إسرائيل تسعى لتدمير منشأة «فوردو» النووية الإيرانية.. لماذا؟
الأربعاء، 18 يونيو 2025 02:35 م
تسعى إسرائيل الآن إلى تدمير منشأة فورود النووية الإيرانية المحصنة، وحدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، ثلاثة أهداف أساسية للحملة الإسرائيلية على إيران وهي: «القضاء على الأسلحة النووية الإيرانية، وتفكيك محور الإرهاب، وضرب قدرات طهران على إنتاج الصواريخ».
وتدخل عمليات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يومها السادس، فبعد أن نفذت تل أبيب فجر الجمعة الماضية، سلسلة من الغارات الجوية ضد طهران تحت مسمى «الأسد الصاعدة»، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، ردت السلطات الإيرانية فجر السبت الماضي على الهجمات وأطلقت دفعات كبيرة من الصواريخ بعملية أطلقت عليها اسم «الوعد الصادق 3».
وقد أكد نتنياهو، في تصريحات سابقة، أن بلاده ماضية في طريقها نحو النصر، مشددا على أن إسرائيل قادرة على إزالة التهديد الذي تشكله منشأة فوردو النووية الإيرانية. وقال نتنياهو: «هدفنا واضح؛ إزالة تهديد البرنامج النووي الإيراني، وتفكيك برنامج الصواريخ الباليستية، إلى جانب تحقيق أهداف استراتيجية أخرى».
في السياق أيضا، أكد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن قواته بلاده ستهاجم أهدافًا بالغة الأهمية في طهران، مشيرا إلى أن «فوردو» قضية سيتم معالجتها، فماذا نعرف عن جبل إيران النووي المحصن؟
إيران كشفت في سبتمبر 2009 عن منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال بين طهران وقم (وسط) وبعد أن وصفتها بأنها «موقع إنقاذ» في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من هجوم جوي، أعلنت طهران أنه منشأة تخصيب بقدرات عالية، يمكنها استيعاب نحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي.
وتقع المنشأة النووية في أعماق الجبال بالقرب من مدينة قم، شمال إيران، وتضم أجهزة طرد مركزي متطورة تُستخدم لتخصيب اليورانيوم إلى درجات نقاء عالية، وعمقها الدقيق غير معروف علنًا، لكن بعض التقديرات تشير إلى أنه يتراوح بين 80 و90 مترًا.
المنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة، وهي أيضا دليل على قلق إيران الاستراتيجي. وفي منشأة فورد تم اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7% في بداية 2023، وبررت إيران ذلك بأنه «تقلبات غير مقصودة» خلال التخصيب.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير محطة التخصيب التجريبية الإيرانية الأكبر فوق الأرض في نطنز، حسبما قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي لمجلس الأمن يوم الجمعة.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أن طهران أعلنت يوم السبت الماضي، أن فوردو تعرضت لهجوم، رغم أن الأضرار كانت محدودة. ومن المعروف أنه بإمكان إسرائيل إلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من غير المرجح أن تتمكن من تدميره. فهي لا تملك القنابل الثقيلة اللازمة لتدمير منشآت فوردو المحصنة في عمق الجبال.
لذلك قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر إن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك نوع القنبلة اللازمة لضرب منشأة فوردو النووية الإيرانية. وأضاف لايتر، في مقابلة مع قناة «ميريت»: «لكي يتم تدمير فوردو بقنبلة جوية، فإن الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك تلك القنبلة هي الولايات المتحدة، وهذا قرار يتعين على الولايات المتحدة اتخاذه، سواء اختارت اتباع هذا المسار أم لا».
وعلى الجانب الأمريكي، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من سكان طهران مغادرة العاصمة الإيرانية «فورا». وكتب ترامب في منشور على منصة «تروث سوشال»، الإثنين: «كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طلبت منهم توقيعه». وتابع: «يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررت ذلك مرارا وتكرارا». وختم منشوره قائلا: «على الجميع إخلاء طهران فورا».