاحتفال بالكريسماس وأحب مشاهدتها في الأفلام الأجنبية، فهل هذا حرام، أبى مسلم وأمى أجنبية غير مسلمة، كيف أتعامل معها؟ وهل هذا يعنى أن أمى ستدخل النار؟، عندما علمت أن مصر تعانى من فقر مائى أصبحت أقتصد في الماء وأنا أفتح الصنبور بينى وبين نفسى دون أن يرانى أحد، هل يحسب هذا كثواب لي؟.

 

كما تجد من بين الأسئلة: أين الله؟، من خلق الله؟، هل أمى المتوفاة ترانى؟، هل حقًا يأكل الشيطان معي إذا أكلت بيدى اليسرى؟، لماذا خلقنى الله أشول؟، هل يحبنى الله؟، كيف أجعل الله يحبنى؟.

 

وقالت الدكتورة نهى عباس رئيسة تحرير مجلة نور، إن الأطفال تسأل أسئلة لا تجد من يجيب عليها، أو يخافوا من السؤال، وقبل صدور الكتاب، كان هناك طفل في السودان تم فصله من المدرسه عندما سأل سؤال، هل الشيطان بالفعل يأكل معى عندما أكل باليد اليسرى، فتم فصله لأنه يتحدث في أمور لا يجوز له الحديث فيها من وجهة نظرهم، وهذه القصة متداولة، وكثير من أولياء الأمور يقولون أن الأطفال يسألون كثيراً، من هنا جاءت فكرة الكتاب، أن الأطفال يضعوا اسئلتهم، ويقوم فضيله الامام الأكبر شيخ الازهر بالرد عليها، ليتعلم أولياء الأمور والمدرسين الا يتجاهلوا سؤال للطفل، فلابد من الإجابة.

 

وأشارت الدكتورة نهى عباس لـ"صوت الأمة" إلى أن من يتابع الإجابات سيجد أن بها استشهاد بالأيات القرانية والاحاديث النبوية، لذلك فإن أولياء الأمور عليهم ان يقرءوا الإجابات مع أبنائهم ليكونوا قادرين على توصيل المعلومة الصحيحة للأطفال، لافتة إلى أن الفكرة قائمة على أننا نرحب باسئلة الأطفال ونشجعهم على التساؤل، وفى نفس الوقت نعلم أولياء الأمور والمدرسين أن يهتموا بالأطفال واسئلتهم، ويمنحوهم فرصة للحديث والتساؤل، موضحة: "كان أمامنا تجربة من كتاب أجنبى يقوم على ان الأطفال يسألوا بابا الفاتيكان، فقمنا ببلورتها، خاصة أننا ندفع دوما الأطفال للتساؤل، وان نهتم بما يطرحونه".

 

ولفتت رئيسة تحرير مجلة نور إلى أن الكتاب به أسئلة لها علاقة بالمواطنة وبعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض الأوساط المتشددة، لذلك جاءت ردود فضيلة الإمام لتعكس المنهج الوسطى للأزهر، ورأى الازهر في كافة القضايا المختلفة، وبجانب القضايا الفقهية كانت هناك أسئلة شخصية، مثل أطفال لديهم مشكلة، كسؤال لماذا خلقنى ربنا أسمر البشرة، ولماذا يحدث تنمر على شخصيتى، فجاء الرد لتوضيح كل هذه الأمور.

 

وأشارت الدكتورة نهى عباس إلى أن مجلة نور نظمت قوافل للمحافظات، وكان اول حديث عن الكتاب خلال قافلة المجلة لمدينة القرنة بالأقصر، وخرجت هذه الأسئلة، وقمنا بتجميع المتشابه في سؤال واحد، والحمد لله استغرق اعداد الكتاب سنة كاملة.

 

ولفتت نهى عباس إلى انه قبل فكرة الكتاب تم طرح مسلسل "نور ورسالة النور" في رمضان الماضى، وكان اول مسلسل دينى، تناولنا خلاله الكثير من الأفكار المفيدة للأطفال، ومسائل كثيرة مثل الغناء والموسيقى وحقوق الجار والبيئة وكل القضايا المختلف عليها، ومعنى الوطن لدى المسلمين، وهذا العام أعددنا مسلسل سيتم عرضه خلال شهر رمضان تحت اسم "نور والكوكب السعيد"، وهو نتاج شراكة بين بين الازهر واكاديمية البحث العلمى، يتكون من 30 حلقة، وكل 3 حلقات تُمثل حكاية مستقلة، وتنتهي بأغنية يغنيها كورال أطفال، وتهدف حلقات المسلسل إلى التوعية بالقضايا المختلفة، وإثارة خيال الطفل، وتشكيل وعيه بالقيم الإنسانية والحضارية التي يجب أن يتحلى بها؛ لأن طفل اليوم هو صانع قرار المستقبل، موضحة أن فكرة المسلسل تتلخص في الدعوة إلى عالم جديد خالٍ من العنف والكراهية، والصراعات، وتدمير البيئة، ويسوده التسامح والإخاء وقبول الآخر، كما يسعى المسلسل إلى إيجاد عالم يرتقي بالذوق العام، وبالفن الراقي الذي يمحو القبح والإسفاف من حياتنا، ويتعامل فيه البشر بالرحمة تجاه كل الكائنات على كوكب الأرض، وبالوعي الكافي للحفاظ على الكوكب نفسه من الدمار، والتلوث، والتصحر.