مصر تفحم الكذابين..

القاهرة ترد بالأدلة والبراهين على أكبر كذبتين فى أسبوع وتؤكد: اجتياح رفح الفلسطينية مرفوض وسيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة

السبت، 27 أبريل 2024 07:00 م
القاهرة ترد بالأدلة والبراهين على أكبر كذبتين فى أسبوع وتؤكد: اجتياح رفح الفلسطينية مرفوض وسيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة

فى أسبوع واحد، استهدفت منصة الأكاذيب الخارجية الدولة المصرية، فى محاولة إسرائيلية واضحة ومفضوحة ومكشوفة للهروب من الفشل الذى تعانى منه سواء فى الداخل الإسرائيلى من فساد مستشرى فى جميع المؤسسات أو خلافات سياسية بدأت تطيح برءوس كبيرة، أو إلقاء الفشل الذريع فى التعامل مع الوضع فى غزة، وإلقائه على شماعة أخرى.

الكذبة الأولى، جاءت تكرارا لأكاذيب أخرى دأبت تل أبيب على الدفع بها من خلال وسائل إعلامها، بالإدعاء أن مصر هى مصدر تسليح حركة حماس الفلسطينية، من خلال السماح بعملية تهريب السلاح سواء عن طريق البر أو البحر، وهى كذبة مفضوحة ومكشوفة للجميع، ففى 29 يناير الماضى، وجهت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ضربة قوية لإسرائيل، حينما نقلت عن مسئولين عسكريين، وعناصر فى الاستخبارات الإسرائيلية، قولهم إن عددا كبيرا من الأسلحة التى استخدمتها حماس فى هجمات 7 أكتوبر، وفى المواجهات مع الجيش الإسرائيلى خلال الحرب فى غزة، جاءت من مصدر غير متوقع، وهو الجيش الإسرائيلى نفسه.

 ما قالته الصحيفة الأمريكية حينها كان بمثابة القنبلة، التى انفجرت فى وجه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التى لم تجد منفذا للهروب من هذه القنبلة سوء البحث عن شماعة، تعلق عليها فشلها، فكانت هذه الشماعة هى مصر، من خلال الدفع بعدد ممن تسميهم المحللين الاستراتيجيين، والمسئولين السابقين فى الموساد، للترويج لنظرية خيالية، مفادها بأن السلاح الحمساوى مهرب إليها من مصر، ولا مانع لديهم من ترويج أكاذيب أخرى، لإحكام الكذبة، بالقول على سبيل المثال، إن الدولة المصرية، لا تسيطر على الوضع فى سيناء، وأنها لا تتعامل بقوة فى إحكام السيطرة على الحدود، رغم يقين كل هؤلاء بكذب ما يقولونه، لكنهم كما التاجر المفلس، يبحثون فى أوراقهم القديمة، علهم يجدون باباً يستطيعون من خلاله الرد ولو بشكل غير مباشر على التقارير الموثقة، التى أكدت وجود عمليات سرقة وفساد داخل الجيش الإسرائيلى، كان من نتائجها تورط عسكريين إسرائيليين فى بيع وتهريب السلاح إلى حماس، وأيضا للتغطية على الفشل الاستخبارى الإسرائيلى، الذى لم يتوقع ما قامت به حماس فى السابع من أكتوبر، لذلك كان البديل لدى تل أبيب، هو إلقاء المسئولية على طرف آخر، ولتكن هذه المرة مصر.

«نيويورك تايمز» الأمريكية، قالت فى تقريرها نقلا عن محللين إسرائيليين، إن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة، أظهرت مدى قدرة حماس على تصنيع العديد من صواريخها، وأسلحتها المضادة للدبابات، من الذخائر «غير المتفجرة»، التى أطلقتها إسرائيل على غزة، كما أشارت إلى أن حركة حماس تقوم بتسليح مقاتليها بأسلحة تم الاستيلاء عليها من قواعد عسكرية إسرائيلية، وكذلك كشفت المعلومات الاستخبارية، التى تم جمعها خلال أشهر من القتال، أن الأسلحة نفسها التى استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية، تستخدم الآن ضدها، ونقلت عن مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل فى الشرطة الإسرائيلية، قوله إن «الذخائر غير المنفجرة، هى المصدر الرئيسى للمتفجرات بالنسبة لحماس.. إنهم يقومون بتشريح وإعادة تركيب قنابل قادمة من إسرائيل، وتتم إعادة استخدام الكثير منها بالطبع، لمتفجراتهم وصواريخهم»، كما نقلت عن خبراء الأسلحة قولهم، إن ما يقرب من 10% من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن فى حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى.

وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها، إن السلطات الإسرائيلية، تدرك وتعلم أن مستودعات الأسلحة الخاصة بها كانت عرضة للسرقة، وأشارت إلى تقرير عسكرى صدر فى أوائل 2023، أوضح أن آلاف الرصاص ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية، قد سرقت من قواعد لم تتم حراستها بشكل جيد، ومن هذه المعلومات، قال تقرير عسكرى إسرائيلى: «نحن نزود أعداءنا بأسلحتنا الخاصة»، هكذا جاء فى سطر واحد من التقرير، الذى اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز.

