أكبر حي عشوائي حضري أفريقي.. سوق خضار كيني يعتمد العملات المشفرة وسيلة دفع

الأحد، 15 يونيو 2025 10:51 ص
أكبر حي عشوائي حضري أفريقي.. سوق خضار كيني يعتمد العملات المشفرة وسيلة دفع

فيما يُعرف على نطاق واسع بأنه أكبر حى عشوائى حضرى فى أفريقيا، تنتشر أكشاكٌ نموذجية لبيع الخضراوات، لكن ما يُميّزها هو قبولها للبيتكوين كوسيلة دفع، حيث يستخدم حوالى 200 شخص بيتكوين فى غرب سويتو، وهو حى من أحياء كيبيرا العشوائية فى العاصمة الكينية نيروبى. ويُعدّ هذا جزءا من مبادرة لتوسيع نطاق الخدمات المالية لتشمل إحدى أفقر مناطق البلاد وأقلّها شمولا بالخدمات المصرفية.

يُجادل مُناصرو هذه المبادرة بأنّ اعتماد العملات المشفرة يتماشى مع مبادئ بيتكوين كتقنية ديمقراطية سهلة المنال، لكنّ الخبراء يُحذّرون من أنها تنطوى أيضا على مخاطر كبيرة، حيث أُطلقت بيتكوين إلى غرب سويتو بواسطة شركة أفريبيت أفريكا، وهى شركة كينية للتكنولوجيا المالية، من خلال مبادرتها غير الربحية التى تهدف إلى تعزيز الشمول المالى، بحسب ما ذكر موقع dailystar.

فى كثير من الأحيان، لا تتاح لسكان كيبيرا فرصة تأمين حياتهم بمدخرات منتظمة، كما صرّح رونى مداويدا، المؤسس المشارك لـ "أفريبيت أفريقيا"، وهو عامل مجتمعى سابق: مع بيتكوين.. لا يحتاجون إلى وثائق لفتح حساب مصرفى.. ما يوفر لهم أساس الحرية المالية".

أُطلقت بيتكوين، أول وأكبر عملة مشفرة، عام 2009 عقب الأزمة المالية العالمية كأصل رقمى لامركزى يمكن استخدامه كوسيلة دفع بديلة، واكتسبت هذه العملة استخداما واسع النطاق كمخزن للقيمة، أشبه بالذهب الرقمى، وقد استقطبت بيتكوين مؤيدين متحمسين مع ارتفاع أسعارها بنسبة تقارب 1000% خلال السنوات الخمس الماضية، ومع ذلك، فإن تقلبها وغياب التنظيم يُثيران المخاوف.

التعامل بعملات مشفرة فى سوق كيني
التعامل بعملات مشفرة فى سوق كيني

أدخلت "أفريبيت أفريقيا" بيتكوين إلى غرب سويتو فى أوائل عام 2022، مقدمة منحا قائمة على العملات المشفرة لجامعى القمامة المحليين، غالبا ما تدعمها الجمعيات الخيرية، وتتكون هذه المجموعات من عشرات الشباب، الذين يعتقد مداويدا أنهم أكثر استعدادا لتبنى التقنيات الجديدة.

بعد قضاء يوم واحد فى جمع القمامة، يتلقى العمال أجرا على شكل بضعة دولارات من عملة بيتكوين، وتقدر منظمة أفريبيت أفريقيا أنها ضخت حوالى 10 آلاف دولار فى المجتمع، حيث يعمل جامعو القمامة كقنوات رئيسية لنشر عملة بيتكوين فى غرب سويتو، حيث يكسب الكثير من الناس دولارا واحدا تقريبا فى اليوم، والآن، يمتلك عدد قليل من السكان المحليين الآخرين عملة بيتكوين، ويقبل بعض أصحاب المتاجر وسائقى الدراجات النارية مدفوعات العملات المشفرة.

يشعر أونيسموس مانى، 30 عاما، وهو جامع قمامة، بأن أمواله فى محفظة بيتكوين أكثر أمانا من النقد نظرا لمخاوفه من الجرائم، ويستفيد بعض البائعين من مزايا العملات المشفرة، مثل دوتيا أنيم من كشكها المزدحم لبيع الخضراوات، والتى أفادت أن حوالى 10% من زبائنها يدفعون بالبيتكوين.

تقول: "أحبها لأنها رخيصة وسريعة ولا تتطلب أى تكاليف معاملات، عندما يدفع الناس بالبيتكوين، أوفر هذا المال وأستخدمه نقدا لشراء الخضراوات"، لكن هذه اللعبة عالية المخاطر لفتت انتباه على حسين قاسم، خبير التكنولوجيا المالية ورئيس تحالف التكنولوجيا المالية فى كينيا، حيث حذّر: "فى أصول شديدة التقلب مثل البيتكوين، يُعدّ هذا تعريضا مفرطا للمخاطر.. لا أستطيع تحمل خسارة 80% من ثروتى.. ماذا عن رجل فى كيبيرا.. أنتم تُعرّضون مجتمعا ضعيفا لنظام بيئى وخدمات مالية لا يستطيعون بالضرورة تحمل تكلفتها".

لا يُبدى قاسم اقتناعا بفائدة البيتكوين فى كيبيرا، مُشيرا إلى التقلبات الحادة فى أسعاره واحتمالية إلغاء مزايا الرسوم المنخفضة، بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب التنظيم يعنى غياب أى من شبكات الأمان المالى المعتادة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق