القصة الكاملة وراء ظهور أول حالة مصابة بالإيدز بالدقهلية
الإثنين، 08 فبراير 2016 11:52 ص
فيروس الإيدز ينتشر بسرعة كبيرة، لا يمكننا أن نعرف بالضبط عدد المصابين به. فوباء فيروس الإيدز شبيه بالنار التي تنتشر في غابة ما، عندما تتمكّن من إخماد قسم منها، تكتشف أنّها انتقلت إلى منطقة جديدة من الغابة.
عُثر على أول حالة للإيدز سنة 1981 في الولايات المتحدة، لكنّ الباحثين يعتقدون أنّ كثيراً من الأشخاص في كل أنحاء العالم كانوا مصابين بفيروس الإيدز في ذلك الوقت. ولم يكن معظم المصابين بالفيروس مرضى ولم يكونوا يدركون بأنّ لديهم تلك العدوى. اليوم هناك أكثر من 30 مليون مصاب بفيروس الإيدز، بينهم مليون طفل. وذلك 300 ضعف الرقم الذي كان سنة 1980. وهكذا نرى أنّ فيروس الإيدز ينتشر بسرعة بين الناس في كل أنحاء العالم.
وشهدت مستشفى المنصورة الدولى بمحافظة الدقهلية، حالة من الذعر والخوف بين الأطباء وعدد من الممرضات بقسم الجراحة، بعد اكتشاف إصابة أحد الحالات المحتجزة منذ 15 يوما بالقسم بمرض الإيدز، وهو ما دفعهم للمطالبة بتوقيع الكشف الطبى عليهم وإجراء التحاليل اللازمة لهم لبيان انتقال العدوى بالإصابة بفيروس الإيدز من عدمه.
تعود تفاصيل الواقعة عندما استقبلت مستشفى المنصورة الدولى مريض يدعى «ا ا ق 38 سنة» لاصابتة بجرح نافذ في الفخذ وبعد بعد اجراء بعض التحاليل اللازمة إكتشفت المستشفى أنه يعالج من الإدمان منذ فترة كبيرة، وبعد انتشار خبر إصابته بالإيدز تم التنسيق مع مديرية الصحة بالدقهلية، وتم نقله إلى مستشفى الحميات بالمنصورة لاستكمال علاجه، ووضعه تحت المراقبة والمتابعة، مضيفًا بأنه تم الاستعلام عن بيانات مطلقته لتوقيع الكشف الطبى عليه ومعرفة إذا كان تم انتقال المرض إليها أم لا وجميع المخالطين له.
وقالت إحدى الممرضات القسم تعامل مع الحالة كمريض عادى وبدون أى تحفظات أو إجراءات وقائية مشيرة إلى أنه مصاب بجرح كبير أعلى الفخذ وكانت حالته سيئة، ودخل غرفة العمليات وعلى الفور أجريت جراحة عاجلة له وخرج من العمليات إلى العناية المركزة، ومنه إلى غرفة المرضى.
وتابعت الممرضة :«وفوجئنا بأحد قيادات مديرية الصحة بالدقهلية يخبر أحد الأطباء بإصابة المريض بالإيدز، وبدأ الخبر ينتشر بين العاملين والممرضات، وطالبنا من المسئول تصوير الورقة التى تؤكد إصابته فرفض».
وأشارت إحدى الممرضات بالمستشفى، إلى أن عددا كبيرا من العاملين توجهوا إلى المعمل فى المستشفى وطلبوا بعمل تحاليل لهم، فيما اشترط المسئولون الحصول على موافقة مدير المستشفى أولا لأن هذه التحاليل سيترتب عليها تكاليف مالية.
ومن جانبه، قال هشام مسعود مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية صحة الدقهلية، أن العاملين في المستشفى اتخذوا كافة الإجراءات اللازمة، وارتدوا الواقيات لحماية أنفسهم من العدوى، مشيراً إلى أن «الإيدز»، هو مرض نقص المناعة، ومثله ككثير من الأمراض الفيروسية، التي يتعاملون معها، ومن حق أي مصاب به أن يعالج في مستشفيات الدولة، كأي مريض آخر، وله احترامه وخصوصيته.
وأضاف «مسعود »، أنه تم اكتشاف المرض أثناء كشف الحالة داخل المستشفى، لوجود التهاب خلوي في جلدة وأثبتت التحاليل أنه مصاب بفيروس نقص المناعة «الإيدز».
وأضاف «مسعود»:«لابد أن يقوم الإعلام بدوره في نشر الثقافة بين المواطنين، وليس العمل علي إثارة المواضيع، مثل موضوع مرض الإيدز، فنحن نتعامل مع المريض كأي مريض آخر، فهناك عدد من المعايير التي نستخدمها في مكافحة العدوي، ويقوم بها الطبيب والممرضين والفنيين والعمال بكافة مستشفيات الدقهلية».
وتابع «مسعود»:«هناك عدد كبير من وحدات علاج الفيروسات، التي تتبع معايير مكافحة العدوى، ولكن لا أعلم سر اهتمام الإعلام بمرضي الإيدز»، موضحًا:«فيروس بي أخطر 10 مرات من فيروس الإيدز، فلماذا لا يقوم الإعلام بإثارة الضجة حول المواطنين المصابين بفيروس بي».