الكويت تحتفل بأعيادها الوطنية وتواصل دورها السياسي والإنساني تجاه الأشقاء في غزة

السبت، 02 مارس 2024 11:00 م
الكويت تحتفل بأعيادها الوطنية وتواصل دورها السياسي والإنساني تجاه الأشقاء في غزة

- رؤية متكاملة للشيخ مشعل الأحمد للنهوض بالكويت عبر تنويع مصادر الدخل وتحويلها إلى مركز تجارى جاذب للاستثمار 

- علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة وسعيها الدؤوب نحو تطوير التعاون المشترك

- 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية منذ اشتعال الأزمة الإنسانية فى غزة

- السفير غانم صقر الغانم: توجيهات مباشرة للقيادة السامية برفع معاناة الأشقاء الفلسطينيين عبر تسيير رحلات مستمرة  للجسر الإغاثي
 
تعيش دولة الكويت الشقيقة منذ بداية فبراير الماضى أجواء مبهجة يلمسها كل زائر فى الشوارع والميادين ووسائل الإعلام، وصلت ذروتها يومى 25 و26 فبراير، ويصادفان ذكرى العيد الوطنى الثالث والستين ويوم التحرير الثالث والثلاثين، وهى مناسبات عزيزة على قلب كل كويتى، وتعد فرصة لاستعادة ذكريات الماضى بأفراحه وآلامه وتدارس تضحيات الأجداد، وإظهار سعيهم الدؤوب على مدار قرون لبناء الدولة وتوطيد أمنها واستقرارها، علاوة على ما تمثله من تعزيز للروح الوطنية وغرس حب الوطن فى نفوس الأجيال الناشئة، والتأكيد على الثوابت الوطنية لتجديد العهد والولاء والاعتزاز بالهوية الوطنية، والتفاخر برجالات الكويت واستذكار مآثرهم وعطائهم من أجل الوطن.
 
ويعد يوم 19 يونيو عام 1961 التاريخ الحقيقى لاستقلال دولة الكويت وفك الارتباط بالوجود البريطانى، حين وقع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الـ11 للكويت وثيقة الاستقلال مع المندوب السامى البريطانى فى الخليج العربى السير جورج ميدلتن، نيابة عن حكومة بلاده وألغى الاتفاقية التى وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت فى 23 يناير عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.
 
وفى 18 مايو عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير الذى يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح - طيب الله ثراه - تكريما له ولدوره المشهود فى استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها فى 25 فبراير من كل عام.

أول احتفال
 
بدأت الكويت احتفالها بالعيد الوطنى الأول فى 19 يونيو عام 1962، حيث أقيم بهذه المناسبة عرض عسكرى كبير فى المطار القديم الواقع بالقرب من دروازة البريعصى.
 
وفى ذلك اليوم ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، كلمة قال فيها: إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطنى بقلوب ملؤها البهجة والسرور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة، ونفوس كلها عزيمة ومضى فى السير قدما فى بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين.
 
وبدأت الكويت منذ عام 1961 تدعيم نظامها السياسى بإنشاء مجلس تأسيسى مهمته إعداد دستور لنظام حكم، يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها، ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذى صادق عليه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح فى نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية، حيث جرت أول انتخابات تشريعية فى 23 يناير 1963.
 
وأنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة، ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذى رسمته خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال من أبناء الكويت خلف قيادتها الرشيدة.

سياسة متوازنة
 
ومنذ استكمال استقلال الكويت وهى تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا، وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادى لشعبها هدفا، فى إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقى الشعوب كافة.
 
واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك، كما كان لها دور مميز فى تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم جهود المجتمع الدولى نحو إقرار السلم والأمن الدوليين، والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الإقليمى والدولى من خلال هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ومنظمة دول عدم الانحياز.

مركز الإنسانية
 
كما حرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية ورفع الظلم عن ذوى الحاجة، حتى بات العمل الإنسانى سمة من سماتها، وتم منح الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الراحل «طيب الله ثراه» لقب «قائد للعمل الإنسانى»، كما تمت تسمية الكويت مركزا للعمل الإنسانى فى العالم فى سبتمبر 2014.
 
واستمرارا لهذا الدور الإنسانى الذى يراه الكويتيون واجبا والتزاما قبل أن يكون تطوعا ومشاركة فى تخفيف متاعب الأشقاء، فقد بادرت الكويت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى الغاشم على الأشقاء فى فلسطين بإظهار واجبها الأخوى تجاه الأشقاء عبر كل الأدوات السياسية المتاحة، جنبا إلى جنب مع التركيز على الدور الإنسانى الذى لم تتأخر عنه يوما.
 
وبحلول الأسبوع الثانى من العدوان وبعدما بدا من آثاره المدمرة، قدمت الكويت مساعدات كبيرة تقدر بـ1500 طن عبر 40 رحلة جوية حطت فى مطار العريش، وتم إيصالها للمستحقين بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى، وتتضمن  المساعدات والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والبطانيات وسيارات الإسعاف والأجهزة الطبية للأشقاء.

تخفيف معاناة الفلسطينيين
 
وأوضح السفير غانم صقر الغانم، سفير دولة الكويت بالقاهرة، أن القيادة السامية فى البلاد حرصت وبتوجيهات مباشرة على رفع معاناة الأشقاء الفلسطينيين عبر تسيير رحلات مستمرة من الجسر الجوى الكويتى الإغاثى، لافتا إلى أن الكويت عملت بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهلال الأحمر المصرى على توصيل المساعدات بعد استقبالها فى مطار العريش الدولى إلى معبر رفح، موضحا أن المساعدات النوعية تمت بعد تلمس احتياجات الأشقاء فى غزة وفق دراسة معدة من الهلال الأحمر الفلسطينى.
 
وأشاد الغانم، بجهود الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية والمؤسسات المانحة وعطاء الشعب الكويتى، وسعيهم الدائم جميعا لتقديم الدعم الإنسانى سعيا إلى تخفيف معاناة الأشقاء فى قطاع غزة، وانطلاقا من واجبها الإنسانى وتعبيرا عن موقفها المبدئى قيادة وحكومة وشعبا بهذا الشأن.

شهر غير عادى
 
ولم يكن فبراير شهرا عاديا فى تاريخ الكويت قط، لأن المناسبات الوطنية التى تقام فيه تشكل علامة فارقة فى البلاد يجب الوقوف عندها فى كل عام والتذكير بأحداثها، ودور الرعيل الأول وتضحياته من أجل استقلال الوطن وبنائه، فهو تاريخ مشرف لا يُنسى رسمه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلا بعد جيل.
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها، ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة فى الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضى حتى وقتنا الحالى.
 
ففى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى كانت الاحتفالات بالعيد الوطنى تقام على امتداد شارع الخليج العربى، بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وكان طلاب وطالبات المدارس يشاركون فى هذه الاحتفالات إضافة إلى الفرق الشعبية، كما كان لجميع محافظات الكويت النصيب الأكبر من هذه الاحتفالات.
 
وفى عام 1985 وبمناسبة مرور ربع القرن على الاستقلال تم إعداد «ساحة العلم» بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطنى، وتم رفع أطول سارية لعلم الكويت فى هذه الساحة، لهذا سميت بساحة العلم وتقدر مساحة ساحة العلم بـ100 ألف متر مربع تقريبا ويصل ارتفاع السارية إلى 36 مترا تقريبا.

أيام احتفالات
 
تعيش دولة الكويت هذه الأيام احتفالاتها فى ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والتفاف الشعب حول هذه القيادة الحكيمة لتمضى بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.
 
وتستمر مسيرة العطاء الطويلة والمتجددة لصاحب السمو أمير البلاد، إذ يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية، حيث تبنى سموه رؤية متكاملة توافق عليها الجميع لتشكل منهجا للعمل الوطنى فى المرحلة المقبلة عبر إطلاق مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها إلى مركز مالى وتجارى جاذب للاستثمار، مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق فى ظل الشفافية والحوكمة وسيادة القانون.
 
وأولى سموه حفظه الله اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم، ونبذ الخلافات والمشاكل والسعى نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح.
 
وقال سموه فى كلمة تؤكد نبذه للتعصب والخلافات: نحن فى هذا الوطن إخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لفئة ما على حساب الوطن، وشدد على أن الولاء لله ثم إلى الوطن الذى نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية ونبنى أسواره بتعاضد أبنائه.
 
هنيئا للكويت بأعيادها الوطنية وهنيئا لشعبها الشقيق بقيادته الحكيمة والتفافه حول راية الوطن.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق