اتفاق الهند وباكستان يُوقف التهديد النووي في الأمتار الأخيرة: لماذا تدخل ترامب؟
السبت، 10 مايو 2025 06:19 م
بعد أيام من الاشتباكات العسكرية بين القوتين النوويتين "الهند وباكستان"، على إثر هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين، الشهر الماضي، رغم نفى "إسلام آباد" ضلوعها في الهجوم، تبادلا الطرفين إطلاق النار والقصف عبر الحدود، من خلال الطائرات المسيرة والصواريخ، الأمر الذى أقلق القوى العالمية، والتي عملت حتى تم الإعلان عن التوصل لاتفاق يقضى بوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن التواصل لاتفاق بين الهند وباكستان، يقضي بوقف إطلاق النار، وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: " بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان قد اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري، وأضاف: "أهنئ البلدين على استخدام الحكمة والذكاء الكبير".
من جانبه قال وزير الخارجية ماركو روبيو، إنه "على مدى الـ 48 ساعة الماضية، تواصلت أنا وفانس (نائب ترامب) مع كبار المسؤولين الهنود والباكستانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي وشهباز شريف، ووزير الشؤون الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، ورئيس أركان الجيش عاصم منير، ومستشاري الأمن القومي أجيت دوفال وعاصم مالك".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد".
وتابع: "ونحن نشيد برئيسي الوزراء مودي وشريف على حكمتهما وحكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام".
بدوره أكد محمد إسحاق دار وزير الخارجية الباكستاني إنه تم الاتفاق قائلا: "اتفقنا مع الهند على وقف إطلاق النار فورا، مضيفا: "باكستان سعت دائما لتحقيق السلام والأمن في المنطقة دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها"
على الجانب الآخر، أعلنت الخارجية الهندية، أن "وقف إطلاق النار مع باكستان سيبدأ الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي اليوم"
ورحبت العديد من الدول والمنظمات الدولي، بإعلان وقف إطلاق النار بين البلدين، حيث قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن هناك حاجة إلى إجراء حوار من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار سريع ومستدام بين الهند وباكستان.
وعبر لامي عبر منصة «إكس» عن القلق البالغ إزاء القصف المتبادل بين الجارتين الهند وباكستان الليلة الماضية، مؤكدا أن الصراع ليس في مصلحة أحد.
وأفاد موقع "سي إن إن نيوز 18" الهندي، السبت، بأن الهند وباكستان أجرتا أول اتصال هاتفي منذ اندلاع الصراع بين البلدين، وسط مخاوف من تحول الاشتباكات إلى حرب شاملة.
وأكدت الهند التزامها بعدم التصعيد إذا ردت باكستان بالمثل، بينما أكد وزير خارجية باكستان أن بلاده ستدرس خفض التصعيد إذا توقفت الهند عن شن هجمات.
في السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، السبت، اتصالين هاتفيين بنظيريه الهندي والباكستاني، بحث خلالهما الجهود المبذولة لتهدئة التوترات ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية.
وجاء في بيان الخارجية أوردته وكالة "واس"، أن الأمير فيصل بن فرحان "أكد لنظيريه الهندي والباكستاني حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة"، مشيراً إلى علاقات بلاده الوثيقة والمتوازنة مع كلا البلدين.
كما ودعت مجموعة السبع، الهند وباكستان إلى الانخراط في حوار مباشر للتوصل إلى حل سلمي، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وسط تصاعد التوترات بين الجارتين الآسيويتين المسلحتين نووياً.
وذكرت المجموعة، في بيان صحفي، "نحن، وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7) لكل من كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، ندين بشدة الهجوم الإرهابي في باهالجام في 22 أبريل".
كما حثت الصين كلا من الهند وباكستان، على ضبط النفس والعودة إلى مسار التسوية السياسية من خلال الوسائل السلمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية - في تصريحات صحفية أوردتها شبكة تلفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) السبت، إن بلاده تدعو الهند وباكستان إلى التصرف بما يخدم المصلحة العليا للسلام والاستقرار، وإلى ممارسة الهدوء وضبط النفس، والعودة إلى مسار التسوية السياسية من خلال الوسائل السلمية، والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يزيد من حدة التوترات.. مضيفا أن ذلك هو ما يرغب المجتمع الدولي في رؤيته، مؤكدا استعداد بكين القيام بدور بناء لتحقيق هذا الهدف.
وأدى العمل العسكري المتبادل إلى رفع التوترات بين البلدين إلى أخطر مستوياتها منذ عقود، إذ أطلق الجانبان صواريخ وطائرات بدون طيار فوق مدن مكتظة بالسكان، ما دفع العديد من الدول إلى البحث عن حل دبلوماسي ومنع حرب شاملة بين دولتين نوويتين تضمان حوالي خُمس سكان العالم.