تصاعد الجدل السياسي في إسرائيل وسط دعوات متزايدة لوقف الحرب على غزة
الثلاثاء، 27 مايو 2025 08:14 م
هانم التمساح
بلغ الجدل السياسي ذروته هذا الأسبوع داخل إسرائيل، مع تصاعد الأصوات المطالِبة بوقف الحرب على غزة، سواء من الجنود الرافضين للتجنيد، أو من المدنيين والسياسيين الذين شنّوا هجومًا حادًا على حكومة بنيامين نتنياهو، واصفين إياها بالمتطرفة والعاجزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن أكثر من ألف أكاديمي ومسؤول وقّعوا على عريضة تطالب بوقف فوري للحرب الجارية على قطاع غزة، في خطوة تعكس اتساع دائرة المعارضين للعملية العسكرية المستمرة منذ أشهر. وأشارت العريضة إلى التداعيات الإنسانية الكارثية على المدنيين في القطاع، فضلًا عن الأضرار المتزايدة التي تطال الداخل الإسرائيلي نفسه.
وتفاقمت حدة الخلافات عقب التصريحات النارية التي أطلقها زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض، يائير جولان، والتي أثارت ردود فعل غاضبة داخل الحكومة والمعارضة على السواء. فقد صعّد جولان من انتقاده للحكومة، واصفًا إياها بـ"العاجزة" و"المليئة بأشخاص عديمي الأخلاق، يحرّكهم الانتقام"، معتبرًا أنها "خطر على وجود إسرائيل". وأكد أن "الدولة العاقلة لا تشنّ حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تتبنى هدف ترحيل السكان".
وسبق هذه التصريحات مواقف مشابهة لوزير الحرب الأسبق موشيه "بوجي" يعلون، الذي وصف ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة بأنه "تطهير عرقي". وتكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة ليس فقط بسبب توقيتها، بل لأنها تمثل ضربًا لجدار الإجماع الصهيوني التقليدي حول مقولة "الجيش الأكثر أخلاقية"، التي طالما شكلت غطاءً ودرعًا في الوعي الجمعي الإسرائيلي أمام الجرائم المرتكبة.
في المقابل، جدّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيده على مواصلة الحرب، واصفًا المرحلة الحالية بأنها "ذروة معركة صعبة"، وقال في تصريحات: "سنهزم حماس وسنحرر المختطفين. لدينا تحديات كثيرة، لكننا نسعى لبناء مستقبل دولتنا واكتشاف تاريخها".
أما رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، فقد نشر مقالًا تحليليًا في صحيفة فايننشال تايمز، أشار فيه إلى أن إسرائيل، بعد مرور نحو 20 شهرًا على 7 أكتوبر 2023، تجد نفسها عند مفترق طرق مصيري: فإما التوجه نحو اتفاق ينهي الحرب ويعيد الأسرى، أو الدخول في جولة جديدة من القتال يدفع إليها نتنياهو سعيًا لتحقيق "نصرٍ كامل" على حركة حماس.
وأوضح باراك أن نتنياهو يراهن داخليًا على دعم وزراء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يدفعون باتجاه إعادة احتلال قطاع غزة وتوطينه من جديد. أما خارجيًا، فتتزايد الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، حيث أفادت تقارير بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال لنتنياهو صراحة: "سنتخلى عنك إذا لم تنهِ الحرب".