مصر والاتحاد الأوروبي.. شراكة استراتيجية في أمن الطاقة

السبت، 16 مارس 2024 11:25 م
مصر والاتحاد الأوروبي.. شراكة استراتيجية في أمن الطاقة

مع تحركات الدولة المصرية خلال السنوات السابقة في طريق الإصلاح الاقتصادي، أكد الاتحاد الاتحاد الأوروبي رغبته في زيادة التعاون المشترك مع مصر بشكل وثيق.
 
وفي 2018، أكد ميغيل آرياس كانتيه مفوض الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي، خلال زيارة لمصر تأييد الاتحاد الأوروبي لجهود برنامج الحكومة المصرية، واتفق الطرفان على دعم مساعي مصر الحثيثة لتتحول إلى مركز إقليمي في قطاع الطاقة، بتحقيق شراكة استراتيجية تشمل دعم المشروعات البترولية، ورفع كفاءة الموارد البشرية المصرية، ومشروعات تحسين كفاءة الطاقة.
 
وأشاد وقتها إيفان سوركوش، سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، بمناخ البلاد في استقطاب الاستثمارات، وشدد على ضرورة الاستفادة من الطاقة الشمسية، كنموذج في التعاون المثمر بين القاهرة وبروكسيل.
 
وووضعت مصر خططا طموحة لتحقيق أهدافها ضمن استراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030"، واتخذت طريق المستقبل للطاقة المتجددة التي تطمح أن تحقق الصدارة إقليميا.
 
وقبل الحرب الروسية الأوكرانية كان الاتحاد الأوروبي يسد ربع احتياجاته من النفط والغاز من روسيا وحدها، ويتم شحن حوالي 80% من الغاز و31% من النفط و30% من الفحم عبر الأراضي الأوكرانية، وفي ظل التوترات الأخيرة، يسعى الاتحاد الأوروبي للبحث عن بدائل أخرى لتأمين الطاقة من شرق المتوسط.
 
 
العمل المناخي
تصدر العمل المناخي أجندة الاهتمامات المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي لاسيما على مدار الأربع سنوات الماضية، في إطار مبادرة فريق أوروبا التي دشنها الاتحاد الأوروبي عام 2020، مع تزايد التحديات المناخية عالميًا، والجهود التي تقوم بها الدولة لتعزيز العمل المناخي والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
 
وأوضح التقرير الصادر عن وزارة التعاون الدولي، أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، دعم الجهود الحكومية في مجال الهيدروجين الأخضر منذ البداية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم خلال عام 2022، بين وزارات الكهرباء والبترول مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بشأن تقييم احتمالات اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون في مصر، لتقديم الدعم الفني لفهم الجدوى الفنية والاقتصادية والتنظيمية لتطوير سلاسل إمداد الهيدروجين في سياق الاقتصاد.
 
ويعتزم وفد أوروبي رفيع المستوى زيارة القاهرة الأحد القادم، 17 مارس، في إطار المحادثات من أجل تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
 
ووفق ما أفادت وكالة نوفا الإيطالية، من المقرر أن تزور رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، القاهرة برفقة رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
 
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الاتحاد الأوروبى يتعهد بتقديم حزمة بقيمة 7.4 مليار يورو (ما يعادل 8.08 مليار دولار) تهدف إلى دعم الاقتصاد المصرى وسط مخاوف من أن يؤدى الصراع فى غزة والسودان إلى تفاقم المشاكل المالية فى البلاد.
 
وكشف تقرير صادر عن وزارة التعاون الدولي، حول مجالات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال السنوات الماضية، في مختلف المجالات لاسيما على مستوى التحول الأخضر والعمل المناخي.
 
الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر
ودشنت مصر المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته في سبتمبر 2022 بهدف توحيد الجهود التي تبذلها الدولة لتحفيز الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة وخطط الدولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمان القدرة التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
 
وأقر المجلس برئاسة رئيس الوزراء، في فبراير 2024، الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين مُنخفض الكربون مما يجعل مصر أحد البلدان الرائدة في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون على مستوى العالم.
 
كما تم خلال نوفمبر 2023، توقيع إعلان النوايا الخاص بالتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر بين وزارات التعاون الدولي والكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية والوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر مع التأكيد على الهدف المشترك لخلق بيئة مناسبة للتنمية المستدامة اقتصاديًا وبيئيًا في كلا البلدين والعمل معًا من أجل تنفيذ أهداف اتفاقية باريس للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
 
وخلال مؤتمر المناخ COP27، تم توقيع مذكرة التفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن الشراكة الاستراتيجية في مجال الهيدروجين المستدام بين وزارات الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية والمفوضية ومفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي، وكذلك التوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بالتعاون في مجال التجارة والنقل وتصدير الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي.
 
وقدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، تمويل تنموي بقيمة 80 مليون دولار لتطوير أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعد «Egypt Green» أول منشأةٍ لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر. وأول مصنعٍ متكاملٍ لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا.
 
ستساهم المنشأة فور بدء تشغيلها بتقليل ما يصل إلى 130 ألف طنٍ من الانبعاثات الكربونية سنويّاً، تابعة لشركة فيرتيجلوب، وشركتي سكاتك النرويجية وأوراسكوم.
 
وساهمت تلك الجهود في وضع مصر على الخريطة العالمية لمنتجي الهيدروجين الأخضر، حيث نجحت شركة “فيرتيجلوب” في توقيع اتفاقية تطوير مشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الاخضر كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة، بالشراكة بين الصندوق السيادي، وشركة سكاتك النرويجية، وشركة أوراسكوم للإنشاء، وتم تصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم من مصر من المشروع، ويستهدف المشروع إنتاج 15 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.
 
 
زيارة المفوضية الأوروبية لمصر
 
أكد سفير ميثاق المناخ الأوروبى فى مصر والخبير الدولى فى الاستدامة والمناخ السفير مصطفى الشربينى، أهمية الزيارة التى ستقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى القاهرة بعد غد الأحد مع رؤساء وزراء اليونان وإيطاليا وبلجيكا لوضع اللمسات النهائية لإعلان مشترك من شأنه توسيع شراكتهما في عدة مجالات، بما فى ذلك الاستقرار الاقتصادي والهجرة والأمن وقضايا المياه وتقديم حزمة المساعدات المعدة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.4 مليار يورو لصالح مصر.
 
وقال السفير مصطفى الشربيني، إن هذه الحزمة من المساعدات جزء منها سيسهم في دعم قطاع الطاقة في مصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الكربون للتوافق مع الصفقة الأوروبية الخضراء وبخاصة في سلاسل التوريد الأوروبية، وفي ظل تواجد مخاوف من أن تؤدي الصراعات في غزة والسودان إلى تفاقم المشاكل المالية في الدول الواقعة في شمال إفريقيا وزيادة ضغوط الهجرة على أوروبا.
 
وأشاد بالخطة التي دشنتها الحكومة المصرية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لتحويل مدينة 6 أكتوبر إلى مدينة خضراء، منوها بأنها ستعمل على معالجة القضايا البيئية والتحديات التي تتعلق بالبنية التحتية ودعم الانتقال إلى مستقبل أخضر منخفض الكربون، وقادر على الصمود والتصدي للأزمات، كما أنها تعد خارطة طريق استراتيجية مصممة لتحقيق رؤية المدينة من خلال تنفيذ المشروعات المحورية الأساسية، وذلك بعد إقرار البرلمان الأوروبي معايير الاستدامة للشركات التي تتطلب أن تلتزم بها سلسلة التوريد، خاصة مع بدء الفترة الانتقالية من أول أكتوبر 2023 لتنفيذ آلية تعديل حدود الكربون على السلع المصدرة للاتحاد الأوروبي للالتزام بمنع تسرب الكربون لدول الاتحاد الأوروبي من الدول المصدرة.
 
 
وأوضح الشربيني أن خطة عمل المدينة الخضراء GCAP ترتكز على تحديد 14 مشروعًا رئيسيًا عبر القطاعات الرئيسية؛ مدعومة من خلال 17 مبادرة طويلة المدى، بهدف تحويل مدينة السادس من أكتوبر إلى أن تكون مدينة مصرية رائدة تدعم الاستدامة والاستثمار الأخضر والتحول الرقمي والنمو الشامل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق