الفرق الأهم بين النوعين يكمن في الهدف من تصنيعهما وتشغيلهما:
درونز التصويرتُستخدم لأغراض مدنية، مثل التصوير السينمائي، تغطية الفعاليات، إنتاج المحتوى الرقمي، والتوثيق السياحي، مثال: DJI Mavic – طيارة صغيرة بكاميرا عالية الدقة، ويمكن استخدامها فى:
التصوير الفوتوغرافي والفيديو: لإنتاج محتوى سينمائي وإعلاني عالي الجودة.التفتيش والمراقبة المدنية: فحص خطوط الكهرباء، أنابيب النفط، وحالة المباني.الزراعة الدقيقة: مراقبة المحاصيل وتحديد أماكن المشاكل.رسم الخرائط والمساحة: إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمناطق.الاستخدام الترفيهي: هواية شائعة للتحليق واستكشاف الأماكن من الأعلى.

تُطوّر خصيصًا لأغراض استخباراتية أو قتالية، مثل تنفيذ غارات جوية، مراقبة تحركات العدو، أو تحديد الأهداف بدقة عن بعد، مثال: Bayraktar TB2 التركية، أو MQ-9 Reaper الأمريكية.
فعلى النقيض تمامًا، تقف "الطائرات المسيرة العسكرية" أو ما يُعرف بـ "UAVs" (Unmanned Aerial Vehicles) كأدوات استراتيجية في الترسانات العسكرية حول العالم.
هي ليست مجرد كاميرات طائرة، بل منصات استخباراتية وهجومية متكاملة. "الدرون العسكري غيّر قواعد اللعبة في ساحة المعركة، أصبحنا قادرين على جمع معلومات استخباراتية دقيقة جدًا وتنفيذ ضربات جراحية دون تعريض حياة الطيارين للخطر"، يوضح لواء متقاعد في القوات المسلحة المصرية فضل عدم ذكر اسمه، وتتجسد مهامها في:
الاستطلاع والمراقبة (ISR): رصد تحركات العدو وجمع المعلومات الاستخباراتية.تحديد الأهداف (Targeting): مساعدة القوات البرية في توجيه نيران المدفعية أو الضربات الجوية.الهجوم والتسليح: حمل صواريخ وقنابل موجهة لضرب أهداف محددة.الحرب الإلكترونية: التشويش على أنظمة اتصالات العدو.نقل الإمدادات: في بعض الحالات، تُستخدم لنقل الإمدادات للمناطق النائية أو الخطرة.

درونز التصوير مزودة بكاميرات عالية الدقة: GPS، وحساسات لتفادي العقبات، وتُدار غالبًا من خلال جهاز تحكم أو تطبيق على الهاتف المحمول.
أما الطائرات المسيّرة العسكرية: فتُزوّد بتجهيزات متقدمة تشمل كاميرات حرارية، أنظمة توجيه بالليزر، رادارات عسكرية، أجهزة تشويش إلكتروني، بالإضافة إلى قدرتها على حمل ذخائر أو صواريخ.
ثالثًا: المدى وزمن التحليق — من دقائق إلى أيام
الفرق في المدى وزمن التحليق يعكس الفجوة الكبيرة في القدرات:
درونز التصوير غالبًا ما تطير لمسافة لا تتجاوز 10 كيلومترات، وبزمن تحليق يتراوح بين 20 و40 دقيقة في المتوسط، ويمكن التحكم بها غالبًا بالريموت أو الموبايل.

في المقابل، تصل بعض المسيرات العسكرية مثل MQ-9 Reaper الأمريكية إلى مدى يتجاوز 1800 كيلومتر، ويمكنها البقاء في الجو لأكثر من 24 ساعة متواصلة، وغالبًا يمكن التحكم بها عبر الأقمار الصناعية أو أنظمة مستقلة، وهي مزودة برادارات، صواريخ، كاميرات حرارية، نظم تشويش، تخفي راداري.

رابعًا: التكلفة — فجوة مالية ضخمة
تُعد التكلفة عاملًا فاصلًا في تصنيف الدرونز:
درونز التصوير متاحة بأسعار تبدأ من 300 دولار وتصل إلى 5000 دولار في النسخ الاحترافية.
أما الطائرات العسكرية، فيتراوح سعرها من مئات آلاف الدولارات إلى عشرات الملايين؛ على سبيل المثال، تبلغ تكلفة الطائرة "بيرقدار TB2" التركية نحو 5 ملايين دولار، بينما تصل تكلفة "ريبر" الأمريكية إلى أكثر من 30 مليون دولار.

خامسًا: القوانين والضوابط — الاستخدام المشروط
في معظم دول العالم، يُسمح باستخدام درونز التصوير وفق تراخيص محددة، خاصة في المناطق الحضرية أو قرب المنشآت الحساسة.
بينما يُحظر امتلاك أو تشغيل طائرات مسيرة عسكرية من قبل الأفراد، ويقتصر استخدامها على الجيوش والأجهزة الأمنية، ضمن عمليات تخضع للقانون الدولي والاتفاقات العسكرية.