«البحوث الإسلامية» في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية: خطر يهدد السلم ويستوجب وقفة عالمية حازمة
الأربعاء، 18 يونيو 2025 01:04 م
منال القاضي
يؤكِّد مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، في اليوم الدَّولي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي يوافق 18 من يونيو كل عام، أنَّ هذا الخطاب البغيض يُعدُّ تهديدًا مباشرًا للسِّلم المجتمعي، والتعايُش الإنساني، ويغذِّي العُنف والتمييز بجميع صُوَره؛ ممَّا يجعل مواجهته مسئوليَّةً أخلاقيَّةً وإنسانيَّةً مشتركة.
ويشدِّد المجمع على أنَّ الحفاظ على كرامة الإنسان، أيًّا كان دِينه أو لونه أو عِرقه- واجبٌ لا يقبل التهاون، وأنَّ تزايُد مظاهر الكراهية، لا سيَّما ضد المسلمين في عدد مِنَ الدول الغربيَّة يُنبئ بمخاطرَ متناميةٍ، في ظلِّ تحوُّل بعض المنصَّات الإعلاميَّة والرَّقْميَّة إلى منصَّات تغذِّي هذا الخطاب، وتقوِّض أُسُس التعايُش والسَّلام بين الشعوب.
ويدين المجمع بشدَّة هذا التصاعُد الملحوظ لخطاب الكراهية ضد المسلمين في هذه الدُّول، وما يصاحبه من حملاتِ تشويهٍ وتضليلٍ وترويجٍ للصورة النمطيَّة السلبيَّة التي تنعكس على سياسات الإقصاء والتمييز والعُنف ضد أفراد الجاليات المسلِمة، وتؤدِّي إلى تجريدهم مِن أبسط حقوقهم، وحرمانهم من المساواة والاحترام في مجتمعاتهم، مؤكِّدًا أنَّ هذه الممارسات تتعارض مع مبادئ القانون الدَّولي، وتنتهك القِيَم الأخلاقية التي يفترض أن تشكِّل أساس التعدُّدية والحُريَّة الدِّينيَّة.
كما يُعرِب المجمع عن بالغ قلقه إزاء ما كشف عنه تقرير (المركز العربي لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي) بشأن التصاعُد غير المسبوق في خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين عبر منصَّات التواصل؛ إذْ وثَّق أكثر من 12 مليون منشور تحريضي باللُّغة العِبريَّة خلال عام 2024م، تتضمَّن دعواتٍ صريحةً للعُنف والتشفِّي والتمييز العنصري، في استهداف ممنهَج يتنافى مع أبسط القِيَم الإنسانيَّة والقانونيَّة.
وإزاء هذا الواقع المأزوم، يُشير المجمع إلى أنَّ مواجهة خطاب الكراهية، لا سيَّما ضدَّ الفلسطينيين والمسلمين في بعض الدُّول الغربيَّة- تتطلَّب موقفًا عالميًّا حازمًا يرتقي إلى مستوى المبادئ التي طالما نادت بها الدُّول الداعية للديمقراطيَّة والحُريَّات، والتي بات بعضها اليوم يتواطأ بالصَّمت أو يغضُّ الطرف عن تصاعُد هذا الخطاب الشَّائن، بل تُسهِمُ بعض منصَّاتها الإعلاميَّة والرَّقْميَّة في الترويج له بصورة ممنهَجة، في ظلِّ ما تشهده تلك السَّاحات مِن صعود لافت لتيَّارات اليمين المتطرِّف، وما يصاحبه من تبنٍّ متزايد لسياسات الإقصاء والتمييز؛ وهو ما يستدعي مراجعةً جادَّةً لهذه السياسات، وكَف الدَّعم الضِّمني أو المباشر لأيِّ خطاب يحرِّض على كراهية الإنسان بسبب دِينه أو هُويَّته.