المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة لـ"صوت الأمة": العاصمة لم تكلف ميزانية الدولة جنيها واحدا.. وجاهزة لاستيعاب 18 مليون نسمة وتخفيف الضغط عن القاهرة

جميع الوزارات والهيئات الحكومية انتقلت بالكامل.. ومشروعاتنا حققت مبيعات وأرباح مجزية جدا بسبب ثقة المطورين والمستثمرين العرب والأجانب

 منذ فجر التاريخ والمصري دائما مهتم بالبناء والتعمير فشيد حضارة ظلت شامخة علي مر الزمان .. هذا المصري عام 2015 حلم أن يبني عاصمة ادارية تليق بالجمهورية الجديدة، لتخفيف الازدحام عن القاهرة العاصمة التاريخية لجمهورية مصر العربية، ولتكون العاصمة الجديدة مقر لحكم مصر، حيث تم نقل مقرات رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، مجلس النواب، مجلس الشيوخ، الوزارات، الهيئات والجهات الحكومية، وكذلك سفارات وقنصليات الدول الأجنبية.

«صوت الأمة» حاورت اللواء المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة وطرحنا علية العديد من الاسئلة التي تشغل المواطنين..

ما أهمية بناء العاصمة الادارية في الوقت الحالي؟

العاصمة الادارية كانت تمثل احتياجا شديدا للدولة المصرية، بسبب الزيادة السكنية الهائلة التي تمثل ضغط كبير علي القاهرة العاصمة التاريخية، وعواصم المحافظات القديمة في ربوع مصر.

بالإضافة إلي وجود ملايين الشباب في حاجة لوحدات سكنية لتكوين اسر، فكان يجب علي الدولة المصرية توفير سكن مناسب بامتداد عمرانية جديدة، فجاء بناء العاصمة الجديدة كمجتمع حضري جديد بمواصفات حديثة لاستيعاب هذه الزيادة السكنية.

وللعلم فإن بناء العاصمة الادارية لم يحمل ميزانية الدولة المصرية جنية واحد، وجاءت تكلفتها عن طريق التمويل الذاتي وبيع الأراضي، وكامل المدينة بنيت خارج تمويل الدولة.

أين وصلتم في المرحلة الثانية؟

تم الإعلان عن مناقصة عالمية علي المكاتب الاستشارية المتخصصة للتخطيط للمرحلة الثانية والمراحل اللاحقة، كما تم الاعلان عن التحالف الفائز المسؤول علي تدقيق التخطيط لتلك المراحل والخطوات التنفيذية اللازمة، كما سيتم البدء في أعمال ترفيق الأراضي في أقرب وقت متاح، وتلك الخطوات التنفيذية ستستغرق ما بين عام ونصف الي عامين.

ما تكلفة انشاء المرحلة الاولي من العاصمة الادارية؟

اجمالى التكلفة للمرحلة الأولى للعاصمة تبلغ 300 مليار جنيه "حوالي 16 مليار دولار في حينه"، وتم الانتهاء منها بالكامل، حيث قُدرت تكلفة المرحلة الأولى حتى عام 2021 بـ 25 مليار دولار، وكلها من خارج الموازنة العامة للدولة.

وتضم العاصمة عدد من الأحياء، بنها الحي الحكومي الذى وصلت تكلفته إلى 50 مليار جنيه تم تمويلها من حصيلة بيع الأراضي، على أن تقوم شركة العاصمة الإدارية الجديدة بتحصيل قيمة إيجارية من الحكومة عند تسلمها هذه المنشآت والمبانى.

ما هو حجم المبيعات في العاصمة الادارية سكني وتجاري حتى الان؟

استطيع التأكيد أن العاصمة حققت مبيعات وأرباح مجزية جدا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم، وتحقيقها جاء نتيجة عمل شاق للقائمين على إدارة وتشغيل العاصمة وكذلك ثقة المطورين بالمشروع.

هل تم انتقال الحكومة بالكامل للعاصمة الادارية؟

فعلا تم انتقال جميع الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الادارية في 2023، واصبحت الدولة بالكامل تدار من العاصمة الادارية الجديدة، كما أنها ستكون المركز المالي لمصر حيث يوجد بها حي المال والأعمال الذي سيضم المقرات والمكاتب الإقليمية لكبرى الشركات والبنوك المصرية والعالمية، وتُقسم المدينة إدارياً إلى 20 حي ومنطقة مختلفة الاستخدامات بين سكني وتجاري وترفيهي وتعليمي.

كم عدد السكان المتوقع للعاصمة الادارية بعد اكتمال البناء؟

عمر العاصمه 7 سنوات فقط ومساحة المرحلة الاولي تقدر ب40 الف فدان والتي تعادل مساحة واشنطن العاصمة الأمريكية، ومع الانتهاء من 70% من الاعمال الانشائية تقريباً والمرافق بدأت العائلات بالتوجه الي العاصمة وتحديدا في الحي السكني الثالث، الذي تم الانتهاء من أعماله بنسبة 100%، وتباعا سيتم تعمير المدينة تدريجياً بشكل أكبر.

وحالها كحال أي مجتمع عمراني جديد ويوجد الان العديد من العائلات والاسر مقيمة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومن المتوقع أن تستوعب  العاصمة الادارية من 18 مليون نسمة إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050، وهو المشروع الذي من شأنه إدخال مفهوم جديد لطبيعة الحياة السكنية بمصر.

كم يبلغ حجم الاستثمارات الاجنبية في العاصمة الادارية؟

الاستثمارات في المرحلة الأولي ما زالت في ازدياد، فهناك اقبال من المستثمرين والمطورين خاصة من الشركات العربية والخليجية للاستثمار في العاصمة الإدارية، كما يمثل الحي الدبلوماسي جزءاً من هذه الاستثمارات كون عائداته من خلال بيع الأراضي للسفارات بالدولار الامريكي.

ونتوقع زيادة الاستثمارات في كل المراحل المتبقية بالمشروع بشكل ملحوظ، حيث ستقتصر اعمال ترفيق تلك الأراضي في إمداد تلك المراحل بالمرافق الرئيسية فقط دون انشاء محطات جديدة للكهرباء والماء والصرف الصحي، وباقي المرافق بالتخطيط الجيد وحسن الإداره والتشغيل تتحول المدن الي مناطق جذب، فعلي سبيل المثال، بعد التخطيط والتنفيذ لحي المال والأعمال تم جذب العديد من الكيانات المالية الهامة كالبنك المركزي المصري والبورصة المصرية وجميع البنوك المحلية والدولية المتواجدة في مصر مما شكل ثقل إقتصادي هام.

كما تمثل منطقة الأعمال المركزية Central Business District مركزا اقتصاديا هاما، وتضم العديد من الأبراج التي ستصبح مقراً للشركات والمكاتب العالمية والفنادق.

ما هي أهم المشروعات الاستثمارية في العاصمة الادارية؟

المطور العقاري والقطاع الخاص هما شريك أساسي في نجاح المرحلة الأولى، وهناك شراكات مع شركات متخصصة مثل شركة اتوس Atos الفرنسية للتكنولوجيا والخدمات الذكية، وشركة بورش الالمانية لإدارة مرفق المياه والصرف الصحي وشركة بيئة الاماراتيه BEEAH Group لإدارة المخلفات بطريقة ذكية وآمنة، كما إن هناك شراكات في مجال التطوير العمراني سيتم الإعلان عنها قريبا.

ومن هذا يتضح ان الشراكات لا تقتصر فقط على المجال السكني او العقاري.

ما هي أهم مشروعات التعليم والصحة بالعاصمة الإدارية؟

العاصمة الادارية في مجال التعليم والصحة راعت توفير كل الخدمات المطلوبة، فلدينا مستشفي العاصمة التي تستخدم احدث التكنولوجيات المتطورة بقوة 300 سرير، بالاضافة الي المدينة الطبية، والعديد من المستشفيات الخاصة.

وتضم العاصمة الإدارية الجديدة العديد من المنشأت التعليمية والبحثية من أهمها: فرع جامعة جزيرة الأمير إدوارد، وفرع جامعة كوفنتري، وفرع جامعة هيرتفوردشاير. وفرع جامعة سنترال لانكشاير، ومدرسة نيوكاسل العاصمة الإدارية، وفرع جامعة لندن، وجامعة مصر للمعلوماتية، كما يوجد بها خمس جامعات موجودة تعمل، وبعضها قام بتخريج دفعات لانها تعمل منذ اربع سنوات، إلي جانب وجود اكثر من 30 مدرسة دولية.

ماذا عن مشروعات الشباب ومحدودي الدخل في العاصمة؟

يوفر الحي السكني الثالث وباقي الاحياء سكنا لعدد من موظفي الوزارات، وهذا يعني أن هناك مناطق عدة تلبي متطلبات الشريحة المتوسطة، كما يوجد توجه لدي مجلس ادارة الشركة لتوفير إسكان اجتماعي ومتوسط في بعض المشاريع التي ستقام في العاصمة الإدارية.

وتضم العاصمة الادارية العديد من المنشآت الرياضية والترفيهية من أهمها: مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية، ستاد العاصمة الإدارية الذي أقيم عليه كأس عاصمة مصر في الاونة الاخيرة، والصالة المغطاة بالعاصمة الإدارية.

واجمالا يمكن القول أنه تم تحويل العاصمة إلى قبلة ثقافيه، فمدينة الفنون والثقافة تعد مركزاً ومنارة ثقافية مهمة كونها منشأة على 120 فدان، وتضم متحفا للمصريات وهو متحف العواصم كما يوجد بها دار أوبرا ضخمة وعدد من المسارح وبها ايضا مكتبة ضخمة تحتوي علي نسخ أصلية لكتاب وصف مصر.

ويعد مركز مصر الثقافي الإسلامي اضافة للثقافة المصرية، ويحوي في جنباته الجامع الكبير الذي يعد أكبر جامع بعد الحرمين الشريفين ويتسع لـ130 ألف مصلي- ودار القرآن ومكتبة إسلامية، كما ان الكاتدرائية بالعاصمة الإدارية تعد مركزا ثقافيا هاما بالإضافة الي اهميتها كدار للعبادة.