«شاهد من أهلها»

الإثنين، 18 مارس 2024 12:59 م
«شاهد من أهلها»
عصام الشريف

هل الصراع بين حركة "حماس" وجيش الاحتلال الإسرائيلي عسكري أم سياسي؟ هذا ما دفع محلل إسرائيلي لتفسير ما يحدث في غزة بعيدا عن المكاسب الوهمية التي تحاول تل أبيب إقناع مواطنيها بأنها تخوض معركة وجود نيابة عنهم، لكن الكاتب الإسرائيلي، يوفال نوح هراري، وهو مؤرخ وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، كان له رأي آخر، إذ يرى ان الانتصار الحقيقي في هذا الصراع هو سياسي وليس عسكري كما تفعل دولة الاحتلال حاليا مستخدمة آلتها الحربية المتطورة في تصفية الأبرياء العزل في القطاع المحاصر.
 
وقال الكاتب العبري في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" إنه يعتبر أن "حماس" تقترب كثيرا من إلحاق هزيمة بإسرائيل، مشيرا إلى أن العملية العسكرية في غزة لا تتعلق بمن يقتل أكثر، ولكن بمن يحقق أهدافه السياسية. وهنا يرى الكاتب أن حركة حماس بالفعل اقتربت كثيرا من تحقيق أهدافها السياسية التي نفذت عملية "طوفان الأقصى" من أجلها، وذلك مقابل فشل الاحتلال تماما في كسب أي موقف سياسي، بل على العكس يرى الكاتب أن دولته خسرت الكثير على صعيد الساحة السياسية عالميا.
 
ويفند الكاتب مزاعمه بقوله إن الكراهية ضد إسرائيل على صعيد عالمي آخذة في التنامي، ومعاداة السامية مستمرة هي الأخرى في الارتفاع، ومكانة إسرائيل الدولية تتراجع بشكل لم يسبق له مثيل، حتى بالنسبة للدول الحليفة لإسرائيل التي كانت تصنف أنها دول صديقة. ويقول الكاتب "كل يوم يُقتل فيه الفلسطينيون أو يتضورون جوعا تأخذ حماس خطوة أخرى إلى الأمام".
 
أما فيما يتعلق بالمكاسب السياسية التي جنتها حماس منذ بداية الحرب، فيقول المؤرخ العبري إن الأهداف السياسية لحماس "واضحة تماما" وقد تحقق بعضها بالفعل، بينما الأمر بالنسبة لإسرائيل محل جدل وشك كبيرين، فالأهداف السياسية في إسرائيل "غامضة" بل "غير موجودة".
 
وزعم الكاتب في مقاله أن هدف حماس في 7 أكتوبر كان وقف أي محاولات للسلام بين إسرائيل والعرب، بل و"تخريب" أي اتفاق قد ينشأ بين الطرفين. ويرى أن حماس نجحت جدا في هذا الأمر، ولم تعد إسرائيل مقبولة في الشارع العربي، سواء على مستوى شعبي أو حتى على مستوى رسمي.
 
التطبيع مع العرب هو الأمر الوحيد الذي ترى إسرائيل أنه ضمانة وجودها وأمنها، لكن حماس فوتت هذه الفرصة، وفق الكاتب، الذي يؤكد أن ما حدث دمر أي فرصة للسلام والتطبيع في المستقبل بين اليهود والعرب، بالتالي فالفائز في هذا الصراع ليس إسرائيل، رغم تفوقها العسكري ونجاحها في قتل عدد كبير من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية للقطاع، لكنه رغم ذلك يؤكد أن  "حماس قريبة جدا من النصر. بل على العكس، فهي حققت بالفعل أكثر بكثير مما كانت تأمل".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة