أسوأ موجة جفاف تواجه أفريقيا منذ عقود
الخميس، 04 فبراير 2016 04:17 م
تشهد القارة الإفريقية موجة جفاف تعتبر الأسوأ منذ عقود، وتهدّد بانتشار المجاعات في بلدانها وحرمان الملايين من سكّانها من احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، بحسب توقّعات الأمم المتحدة.
ويعتبر هذا الجفاف الناجم بالأساس عن ظاهرة "النينو" المناخية (ظاهرة عالمية يؤثّر من خلالها تغيّر الحرارة في أحد المحيطات على المناخ في منطقة أخرى بعيدة)، "الأسوأ" منذ عشرات السنين، بحسب مختصّين، أشاروا إلى أنّ هذه الموجة تهمّ منطقة القرن الأفريقي بشكل خاصّ إضافة إلى بلدان أفريقيا الجنوبية، مثل مدغشقر.
ودق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نهاية الأسبوع الماضي، ناقوس الخطر، خلال القمّة الـ26 للاتحاد الأفريقي، المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بسبب موجة الجفاف التي تعصف بأثيوبيا، والتي اعتبرها "الأسوأ منذ 30 عاما"، مشيرًا إلى أن "دعمًا عاجلًا" بات ضروريًا.
وأدّت موجة الجفاف، وبشكل ملحوظ، إلى ارتفاع عدد الأشخاص المتضررين من المجاعات في شرق إفريقيا وجنوبها، حيث يواجه 14 مليون شخص المجاعة، بحسب الأمم المتّحدة.
ولفت "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، مؤخرًا، إلى أنّ "الآفاق تبدو مثيرة للقلق، مع ندرة أو انعدام نزول الأمطار في العديد من المناطق، وذلك خلال الفترة المخصّصة لزراعة الحبوب، والتي تشارف على الانتهاء أو انتهت بالفعل في بعض البلدان".
وضعية استشرافية مثيرة للقلق، هي التي أعرب عنها آلان غاشيه، الخبير الدولي في المياه الجوفية لدى العديد من المنظمات الدولية، قائلًا: إن "وكالة الناسا توقعت منذ أكثر من ثلاثة أشهر موجة الجفاف هذه، والتي ستؤدي حتمًا إلى ظهور مجاعات، وقد أعلمت السلطات المعنية بذلك، غير أنّ السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المجال هو هل كان بإمكان المسؤولين تجنب ذلك؟ للأسف، الجواب: لا".
وفي دولة جنوب إفريقيا التي عرفت "أسوأ موجة جفاف منذ قرن"، وفق السلطات المحلية، نظمت في العاصمة جوهانسبورج، تظاهرة لجمع قوارير المياه، لمساعدة الفلاحين الذين يواجهون صعوبات.
والوضع نفسه تقريبًا تشهده كلّ من مالاوي وزمبابوي، بعدما تخطت درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية، بحسب تقارير للصحافة المحلية والدولية، حيث أوضح موقع "لو بوان" الفرنسي أنّ "الذرة بلغت في زمبابوي أدنى مستويات نموّها خلال الموسم الحالي في حين كان طولها يصل في السابق إلى المترين. والمشكلة ذاتها تواجهها بقيّة المزروعات من ذلك الخضروات، التي لم يعد بالإمكان زراعتها"، لأنها تحتاج الكثير من المياه.
مدغشقر سقطت هي الأخرى، ومنذ أشهر، فريسة لآفة الجفاف، حيث ضربت المجاعة ثلاث مناطق واقعة في الجنوب (اندروي وأنوزي وأتسيمو وأندريفانا)، لتعرّض حياة 380 ألف شخص ممّن يقتاتون من الزراعة للخطر، وهو ما دفع المنظمات الدولية، وخصوصًا الأممية منها، للتدخّل بهدف إنقاذ سكان الجنوب، الذين يعتمد 80 % منهم على قطاع الزراعة، من المجاعة.
البنك الدولي كشف، من جهته، في تقرير، أن أكثر من 100 مليون شخص قد ينحدرون نحو الفقر المدقع، معظمهم في أفريقيا، في حدود العام 2030، وذلك في حال صورة عدم التقليل من غازات الاحتباس الحراري.