صراع قوتين نوويتين يزعج العالم.. قلق إزاء التصعيد بين الهند وباكستان والحادث الارهابى أشعل نار على اقليم "كشمير "
الأربعاء، 07 مايو 2025 12:37 م
هانم التمساح
سيطرت أخبار النزاع العسكرى بين باكستان والهند على منصات الأخبار الدولية صباح اليوم بعد هجوم نيودلهى الجوى الذى استهدف مواقع داخل كشمير الباكستانية، وطالبت العديد من الجهات الدولية، أولهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الطرفين النوويين بضبط النفس.
من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ جراء التصعيد بين الهند وباكستان ،ودعا جوتيريش، في إحاطة أصدرتها الأمم المتحدة، أوردتها قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري من جانب الهند وباكستان، محذرا من أن العالم لا يمكنه أن يتحمل مواجهة عسكرية بين البلدين.
وكان جوتيريش قد حذر، أمس الإثنين، من أن التوترات بين الجارتين الواقعتين في جنوب آسيا قد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.. وعرض على حكومتي البلدين المساعدة في تهدئة التوترات وتعزيز الدبلوماسية.. مشددا على أن الحل العسكري ليس حلا للتوترات بينهما.
وأذاعت قناة القاهرة الإخبارية، خبرا عاجلا، نقلته عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قوله إنه يستنكر الضربات المتبادلة بين الهند وباكستان ،وكان الجيش الباكستاني، أعلن أن بلاده سترد على الهجمات الهندية الأخيرة ضد باكستان، بعدما استهدفت الهند 3 مواقع بالصواريخ في كاشمير.
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن يتوقف القتال بين الهند وباكستان "سريعاً جداً"، في تعليق على التوترات المتصاعدة بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضوي "إنه لأمر مؤسف كما تعلمون، لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة. في الواقع، إذا ما فكّرتم في الأمر حقاً، آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعاً جداً"، مشدّداً على أنّه علم لتوّه بنبأ اشتعال القتال بين البلدين ،هذا وأبلغ مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بالضربات التي شنّتها بلاده ضدّ جارتها باكستان، بعد حصولها، وفق ما أعلنت السفارة الهندية في واشنطن الثلاثاء.
وقالت السفارة في بيان إن "أفعال الهند كانت مركّزة ودقيقة"، مضيفة أن روبيو الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الأمريكي، أُطلع على "الإجراءات المتخذة" .
في السياق ذاته ، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء أن "العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية" بين الهند وباكستان ،وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان إن غوتيريش يبدي "قلقه البالغ" إزاء التصعيد الراهن و"يدعو كلا البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري".
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن هناك تقارير عن قصف مكثف وانفجارات مدوية في المناطق الحدودية لولاية كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية،فيما كشفت وكالة رويترز ، عن سماع دوي انفجارات قوية في منطقة كشمير الباكستانية، وذلك حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، فى خبر عاجل لها.
وكان الجيش الهندي أطلق عملية عسكرية استهدفت البنية التحتية في باكستان وجامو وكشمير، وقال إنه "استهدف تسعة مواقع كجزء من عملية أطلق عليها اسم (عملية سيندور)"، مشيرا إلى أنه نفذ "ضربة دقيقة" على "معسكرات إرهابية"، بحسب وصفه.
على الجانب الآخر، قالت مصادر عسكرية باكستانية، بحسب موقع "برس تي في"، إن "الهند نفذت هجومًا صاروخيًا على ثلاثة مواقع في كشمير، بالجزء الخاضع لسيطرة باكستان"،قال وزير الدفاع الباكستانى، خواجة محمد أسيف، فى تصريحات نقلتها سى إن إن، أن قواته تمكنت من إسقاط خمس طائرات هندية، ردا على الهجوم الذى شنته نيودلهى فجر اليوم الأربعاء ضد مواقع فى إقليم كشمير الواقع تحت إدارة باكستان.
وكانت وزارة الدفاع الهندية قد أعلنت في بيان فى وقت سابق أنها ردت على الهجوم الإرهابي في باهالغام بضرب "البنية التحتية الإرهابية" على الأراضي الباكستانية في عملية عسكرية تحمل اسم "السندور"، استهدفت من خلالها 9 مواقع، فيما أشارت إلى أنه لم يتم مهاجمة أي منشآت عسكرية باكستانية خلال العملية.
بدورها أدانت السلطات الباكستانية الهجوم الذى أسقط 8 قتلى وأكثر من 35 مصاب وفقا للبيانات الصادرة من إسلام أباد ،وقالت وزارة الدفاع الهندية أن هجومها جاء ردا على اعتداء باهالجام بكشمير الهندية فى 22 أبريل الماضى، وكان قد شهد مقتل 26 هنديا وإصابة عشرات غيرهم.
وأعلنت السلطات الباكستانية إغلاق مناطق من الأجواء فوق المدن الكبرى مثل لاهور وكاراتشي حتى الساعة (19:20) بتوقيت غرينيتش، وذلك على خلفية الهجمات التي وقعت الليلة الماضية. يشمل الإغلاق عدة مطارات رئيسية، بما في ذلك مطار إسلام آباد الدولي، مما تسبب في تأثيرات كبيرة على حركة الطيران في المنطقة.
كما أعلنت العديد من شركات الطيران الهندية أيضاً عن إلغاء رحلاتها إلى الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، وبعض المدن في الولايات الحدودية مثل راجستان والبنجاب.
يُذكر أن العلاقات بين الهند وباكستان قد تدهورت بشكل حاد في أعقاب هجوم مسلح مميت على سياح في كشمير شهر أبريل الماضي. وتتهم الهند باكستان بدعم الإرهاب عبر الحدود، وهو ما تنفيه إسلام آباد نفياً قاطعاً ،ويشهد إقليم كشمير نزاعا بين نيودلهى وإسلام أباد مستمر منذ عقود دخل خلالها البلدين فى حرب مرتين .
ويعتبر نزاع كشمير نزاعًا إقليميًا، خاصة بين دولتي الهند وباكستان، الذي بدأ مباشرةً بعد تقسيم الهند في عام 1947م، ولعبت الصين دورًا ثانويًا في بعضِ الأوقات ، و تنازعت الهند وباكستان حول كشمير ثلاثَ مرّات، ما يشمل الحروب الهنديّة-الباكستانيّة في عاميْ 1947م و1965م، وحرب كارجل كذلك في عام 1999م. وقد تناوشت الدولتان كثيرًا حول السيطرة على نهر سياتشين الجليديّ.
تدّعي الهند أنّ ولاية جامو وكشمير كلها مُلكٌ لها، ومنذ عام 2010 تحكم هي ما يقارب 43% من المنطقة، إذ تسيطر على جامو، ووادي كشمير، ولاداخ، ونهر سياتشين الجليديّ. وتنازع باكستان التي تحكم حوالي 37% من جامو وكشمير أو ما يُعرَف بـ آزاد كشمير (كشمير الحُرّة) وجلجت بالتستان الهند فيما تدعي أنه ملكها. أمّا الصين فتحكم حاليًا منطقة ديمشوك، ووادي شاكسغام، ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند على هذه الأقاليم التي تدّعي الصين امتلاكها منذ استيلاء الصين على أكساي شن خلال الحرب الهندية الصينية عام 1962م.
ويتمحور النزاع الحاليّ حول وادي كشمير، ويعود هذا النزاع القائم بين الثوّار الكشميريين والحكومة الهندية إلى خلافٍ حول الحكم الذاتي المحلّي ومبنيّ على المطالبة بتقرير المصير. كانت التنمية الديموقراطية محدودةً في كشمير حتى نهاية السبعينات، وبحلول عام 1988 تراجعت كثيرٌ من الإصلاحات الديموقراطية التي دشّنتها الحكومة الهندية. وكانت الوسائل السلمية للتعبير عن السخط محدودة ومسببة لدعمٍ متزايد للثوّار المناصرين للانفصال العنيف من الهند. في عام 1987م خلقت الانتخابات المُتنازَع عليها دافعًا للثورة حينما نتجت بتكوين أعضاء مجلس الدولة التشريعي لمجموعات من الثوّار المسلّحين. وفي يوليو/أيلول من عام 1988م بدأت الثورة الكشميرية على الحكومة الهندية بسلسلة من المظاهرات والضربات والهجمات.