هذه هى الحقيقة التى تخشاها إسرائيل، فبجانب الفشل الاستخبارى الذى منيت به دولة الاحتلال فى السابع من أكتوبر، التى قضت على ما تبقى من نظرية الأمن الإسرائيلية، فإنها أيضا كشفت عن حجم الفساد المستشرى فى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لدرجة أن السلاح الإسرائيلى، أصبح اليوم فى يد حماس!.

ولكن لأن إسرائيل، هى دولة قائمة على الكذب والبحث الدائم عن شماعات تعليق الفشل عليها، فإنها لا تألوا جهدا للعمل على لى الحقائق، لكن الحقائق دوما تبقى ناصعة فى وجه الكذابين.

والحقائق فى هذه الجزئية تحديدا، والمتعلقة بسلاح حماس، بل وعلاقة حماس بإسرائيل معروفة للجميع، ولا سبيل لإنكارها، فالوقائع كلها تؤكد أن إسرائيل هى أكثر من قدم المساعدة إلى حماس سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لتبقى الحركة قوية فى قطاع غزة، ولتواصل إحداث الفتنة بين الفصائل الفلسطينية، ولتبقى الخلاف موجودا دوما بما يحافظ على أمن واستقرار إسرائيل، وهى نظرية عملت تل أبيب على تنفيذها لسنوات ظنا منها أنها مفيدة لها ولأمنها، إلى أن جاءت أحداث 7 أكتوبر، لتثبت لها فشل هذا التفكير، وهذه الاستراتيجية.

ولنكن أكثر دقة، فلنا أن نسأل عن السبب الذى جعل إسرائيل توافق، بل تدعم آلية الإمداد الشهرى لحركة حماس بـ35 مليون دولار، كانت تصل إلى الحركة فى حقائب عبر معبر إيريز؟.. ألم تدرك إسرائيل، وهى توافق على إدخال هذه الأموال شهريا، أنها تدعم حماس بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية؟!.

ألم تسأل الحكومة الإسرائيلية نفسها، من سمح لحماس ببناء الأنفاق بهذا الحجم، وتأثيرها الضار على مصر طوال الخمسة عشرة عاما الماضية؟.. ولمصلحة من تتجاهل تل أبيب ما بذلته مصر خلال السنوات الماضية من تضحيات من جراء الإرهاب، وتهريب السلاح والإرهابيين من غزة إلى سيناء تحت مرأى ومسمع من إسرائيل، إلى أن استطاعت الدولة المصرية أحكام السيطرة، وتنظيف سيناء بالكامل من الإرهاب وكل المخططات التى كانت تستهدف تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية.

كما أن هناك الكثير من الأسئلة المطلوب، أن تجيب عنها إسرائيل قبل أن تلقى بفشلها على الآخرين، وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة على حكومة نتنياهو أن تواجه الحقيقة المرة داخلهم، المتمثلة فى الفساد المستشرى فى أجهزة الحكم الإسرائيلية، خاصة الجيش المتهم الأول ببيع السلاح إلى حماس فى قطاع غزة.

 مصر دولة قوية، واستطاعت لأكثر من 40 عاما، أن تحافظ على حالة السلام مع إسرائيل، رغم الكثير من المنغصات، والمحاولات الإسرائيلية المتكررة لتجنيد جواسيس وعملاء، لكن الدولة المصرية، لأنها دولة قوية ومسئولة كانت تواجه كل هذه المحاولات ولاتزال، وتفشلها فى حينها، وفى نفس الوقت، تحافظ على سلامة واستقرار أراضيها، ولن يثنيها عن ذلك أى أكاذيب تروج لها تل أبيب، لأن القاهرة تدرك جيدا، أن الحكومة الإسرائيلية أصبحت مثل التاجر القديم المفلس، الذى يبحث فى دفاتره القديمة، علها تفيده فى مآزقه.

الكذبة الأخرى، التى روجت لها تل أبيب خلال الأسبوع الماضى، لكن هذه المرة من خلال الدفع بها لصحيفة أمريكية لتروج لها، ومفادها بأن هناك تداول بين القاهرة وتل أبيب بشأن الخطط الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وهى كذبة لا تقل فداحة عن السابقة، بل تناقض الكذبة الإسرائيلية الأولى، فكيف لمصر أن تكون مصدر تسليح حماس، وفى نفس الوقت تتناقش مع تل أبيب فى خطط اجتياح رفح الفلسطينية.

وردت القاهرة على هذه الكذبة، بلسان ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، الذى نفى نفيا قاطعا ما تم نشره بإحدى الصحف الأمريكية الكبرى، بادعاء أن مصر، قد تداولت مع الجانب الإسرائيلى حول خططه للاجتياح المزمع لرفح، مؤكدا الموقف المصرى الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح، الذى سيؤدى إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة، وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلى الدموى، كما أوضح أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت- من جميع القنوات- للجانب الإسرائيلى، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية فى رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما ستتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها.

وأضاف رشوان، أنه فى الوقت الذى تفكر فيه إسرائيل فى هذا الاجتياح الذى تقف مصر وكل دول العالم ومؤسساته الأممية ضده، تركز الجهود المصرية المتواصلة منذ بدء العدوان الإسرائيلى، على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، إلى جانب السعى لدخول المساعدات الإنسانية لأشقائنا فى غزة بالقدر الكافى، ولكل مناطقها وبخاصة الشمالية ومدينة غزة، وإخراج مزيد من الجرحى والمرضى لعلاجهم خارج القطاع، الذى انتهت به تقريبا كل الخدمات الصحية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة