الكذب الصهيوني في وجه الحقائق المصرية

الأربعاء، 22 مايو 2024 03:06 م
الكذب الصهيوني في وجه الحقائق المصرية
محمد الشرقاوي

عبر مصادر مجهولة زعمت شبكة CNN الأمريكية أن مصر  غيرت في بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق خلال مايو الجاري، وهو ما أحبط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتًا في غزة. 
 
الأمر يبدو مضحكاً للغاية! هل لك أن تصدق أن من خاض كافة الطرق للتوصل لهدنة في غزة إجراءات علمية يشهدها العالم أجمع أن يكون سببًا في استمرار سيل الدماء؟  بالطبع لا، فالدولة التي تحملت قيادتها السياسية فوق طاقتها مالا يطيق أحد على مدار الشهور السابقة لم تأل جهداً لوقف نزيف الدم، والعدوان الغاشم، والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان، واليوم يأتي ذراع مخابراتي ويشكك في جهودها. 
 
الأمر ليس عبثًا، فالمتتبع للأمر يرى أن هناك مخطط يقوده الاحتلال الصهيوني المغتصب يحاول فيه توريط مصر، وتحميلها مسؤولية الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، واليوم يروج له عبر أذرع إعلامية مخابراتية. 
 
جميعها محاولات للي الحقائق، ومحاولة التنصل من المسؤولية بعدما أيقن العالم أن الاحتلال الغاشم يقود حرب إبادة للفلسطينيين، ومنع إدخال المساعدات عبر معبر رفح، بل وتمادى لتسهيل مهمة المستوطنيين لتدمير ما دخل من المساعدات، بل وقصف أول ما قصف مستودع الغذاء في رفح الفلسطينية، واليوم يتحدث عن تحميل مصر مسؤولة عن منع دخول المساعدات إلى القطاع.
 
أي عقل يصدق ذلك؟ فالشاحنات المتراصة على الطريق في رفح المصرية وتنتظر شارة الدخول لا يغفلها سوى أعمى، كذلك الذي لا يرى الدولة التي سخرت كافة إمكانياتها لإيصال المساعدات للأشقاء وتخفيف الأزمة. 
 
ساء مثلاً القوم هؤلاء الصهاينة، يحاولون التنصل من اتهامهم بارتكاب المجازر، ويشوهون جهود بلادنا ودورها، وهي محاولات لن تثنينا عن استمرار دورنا من أجل دعم القضية الفلسطينية وازاحة الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.
 
وعلى مر عقود حملت مصر هم القضية الفلسطينية، ومنذ بدء العدوان القائم على قطاع غزة، لا تتحرك منفردة، بل تنسق مع كافة الأطراف المعنية، وتطلعهم على التطورات بشكل آني، وهو على النقيض من ذلك الصهيوني الذي اخترق الهدن، وفي الوقت الذي أبدت فيه حركة حماس موافقتها على المقترح المصري خرج هو ليعلن عن اقتحام مدينة رفح الفلسطينية ويحتل المعبر. 
 
وقبل يومين، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ليعلن عن اعتزام تل أبيب توسيع توغلها البري في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حتى تفكيك حماس واستعادة الأسرى، وأن عملية رفح لن تتوقف، وهو أمر لا تراه وسائل إعلام يحركها اللوبي اليهودي في واشنطن. 
 
من يتحمل المسؤولية معروف للعالم أجمع، والأمم المتحدة أقرت ذلك، وحذرت من عدم إمكانيه توصيل المساعدات الغذائية للفارين من العدوان الإسرائيلي في رفح؛ لأن مركز التوزيع التابع للأونروا وكذلك مستودع برنامج الأغذية العالمي لا يمكن الوصول إليهما الآن بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة. 
 
وكذلك المراكز الصحية خرجت تماماً عن الخدمة، وهو ما أكده المتحدث الأممي بأن المراكز الصحية التابعة للوكالة لم تتلق أي مستلزمات طبية. فمن يتحمل المسؤولية؟
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة