أوبئة قاتلة تضرب القارة العجوز .. وباء فطرى قاتل يهدد الملايين بسبب الاحتباس الحرارى فى اوروبا.. والحمى القلاعية الأكثر خطورة
الأربعاء، 21 مايو 2025 04:19 م
هانم التمساح
حالة تأهب قصوى وطوارئ صحية تسيطر على قارة أوروبا منذ بداية عام 2025، وذلك مع ظهور العديد من الفيروسات والأوبئة التى أصبحت تنتشر بشكل كبير فى القارة العجوز، ومنها مرض الحمى القلاعية فى الماشية، ووباء فطرى قاتل يهدد الملايين، وأطلق باحثون فى جامعة أجدر فى النرويج وجامعة أوبسالا فى السويد، تحذيرات كبيرة من وباء فطرى قاتل يهدد الملايين فى أوروبا، والذى حذرت منه منظمة الصحة العالمية أيضا، ويتم الآن دراسة إطلاق التجارب على الثعابين لإنهائه.
ووصل هذا الوباء بالفعل إلى أوروبا وهدد الملايين من الأشخاص، وهو الذى يُطلق عليه "وباء الأفاعى" Ophidiomyces ophidiicola، وهو مسبب مرض الثعبان الأصلي في أمريكا الشمالية، حيث يصيب الزواحف ويسبب تورم الجلد وتقشره وتكوين عقيدات جلدية، يؤدي هذا إلى عدم قدرة الثعابين على التخلص من الجلد الميت المصاب بالفطريات بشكل صحيح، وهو ما يؤثر على الجلد والرئتين والكبد وحتى العينين.
وبحسب صحيفة لا اوبنيون الإسبانية، فقد هاجم الفطر بالفعل الفطر العديد من الثعابين في أمريكا الشمالية، بما في ذلك ثعابين العشب الشمالية، والأفاعي الجرسية الشائعة، والأفاعي الملكية،وغيرها ، ومع ذلك، فهو يشكل خطرا أيضا على الثعابين خارج القارة الأمريكية، وقد وصل بالفعل إلى أوروبا.
وقال الخبراء "هناك أكثر من 100 نوع من الأفاعي، والثعابين العشبية، والثعابين الملساء التى تم جمعها في المرافق العلمية، وربما يتم الكشف عن حمضهم النووي، مما سيساعدنا في تحديد مكان وجود خطر إصابة الزواحف الحديثة" ،كما أشار الخبراء إلى أن هذا الفطر الوبائى انتشر فى أوروبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة .
وتشمل أعراض الوباء، ضيق التنفس، والسعال مع احتمال وجود دم أو مخاط، والصفير، والحمى، وفقدان الوزن ، والتعب، أعراض قد تكون أكثر عدوانية فى حالة الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة.
وتعتبر الحمى القلاعية من أكثر الفيروسات التى تثير القلق والمخاوف ، فى ظل ارتفاع خطورتها، حيث أعلن المختبر المرجعي الوطني لمرض الحمى القلاعية (FMD) التابع لمعهد فريدريش لوفلر (FLI)، أنه تم تأكيد تفشى المرض فى ألمانيا فى يناير فى 14 حيوانا، وبعد ذلك شرعت السلطات الألمانية في اعتماد جميع تدابير السيطرة المعمول بها، بما في ذلك تثبيت المزرعة المصابة، وذبح وتدمير الحيوانات في المزرعة وغيرها من المنتجات التي يمكن أن تحمل الفيروس، وإنشاء منطقة حماية بطول 3 كم و10 كم حول تفشي المرض.
ويعد هذا المرض المعدى الذى يصيب عدد كبير من الماشية والحيوانات له معدل إصابة مرتفع بسبب قدرته العالية على الإنتقال، و يعد هذا المرض من أهم الأمراض الفيروسية بسبب انتشاره الواسع وكثرة الأنواع التي يصيبها وما ينتج عنه من خسائر في الإنتاج.
ومن جانبها أعلنت حكومة المجر أنها لا تستبعد فرضية "هجوم بيولوجي" كسبب محتمل وراء تفشي مرض الحمى القلاعية، في أول ظهور للمرض منذ أكثر من 50 عاما، وهو ما تسبب في إغلاق عدد من المعابر الحدودية وذبح آلاف رؤوس الماشية في شمال غرب البلاد ،وأغلقت السلطات النمساوية 24 معبرًا حدوديًا صغيرًا مع المجر وسلوفاكيا في محاولة لمنع انتقال وباء الحمى القلاعية إلى أراضيها، وقررت سلوفاكيا فرض حالة الطوارئ الصحية يوم الثلاثاء بعد اكتشاف الوباء في ثلاث مزارع.
ومن ناحية أخرى حذر خبراء إسبان من تأثير هذا المرض على الاقتصاد الأوروبى ، وخاصة فى إسبانيا ، حيث أن الإنتاج سيتأثر كثيرا بسبب التخلص من الحيوانات الحاملة للفيروس ، من الماشية والخنازير، حيث أن إسبانيا تمثل ثالث أكبر منتج للحوم البقر فى الاتحاد الأوروبى ، بالإضافة إلى حجم الصادرات الذى سينخفض بشكل واضح، وفيما يتعلق بالخنازير فإن القطاع يمثل 1.5% من الناتج المحلى الإجمالى، كما أن 400 ألف وظيفة تعتمد عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، ولذلك فإن الأضرار الاقتصادية التى يمكن أن يسببها كبيرة.
وحذرت دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت بلانيتاري هيلث" من أن حمى الضنك وشيكونجونيا قد يصبحان وباءين متوطنين في أوروبا بسبب الاحتباس الحراري، الذي يسهل انتشار بعوضة النمر.
فيما أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلي أن انتشار المرض يرجع إلي توسع نطاق بعوضة النمر شمالًا إلى الاحتباس الحراري: فكلما زادت درجة الحرارة، قصرت دورة نموها، بينما يزداد معدل تكاثر الفيروس داخل الحشرة بسبب درجة الحرارة ،وما يثير المخاوف، هو زيادة العدد المصابين مع دخول فصل الصيف، حيث يزيد فيه درجات الحرارة، وهو ما سيؤدى إلى زيادة البعوض وبالتالى انتشار للمرض.