حرب المطارات تستعر فى السودان ....الدعم السريع يستهدف المنشآت المدنية و ملايين اللاجئين يواجهون الموت والنزوح القسرى
الإثنين، 05 مايو 2025 10:54 ص
هانم التمساح
تأبى الحرب السودانية أن تضع أوزارها رغم دخولها عاما ثالثا من الصراع بين قوات الجيش السودانى و متمردى ميليشيا الدعم السريع متخذتا منحى جديد وخطير من الاستهداف المتعمد من قبل ميليشيا الدعم السريع للمنشآت المدنية بشكل عام واستهداف المطارات بشكل خاص ، وعادت حرب المطارات بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع للواجهة مرة أخرى، بعد استهداف مسيرات انتحارية تابعة للدعم السريع لمطار بورتسودان الدولي أمس الأحد، إلا أن الهجوم تسبب فى خسائر وأضرار محدودة وفقا للعميد نبيل عبد الله المتحدث الرسمي باسم الجيش السودانى.
ويأتى هجوم الدعم السريع على مطار بورتسودان بمسيرات انتحارية، بعد ساعات قليلة من معركة وقعت قرب مطار نيالا، إذ قصف الجيش السودانى، السبت، مقار لميليشا الدعم السريع، بعد أنباء عن هبوط طائرة قال الجيش إنها تحمل أسلحة وعتادا حربية كانت فى طريقها للدعم السريع.
و كانت طائرة مسيرة للدعم السريع ،استهدفت السبت خزان وقود بمطار كسلا دون حدوث أي خسائر أخرى في الأرواح والممتلكات ،والأحد هاجمت ميليشيا الدعم السريع مطار كسلا لليوم الثاني على التوالي بطائرات مسيرة، إلا أن المضادات الأرضية التابعة للقوات المسلحة السودانية تمكنت من صد الهجوم، دون وقوع خسائر فى الأرواح، كما استهدفت قوات الدعم السريع الشهر الماضي أيضا مطار دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، بمسيرات، ما أدى إلى اشتعال الحريق بخزان الوقود به.
و يمتلك السودان 10 مطارات هامة، ومع تقدم الجيش في المعركة وتحقيق انتصارات كبيرة فى العاصمة الخرطوم وفى ظل استمرار هجمات الدعم السريع على الفاشر، استعرت في الساعات الأخيرة حرب المطارات.
وتعرض مطار بورتسودان الدولي، فى مدينة بورتسودان حيث يتمركز الجيش والحكومة السودانية، الأحد، لهجمات مسيّرة من قبل الدعم السريع، ومطار بورتسودان يعد ثاني أهم مطار بعد مطار الخرطوم الدولي، وهو مطار جديد مملوك من قبل الحكومة تم بناؤه في عام 1992، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
وكشفت وسائل إعلام نقلا عن شهود عيان، عن سماعهم لدوى انفجارات فى المطار، وتصاعد أعمدة الدخان، وأشارت صحيفة سودان تربيون أنه تم تعليق الرحلات فى مطار بورتسودان جراء الهجوم.
ويعد مطار بورتسودان ثاني أكبر مطار من حيث الحركة الجوية والوجهات الدولية، ولديه القدرة على استيعاب الرحلات الجوية الدولية، مع محطة دولية معينة.
و تتوزع المطارات المدنية والعسكرية على طول السودان وعرضه، وهي: مطار الخرطوم، مطار بورتسودان، مطار كسلا، مطار الأبيض، مطار كادقلي، مطار دنقلا، مطار مروي، مطار نيالا، مطار الفاشر، مطار الجنينة.
وأنشئ مطار الخرطوم عام 1947، وهو من أهم المطارات في البلاد حيث يوفر للمسافرين مجموعة من المرافق والخدمات، كما يؤوي مدرّجاً يبلغ طوله 2980 متراً، يستوعب الطائرات الكبيرة الحجم التي تستخدمها الشركات الخاصة بالطيران التجاري، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
ومطار بورتسودن، الذي يعتبر ثاني أهم مطار بعد مطار الخرطوم الدولي، وهو مطار جديد مملوك من قبل الحكومة تم بناؤه في عام 1992 ،كما أنه ثاني أكبر مطار من حيث الحركة الجوية والوجهات الدولية، ولديه القدرة على استيعاب الرحلات الجوية الدولية، مع محطة دولية معينة ،أما مطار نيالا، فهو مطار داخلي يخدم مدينة نيالا في الجنوب الغربي للسودان، واستخدمته ميليشيا الدعم السريع بعد إعادة تشغيله.
ويحوى السودان عدد آخر من المطارات مثل الفاشر، والأبيض، وكسلا، والجنينة، ومطار خشم القربة، بالإضافة لمطار النهود والقضاريف.
ودخلت الحرب السودانية عامها الثالث، وخلفت الحرب ورائها آلاف القتلى والجرحى، وتسببت فى نزوح الملايين، وخلقت أزمة نزوح هى الأكبر فى العالم، وفقا لبيانات صادرة عن الجهات المعنية بالأمم المتحدة.
وعلى الجانب الانسانى فقد حذرت المفوضية الأممية من تردى الاوضاع الانسانية فى السودان ،وقالت انه في ظل تزايد الأزمات الإنسانية حول العالم، يواجه ملايين اللاجئين أوضاعًا معيشية تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، نتيجة لنقص التمويل المخصص لدعمهم، فالمنظمات الإنسانية، وعلى رأسها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحذر من عدم تمكنها عن تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، مثل الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى. ويشكل هذا العجز المالي تهديداً مباشراً لحياة اللاجئين وكرامتهم، مما يدفع الكثيرين منهم إلى خيارات يائسة بحثاً عن البقاء.
من جانبها قالت إليزابيث تان، مديرة الحماية الدولية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن التخفيضات الكبيرة في التمويل تجرد اللاجئين الأكثر ضعفا في العالم من الدعم الحيوي، فيما يواجهون الآن مخاطر أكبر من التعرض للإساءة والفقر والإجبار على العودة للخطر في ديارهم أو احتمال القيام برحلات جديدة محفوفة بالمخاطر.
وقالت مسؤولة مفوضية اللاجئين يجد ثلثا اللاجئين الأمان في البلدان المجاورة لبلدانهم، ومعظمها فقير الموارد مضيفة أن انخفاض التمويل يُلحق الضرر الأكبر بهؤلاء اللاجئين ومجتمعاتهم المضيفة، التي تُعاني أصلا من ضغوط هائلة وأشارت إلى أن برامج الحماية قد خُفِضت أو أُلغيت في مناطق متعددة، مما ترك النساء والأطفال والناجين من العنف دون دعم.
وقالت المسؤولة الأممية: "في جنوب السودان، لم تعد 75 في المائة من أماكن المفوضية المخصصة للنساء والفتيات تقدم خدمات هذا يعني أن ما يصل إلى 80 ألف ضحية اغتصاب أو عنف لا يحصلن على رعاية طبية أو مساعدة قانونية أو اقتصادية".
ووفقا للمسؤولة الأممية فقد عاد إلى سوريا أكثر من نصف مليون لاجئ رغم استمرار حالة عدم الاستقرار، "إلا أن اندماجهم المستدام يعتمد على تحسين التمويل. وتأثر الدعم المقدم لعودة 20 ألف سوري شهريا من تركيا إلى ديارهم بتخفيضات التمويل".
وأفادت مسؤولة مفوضية اللاجئين بأنه في منطقة شرق القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، يواجه مليون طفل معرض للخطر كثير منهم غير مصحوبين بذويهم تهديدا متزايدا من التعرض للإساءة والاستغلال وقالت المسؤولة الأممية: "إن قدرة المفوضية على الحماية والتسجيل والاستجابة في حالات الطوارئ تتعرض لخطر بالغ".
ومن جانبه قال فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "نحن نعيش في عالم تعصف به صراعات وحشية لا نهاية لها تمزق الأرواح وترسل الناس في رحلة يائسة بحثا عن الأمان".
وأضاف مفوض اللاجئين أن الدعم القوي الذي تم تقديمه اليوم للاجئين وغيرهم من النازحين قسرا يتردد صداه كرسالة تضامنية وإنسانية مطلوبة بشدة، وأن التعهدات المقدمة هي التزام بإنقاذ الأرواح واستعادة الكرامة وجلب الأمل لملايين الأشخاص الذين أجبروا على الفرار.
ولفت المسؤول الأممي الي النزوح القسري مؤكدا أنه وصل مستويات غير مسبوقة حيث نزح حوالي 123 مليون شخص قسرا في جميع أنحاء العالم، مشيرا الي إن تأمين هذه الأموال سيكون حاسما للاستجابة للصراعات الجديدة والأزمات طويلة الأمد ،مشيرتا إلى أنه "مع تزايد صعوبة تحقيق السلام، واستمرار الصراع والاضطهاد في إجبار الملايين على ترك منازلهم، فإننا نواجه وضعا مزريا، مؤكدا أنه مع حلول قليلة وأزمات متصاعدة. يجب أن تركز المساعدات الإنسانية على الحد من الاتكالية، ومساعدة المجتمعات النازحة على الازدهار، وليس فقط البقاء على قيد الحياة".
وقالت المفوضية إنه من خلال التمويل الذي تلقته عام 2024، بحلول منتصف العام، تم تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين شخص بشكل فردي، ودعم 1.2 مليون شخص بهويتهم المدنية أو وضعهم القانوني، وتلقى أكثر من 500 ألف شخص مساعدة قانونية ،موضحتا في تقريرها أنه في جميع عمليات المفوضية، تلقى أكثر من مليوني شخص مساعدات نقدية منقذة للحياة، وأُجريت أكثر من 9.5 مليون استشارة فردية في مراكز الرعاية الصحية التي تدعمها المفوضية، وتم دعم 5.6 مليون شخص بالوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي، وتلقى 630 ألف شخص مساعدة في المأوى والإسكان.