بالفيديو والصور.. مواطنو أسوان يستغيثون بـ «السيسي».. الأهالى يزعمون إهدار وزير النقل المال العام بتجديد محطات السكة الحديد..عنبر: يطالب بعمل آلية لقياس مدى كفائة الإنفاق العام بالوزارات
الأحد، 31 يناير 2016 09:19 م
سادت حالة من الإستياء والغضب بين المواطنين بمحافظة أسوان، بعد قيام المسئولين بمحطة سكة حديد بالمحافظة بناءً علي قرار الدكتور سعد الجيوشي، وزير النقل بعمل تجديدات بـ100 محطة علي مستوي المحافظات وكان نصيب محافظة أسوان من التطوير ثماني محطات وهي «محطة أسوان ودراو وكوم امبو والرغامة وكلابشة وسلوا والسباعية وادفو» وذلك بخلع البلاط السليم الموجود بأرضية الأرصفة مع إزالة الخرسانة السليمة أيضًا معتبرين ذلك إهدار مقنع للمال العام وإستفزاز للشعب الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة من جميع النواحي مستغيثين بالرئيس السيسي من هذا الإهدار والقرارات العشوائية والفساد المتفشي في الهيئة.
رصدت «صوت الأمة» غضب الشارع الأسواني ووجدت بعض مسئولي وموظفي السكة الحديد يعانون أيضًا الأمرين من فساد وعشوائية القرارات.
التجديد يتم بعشوائية
قال مسئول بالسكة الحديد بأسوان، أن التجديد يتم بعشوائية فمحطة «الرغامة» تم تجديدها من عام 97 ولا يوجد بها تلفيات كأي محطة من الوارد ذكرهم في التطوير إلا أنها تزيد عنهم بأنها لا يوجد بها إيرادات حيث لا يكون بها مواطنون لأن تكلفة المواصلات العادية أقل من القطار وأن ما يحتاج للتصليحات بالفعل هي محطة «الشيخ هارون» وإنشاء شباك تذاكر بها لتخفيف الضغط علي محطة أسوان كما أن جرارات السد العالي لا تعمل ويمكن أن يحدث بها عطل في أي مكان.
وقال أحد موظفي المحطة، أن هناك إهدار مال عام وفساد في محطة «أسوان» حيث تم تركيب وصلات لكاميرات مراقبة عن طريق شركتين الشركة الأولي قامت بتركيب وصلات مغطاه بالخشب وتم تكسير الرصيف ورمي الكابلات فيها ولم تعمل الكاميرات وبعد ذلك حضرت الشركة الأخري وقامت بعمل وصلات أخري بمواسير بلاستيك بدلا من الأولي وتم تكسير الرصيف مرة أخري ولم تعمل الكاميرات حتي الأن وتم تكسير الوصلات للمرة الثالثة مع تكسير الرصيف وهذا دليل علي قرارات المسئولين العشوائية.
الفساد والمحسوبية بهيئة السكة الحديد
وقال موظف أخر بالمحطة، أن الفساد والمحسوبية هما السائدان في الهيئة حيث تم غلق باب المحطة الأخر وعمل مطبخ لصالح شركة النوم، بالإضافة إلى ما يتم إستقطاعه من مرتبات الموظفين عن طريق شركة الإليكترونيات التي تمتلكها نجلة مسئول سابق بسكة حديد مصر.
إنفاق سفيه في الهدم وفي إعادة الإنشاء
ووصف المهندس محمود قنديل، ان ما يحدث من «تدمير البلاط السليم والخرسانة اللي تحتها» بالدقاق الميكانيكي في محطات السكة الحديد بـ«أسوان» بالمهزلة تحت اسم التطوير وإنفاق سفيه في الهدم وإعادة الإنشاء حيث يتم تدمير الأرصفة بالملايين وإعادة إنشائها بالملايين، متسائلًا: «ليه ولصالح مين ؟ الله أعلم»، موضحًا «وبعدين يقولوا مفيش فلوس ويرفعوا سعر الكهرباء والماء والتذاكر والوقود وبالتالي وسائل المواصلات والأسعار في السوق والدنيا تولع بعدها».
وأضاف «محدش يطلع بعد كده يخطب ويقدم الأعذار لمتطلبات ضرورية للمواطنين ويقول مديونين ويوجد عندنا عجز ولن نقدرعلي تدبير الإعتمادات».
وتابع قنديل، أنه من المفارقات بعد كل هذا الإهدار ويخرج علينا الوزير في القنوات الفضائية بتصريحات بأن هيئة السكة الحديد مديونة ب36 مليار جنية قائلًا: «فين عمار السكة الحديد ؟ وبنقول للرئيس السيسي السكة الحديد منداسة».
ضياع الحقوق
ويقول محمود حسين علي، خفير مزلقان سابق، قمنا برفع قضايا وإلي الأن لم نأخد حقوقنا، فرحنا عندما قال الرئيس «السيسي» من قبل أن هناك «150 مليار للكهرباء والطاقة الشمسية والبترول وصيانة السكة الحديد وأن سعر جرارات السكة غالي سنقوم بعمل صيانة كاملة في العربيات والجرارات وألف عربية هتنزل».
وتابع فوجئنا بتكسير في أرصفة المحطات تعاكس السواقين في عملهم قائلًا: «طيب انت لما تيجي تعمل صيانة في الأرصفة أعمل رصيف واحد أعمل رصيفين أعمل محطة وسيب محطة وأعمل محطة عندنا الأن 6 محطات مكسرين عندما يدخل سائق القطار علي تهدئة هيبص علي اللي قدامه ولا اللي بيركب»، هذا غير أن السائق يصل متاخرًا بسبب تكسير الأرصفة.
صرف العلاوات
وأضاف الحاج محمود، بأن عمال السكة الحديد يصرخون من نقص المرتبات، بالإضافة إلى قرار الوزير بعدم صرف علاوات لمدة 5 سنوات، متسائلًا: «فين عمار السكة الحديد»، ووجه إستغاثة للرئيس السيسي بأن السكة الحديد منداسة وحتي الأن المعاشات لم تأخد حقوقها.
توجيه الفلوس لمشاريع الشباب
ويقول الحاج ركابي أحمد سعيد، أن هناك أشياء ضرورية أهمها تشغيل الشباب، مضيفًا «البلاط اللي راكب ده مالة كان الأولي توجية الفلوس دي لمشاريع للشباب أول ما ترتاح البلد كسروا زي ما انتو عاوزين».
وأوضح سمعنا عن الشباب في ليبيا وإستقبال الرئيس «السيسى» لهم، وكان أحدهم يقول: «أنا كنت بموت في اليوم 100 مرة فيجب عمل مشاريع للشباب حتي لا يسافر لبلد أخري ويهان فيها»، مؤكدًا أنه لا يوجد بيت في مصر إلا ويوجد فيه شاب أو ثلاثة عاطلين.
إختلاس المال العام
وقال دكتور محمود عنبر، الباحث بقضايا الإقتصاد السياسي بجامعة أسوان، أنه يري أن إنفاق المال العام بطريقة غير كفء لا يختلف عن إختلاس هذه الأموال لأن النتيجة واحدة وهي ضياع هذه الأموال.
وأضاف عنبر، أنه حان الوقت لعمل آلية لقياس مدى كفائة الإنفاق العام في مختلف الوزارات، مؤكدا علي أن السبب الرئيسي لهذا الإهدار وغيره يكمن في عدم وجود مجالس محلية منتخبة حتى الأن تستطيع أن تراقب وتحاسب أو حتى ترفع تقريراتها إلي الجهات المسئولة.
لافتًا بأنه يتمنى أن يقوم البرلمان وبشكل سريع من الإنتهاء من قانون المحليات الجديد تمهيدًا للحديث عن بدء إنتخابات محلية تتمتع بسلطات وصلاحيات تمكنها من الرقابة والمسائل.