كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد، حول التغيرات الجزيئية المرتبطة بالشيخوخة، عن أن البشر يمرون بمنعطفين جذريين نحو التقدم في العمر، الأول في متوسط عمر 44 عامًا، والثانى في متوسط عمر 60 عامًا.
وبحسب الدراسة التي نشرها موقع "Science alert" أن الشيخوخة عملية معقدة، وترتبط بتزايد مخاطر الإصابة بالأمراض من جميع الأنواع، يبدو أن منتصف الأربعينيات وأوائل الستينيات من العمر يحدث فيهما تغيرات جذرية.
تفاصيل الدراسة
وتهدف الدراسة للتحقيق في بيولوجيا الشيخوخة لفهم التغيرات التي تحدث وكيفية حدوثها بشكل أفضل، بهدف التخفيف من الأمراض المرتبطة بتلك المرحلة وعلاجها بشكل أفضل، وقام الباحثون بتتبع مجموعة مكونة من 108 أشخاص بالغين، كانوا يتبرعون بالعينات البيولوجية كل بضعة أشهر على مدى عدة سنوات.
ولاحظ الباحثون أنه في بعض الحالات، مثل مرض الزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية، لا يرتفع الخطر تدريجيًا مع الوقت، بل يتصاعد بشكل حاد بعد سن معينة، لذلك أرادوا إلقاء نظرة فاحصة على المؤشرات الحيوية للشيخوخة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد التغيرات المرتبطة بها.
وباستخدام عينات من مجموعتهم، تتبع الباحثون أنواعًا مختلفة من الجزيئات الحيوية، تشمل الجزيئات المختلفة التي درست الحمض النووي الريبوزي (RNA)، والبروتينات والدهون، وتصنيفات ميكروبيوم الأمعاء والجلد والأنف والفم، بإجمالي 135,239 سمة بيولوجية.
وقدّم كل مشارك ما معدله 47 عينة على مدار 626 يومًا، بينما قدّم المشارك الأقدم خدمة 367 عينة، نتج عن هذه الكمية الهائلة من البيانات أكثر من 246 مليار نقطة بيانات، قام الباحثون بمعالجتها بعد ذلك، بحثًا عن أنماط في التغييرات.
نتائج الدراسةأوضح البحث أن هناك تغييرًا واضحًا للغاية في وفرة العديد من أنواع الجزيئات المختلفة في جسم الإنسان في مرحلتين متميزتين، كما أن حوالي 81% من جميع الجزيئات التي درسوها تغيرات خلال إحدى هاتين المرحلتين أو كلتيهما، وبلغت التغيرات ذروتها في منتصف الأربعينيات، ثم عادت في أوائل الستينيات، مع اختلافات طفيفة في السمات.
وأظهرت ذروة منتصف الأربعينيات تغيرات في الجزيئات المرتبطة باستقلاب الدهون والكافيين والكحول، فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية، واختلالات في الجلد والعضلات، وارتبطت ذروة الستينيات المبكرة باستقلاب الكربوهيدرات والكافيين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلد والعضلات وتنظيم المناعة، ووظائف الكلى.
عادة ما تكون الذروة الأولى في منتصف الأربعينيات، عندما تبدأ النساء في المرور بانقطاع الطمث أو مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، لكن الباحثين استبعدوا ذلك كعامل رئيسي، فالرجال أيضًا يمرون بتغيرات جزيئية كبيرة في نفس العمر.