الوسيط النزيه.. كيف ترد جهود مصر في غزة على ادعاءات cnn؟

الأربعاء، 22 مايو 2024 03:13 م
الوسيط النزيه.. كيف ترد جهود مصر في غزة على ادعاءات cnn؟
محمود علي

مصر السند والضهر ولا يمكن مساومتها على مصالح الأشقاء العرب، القضايا المركزية في المنطقة، وفي المقدمة قضية فلسطين، فما فعلته القاهرة على مر تاريخها وما تقدمه خلال الشهور الماضية ومنذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، يعكس المكانة والدور الذي تلعبه الدولة المصرية في سبيل استقرار هذه الأمة، وكما قولنا سابقا "لفلسطين مصر تدافع عنها" على خلفية ما تقدمه من جهود مضنية لوقف إطلاق النار، نقول اليوم إنها "صاحبة المبادئ الأم الكبرى لهذا الشرق المضطرب" فلم تكن يوماً واحداً متخاذلة اتجاه أشقائها بل دائما عند مستوى الحدث وهو ما ظهر في كم المساعدات والجهود التي قدمتها لتخفيف المعاناة وعبأ الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة طيلة الـ7 أشهر الماضية.

ورغم الأكاذيب وحملات التشويه التي تروج من جانب بعض الجهات الإعلامية تارة ومن إسرائيل تارة أخرى للنيل من الدور المصري، إلا أن القاهرة كانت قادرة في كل مرة أن تثبت أنها رائدة أن تلعب دور الوسيط بحرفية شديدة، إذا كان عن طريق تهيئة الأجواء لإجراء محادثات متوالية من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أو عن طريق تمهيد الطريق والضغط على المجتمع الدولي من أجل تنسيق الجهود لإفساح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف حدة المعاناة التي يعيشها أكثر من 2 مليون مواطن تستهدف آلة البطش الإسرائيلية يومياً مستشفياتهم مراكز إيواءهم، محطات وقودهم.
 
وكانت آخر تلك الادعاءات حول الدور المصري في ملف غزة، هو ما نشره موقع سي إن إن الصادر باللغة العربية حول "إجراء مفاجئ" أجرته مصر على ورقة المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر من جانب الاحتلال الإسرائيلي، حيث ادعى الموقع أن القاهرة أرسلت ورقة للفصائل الفلسطينية مختلفة في بعض بنودها عن ما أرسلته لإٍسرائيل، ولكن بنظرة بسيطة عن ما نشر سنلاحظ أنه ادعاء ليس له أساس من الصحة ويبعث بإشارة واضحة أنه محاولة للنيل من الدور المصري وتحميل مصر مسؤولية الفشل ليس إلا في حين يبدو واضحاً أن ورائه محاولات إسرائيلية أمريكية للتهرب من مسؤولية ما يحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، كما من الواضح أن هذه الأكاذيب المثيرة للسخرية هي محاولة يائسة من البعض للتهرب من التزاماتها وإلقاء التبعات علي الطرف الذى تحمل أكبر عبء في هذه الأزمة وهو مصر.
 
ولم يكن رعاية مصر أو مشاركتها كوسيط في صفقة التهدئة بقطاع غزة نابع من فراغ، بل نظراً لخبرتها وقدرتها وحرفيتها في إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة، فوفق ما أكده مصدر مصري رفيع المستوى فأن لعب مصر لدور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بقطاع غزة جاء بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور.
 
وما يعكس عدم صحة ودقة مثل هذه الادعاءات التي أطلقت في السابق وتطلقها اليوم وسائل إعلام أجنبية، أن الدولة المصرية كانت دوماً تنسق في كل تحركاتها ومقترحاتها مع كافة الأطراف المعنية وكان هذا هو المبدأ الذى حكم تحرك مصر منذ البداية ولم تكن لمصر أي تحرك منفرد، بل دائما ما كانت تحركات القاهرة في إطار أشمل مطلعة كل الأطراف علي أي تطورات أو مقترحات أولا بأول، فالقاهرة هي أول من اقترحت رؤية متكاملة لحل أزمة غزة وكانت هي أساس المفاوضات التي تمت في باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة ولا يمكن لمصر أن تغير ولو حرفاً واحدا دون التشاور مع كافة الأطراف وبموافقتهم. 
 
وإذا نظرنا إلى كل المفاوضات التي شاركت فيها القاهرة من أجل إحلال السلام في المنطقة أو غيرها، فلا يمكن أن نصدق مثل هذه الادعاءات ولا يمكن أن تغير القاهرة شروط اتفاق وقف إطلاق النار بعد الموافقة الأولية عليها من قبل الأطراف المعنية، فالقاهرة لا تزال وسيطًا نزيهًا وملتزمًا بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتعمل بشكل دائم على تحقيق مصالح جميع الأطراف وضمان سلامتهم وأمنهم، حيث عملت مصر منذ اليوم الأول لتلك الأزمة بتنسيق وثيق مع جميع الشركاء الدوليين لضمان نجاح محادثات وقف إطلاق النار وتحقيق نتائج إيجابية للجميع.
 
ومن اللافت للنظر أن المصادر التي استندت إليها CNN ليست موثوقة، والمعلومات المقدمة غير دقيقة وغير مدعومة بأدلة ملموسة، حيث جاءت ادعاءات الموقع على لسان مصادر مطلعة،  دون أن تستند إلى مصادر رسمية من الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ما يضع الموقع في موقف محرج؛ نظراً لأنه لم يعتمد على المصداقية في مصادره قبل نشر تقارير ربما تؤثر سلبًا على جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق