هيفاء أبو غزالة: الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في بغداد تمثل محطة مفصلية على طريق العمل العربي المشترك

الإثنين، 12 مايو 2025 02:42 م
هيفاء أبو غزالة: الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في بغداد تمثل محطة مفصلية على طريق العمل العربي المشترك
هانم التمساح

استقبلت العاصمة العراقية بغداد، الأعمال التحضيرية للقمة العربية المرتقبة، المقرر انعقادها 18 مايو الجاري، والتي تُعقد لأول مرة بالتزامن مع القمة العربية التنموية الخامسة، في خطوة تعكس الوعي العربي المتنامي بضرورة الربط بين المسارين السياسي والاقتصادي في معالجة أزمات المنطقة.
 
ويُنتظر أن تُطرح في القمتين رؤى تكاملية ومبادرات استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون العربي المشترك، ليس فقط على مستوى السياسات، بل في بناء اقتصادات مرنة، ومجتمعات أكثر قدرة على مجابهة الأزمات الطارئة، في لحظة إقليمية ودولية شديدة الحساسية
 
يأتي ذلك فى توقيت يعكس حالة من التشابك البنّاء بين الملفات السياسية والتنموية، إذ يدرك القادة العرب أن تفعيل المسار التنموي لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة لتعزيز استقرار الإقليم، خاصة في ظل تصاعد الصراعات، وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي، وامتداد التوترات إلى مناطق أخرى حول العالم.
 
ويكتسب هذا الحدث أهمية مضاعفة من موقعه الجغرافي، حيث يمثّل انعقاد القمتين في بغداد دلالة رمزية كبيرة، فالعراق، الذي استطاع أن يتجاوز محطات صعبة من الأزمات والصراعات، وعلى رأسها الإرهاب، يقدم اليوم نموذجًا عربيًا في السعي نحو بناء مستقبل تنموي مستدام، قادر على الصمود في وجه التحديات.
 
وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المرتقبة في بغداد تمثل محطة مفصلية على طريق العمل العربي المشترك، مشيرة إلى أن البنود المطروحة على جدول الأعمال تعكس أولويات المواطن العربي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، وتركز على تمكين الإنسان العربي، باعتباره أولوية قصوى، وتعزيز والاستثمار في رأس المال البشري، كأحد أبرز مقومات التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية.
 
وأوضحت  خلال كلمتها أمام اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين أن الأمانة العامة حرصت على أن يكون جدول الأعمال متوازنًا وشاملًا، مشتملاً على قضايا آنية واستراتيجية، تعكس توجهات القمة نحو معالجة المشكلات الملحة، وتوسيع آفاق التعاون العربي في المجالات ذات الصلة بتحسين جودة حياة المواطن العربي.
 
وقالت إن الاجتماعات تناقش مشروع جدول أعمال القمة، الذي يتضمن سبعة وعشرين بندًا تتناول عددًا من الملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ذات الأولوية في العمل العربي المشترك، والتي تمس بشكل مباشر المواطن العربي، وتسعى إلى تعزيز التكامل بين الدول العربية في مجالات التنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، والاستثمار في الإنسان.
 
وتركز القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، على دعم التكامل الاقتصادي العربي، واستكمال مشروع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتعزيز مشروعات الربط الكهربائي والنقل، إلى جانب مبادرات تحقيق الأمن الغذائي والمائي.
 
كما تتناول القمة مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية تحت عنوان "المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة"، ومشروع دعم وإيواء الأسر النازحة من الأراضي الفلسطينية، والتصدي لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، إضافة إلى ملفات تمكين الشباب والمرأة، وتطوير التعليم الفني، والتحول الرقمي، وبناء القدرات السيبرانية، مع التأكيد على حماية التراث الثقافي العربي.
 
و تُختتم أعمال القمة بإصدار وثيقة "إعلان بغداد"، والتي يُنتظر أن تُجسّد الموقف العربي الموحد تجاه القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المدرجة على جدول الأعمال، وتعكس تطلع الدول العربية إلى مرحلة جديدة من التضامن والتكامل في مواجهة التحديات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق