في ذكرى ثورة 30 يونيو.. فتحت الباب أمام تحولات سياسية وحزبية جديدة
الأحد، 29 يونيو 2025 12:00 م
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وإعادة بناء الثقة بين المواطن والسياسة أحد ثمار التجربة الديمقراطية
سياسيون: انفتاح المجال العام أمام المشاركة الحزبية والسياسية أبرز المكاسب التي تحققت بعد الثورة الشعبية على الإرهابية
تحتفى القوي السياسية خلال هذه الايام بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، التي غيرت وأثرت على الحياة السياسية في مصر، وأبطلت العديد من مخططات الجماعات الارهابية والتي كانت تستهدف الدولة المصرية وتغيير هويتها والدخول بها إلى نفق مظلم من الصراعات، ولقد مثلت 30 يونيو نقطة تحول حاسمة، حيث أعادت تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن والأحزاب، وفتحت الباب أمام تحولات جديدة في العمل السياسي، وأعادت تشكيل المشهد السياسي والحزبي.
وأكد عدد من الاحزاب أن 30 يونيو كانت بمثابة نقطة تحول في المشهد السياسي المصري، وأفسدت مخطط الجماعات الارهابية وعلى رأسها جماعة الاخوان الإرهابية، حيث كانت تستهدف نشر الفوضى والعنف والدخول في حروب أهلية، الأمر الذي عانت منه مصر على مدار سنوات وتعرضت لمواجهة كبيرة من العنف والعمليات الارهابية وخسرت الأرواح والممتلكات، حتى استطاعت القوات المسلحة والشرطة تحقيق الأمن وبدأ عهد جديد من البناء والتنمية.
وتأتي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين ضمن عدد من الكيانات السياسية التي تأسست عقب ثورة 30 يونيو، حيث احتفلت منذ عدة ايام بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيس ذاك الكيان الذى يعمل فيه الجميع تحت سقف واحد من أجل الوطن، ومنذ نشأة التنسيقية التى مارست السياسية بطريقة جديدة بعيدا عن التنابز والتنافر وبمسؤولية كاملة ونضج واضح وإدراك للمرحلة الراهنة للوصولى إلى مواجهة تحديات المواطن والوطن، وضعت لذاتها دستورا سياسيا لا تحيد عنه منذ النشأة ألا وهو "سياسية بمفهوم جديد".
وأكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أنه بعد مرور 12 عامًا على ثورة 30 يونيو، أثبتت الأحداث والتطورات في مصر وفي المنطقة من حولنا والعالم، أن هذه الثورة الشعبية التي ساندتها القوات المسلحة وقيادتها الشجاعة، أنقذت مصر من مصير كان شبه محتوم يشابه ما انتهت إليه الأمور وآلت إليه الأوضاع إلى واقع مأساوي في دول شقيقة، فقدت مقومات الدولة الوطنية، وتشردت شعوبها في بقاع الأرض، وانهارت مؤسساتها، وأصبحت بلا حماية، يتخبط أهلها في حروب أهلية وصراعات داخلية وتدخلات خارجية لم تتوقف، لافتاً إلى أن شجاعة القرار في تلك اللحظة التاريخية بمساندة خروج الشعب لرفض ذلك النظام الذي تسلل إلى قمة السلطة، هذا القرار الشجاع من قيادة جيش مصر الوطني، قد أحبط مؤامرة كبرى كان قد اقترب اكتمالها من أطراف داخلية وخارجية لإغراق مصر في الفوضى والسيطرة عليها، والعبث بمصيرها ومقدراتها وتقسيم شعبها إلى فرق متناحرة.
وأشار رشوان، إلى ان الثورة وضعت مصر على الطريق الصحيح، لحماية الدولة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات، ونشر الاستقرار السياسي والأمني، وإرساء بنية أساسية قوية، وإقامة اقتصاد حقيقي استطاع الصمود في وجه تحديات دولية وإقليمية كبرى غير مسبوقة تعرض لها المجتمع الدولي بكامله طوال السنوات الست الماضية، والتى بدأت بالآثار الاقتصادية لجائحة كورونا ثم التأثير السلبي الممتد للأزمات الجيوسياسية المتتالية كالحرب الروسية الأوكرانية، ثم الحرب في غزة، ثم الحرب الحالية في الشرق الأوسط وما ارتبط بكل ذلك من تحديات في مجال تمويل التنمية والأزمات في التجارة العالمية والملاحق الدولية وغير ذلك من الضغوط التي استطاعت مصر مواجهتها، فضلاً عن الاضطلاع بدورها ومسئوليتها في مساندة قضايا المنطقة والأمة وقبل ذلك حماية أرضها وحدودها ومقدرات شعبها، وامتلاك الأدوات القادرة على ردع كل من تسول له نفسه مجرد التفكير بالمساس بهذا الوطن.
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن ثورة 30 يونيو 2013 مثلت لحظة فارقة في التاريخ السياسي المصري، ليس فقط لأنها أنقذت الدولة من براثن الفوضى والتفكك، بل لأنها أعادت رسم ملامح الحياة السياسية، ووضعت البلاد على طريق إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية، بعد سنوات من التراجع تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي سعت لاختطاف الدولة ومؤسساتها لصالح مشروعها الإيديولوجي.
وأكد فرحات أن أحد أبرز المكاسب التي تحققت بعد الثورة كان انطلاق الأحزاب السياسية من جديد، بعد أن كانت تعاني من التجميد والجمود، وانفتح المجال العام أمام المشاركة الحزبية والسياسية على نحو غير مسبوق وأدركت الدولة، والشعب قبلها، أن وجود أحزاب قوية هو ضرورة لاستقرار الدولة واستمرارها، وأن التنوع السياسي لا يضعف الوطن، بل يعززه ويثريه، وأن الديمقراطية لا تكتمل إلا بتعدد الأصوات والرؤى، مشيراً إلى أنه في أعقاب 30 يونيو شهدت مصر تشكيل قوى سياسية جديدة وعودة أحزاب قديمة بروح أكثر حيوية وارتباطا بالشارع، وهو ما ساعد على إعادة بناء الثقة بين المواطن والسياسة، وخلق أجواء من الحراك الحزبي الحقيقي، الذي اتضح في كثافة المشاركة في الحوارات السياسية والمجتمعية، وتقديم الأحزاب لرؤى وبرامج تعالج التحديات الكبرى التي تواجه الدولة المصرية.
وأوضح فرحات أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة تحرير للمجال العام من قبضة التسلط الإيديولوجي، حيث استعادت مؤسسات الدولة دورها وانحازت المؤسسة العسكرية لإرادة الشعب، فتمكنت من حماية الدولة من الانهيار، وتهيئة مناخ سياسي أكثر استقرارا ساهم في بروز تيارات جديدة وإعادة ترتيب خريطة القوى المدنية في مواجهة التطرف، لافتاً إلى أن ما جرى بعد الثورة لا يمكن فصله عن مشروع الجمهورية الجديدة، الذي يقوم على الشراكة الحقيقية بين الدولة ومؤسساتها من جهة، وبين القوى السياسية والاجتماعية من جهة أخرى، مؤكدا أن الحوار الوطني الذي أطلقته القيادة السياسية هو تجسيد عملي لهذا التوجه، ويعد من أبرز ثمار هذه المرحلة، حيث أتاح الفرصة لكل المكونات للمشاركة في رسم السياسات العامة وتحديد الأولويات الوطنية.
وأكد الدكتور رضا فرحات أن نجاح الحياة السياسية بعد 30 يونيو مرهون بقدرة الأحزاب على تطوير أدواتها، وتعزيز تواصلها مع الشارع، وتوسيع قاعدتها الشعبية، بما يرسخ التعددية ويحفز التنافس الإيجابي، ويضمن تمثيلا حقيقيا لمختلف الفئات، حتى تصبح الحياة الحزبية ركيزة أساسية في نظام سياسي متوازن يعبر عن آمال المصريين وتطلعاتهم في مستقبل مستقر و متقدم.
من جانبه أكد أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو تمثل لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، أعادت تصحيح المسار، واستعادت الدولة المصرية من قبضة جماعة حاولت اختطافها وتزييف إرادتها، لتضع البلاد على طريق الاستقرار والتنمية الحقيقية، وترسي دعائم الجمهورية الجديدة التي تضع المواطن المصري في صدارة أولويات، موضحاً أن هذه الثورة لم تكن فقط انتفاضة شعبية ضد مشروع مشبوه كان يهدف إلى تفكيك مؤسسات الدولة وهويتها الثقافية والدينية، بل كانت بداية حقيقية لميلاد مرحلة سياسية أكثر وعيا ونضجا، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الأحزاب والقوى الوطنية، مشيرا إلى أن 30 يونيو حررت الإرادة الوطنية من محاولات الاستتباع الخارجي، وأعادت الكلمة للشعب، الذي خرج في واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ العالم ليعبر عن رفضه لحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكد عضو مجلس النواب، أن القوات المسلحة المصرية انحازت كعادتها للإرادة الشعبية، لتبدأ بعدها مرحلة بناء صعبة لكن راسخة، تستند إلى الثقة بين القيادة والشعب، وتضع أسس الدولة العصرية القوية، لافتا إلى أن ما تحقق بعد الثورة من مشروعات تنموية ضخمة وإصلاحات هيكلية واقتصادية، لم يكن ممكنا دون إرادة سياسية واضحة، ودعم شعبي حقيقي لمشروع الدولة الوطنية، وشدد على أن الدولة استعادت مكانتها الإقليمية والدولية بفضل السياسات المتزنة التي انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه المسؤولية، موضحا أن المشهد السياسي في مصر شهد تحولات مهمة بعد 30 يونيو، أبرزها استعادة الأحزاب السياسية لدورها في المجال العام، بعدما تم تهميشها خلال عام حكم الجماعة، حيث عادت الحياة النيابية إلى طبيعتها، وجرى تنظيم استحقاقات انتخابية نزيهة وشفافة شاركت فيها مختلف التيارات، كما حرصت الدولة على دعم التعددية الحزبية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية، وهو ما ظهر جليا في إطلاق الحوار الوطني بمراحله المختلفة، وتفعيل أدوات التواصل بين السلطة التنفيذية والقوى المجتمعية والحزبية، مشددا على أن المشهد السياسي الآن يسير نحو مزيد من المؤسسية والنضج، وهو ما ينعكس في مستوى الأداء البرلماني والتشريعي خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن ثورة 30 يونيو تمثل محطة فارقة في حياة الشعب المصري، وجاءت بعد حرص واختيار شعبٍ مقتدر قرر الحفاظ على الدولة والهوية الوطنية، ورفض مشروعًا مهددًا لمؤسسات الدولة وللتماسك الاجتماعي، لافتاً إلى أن الملايين الذين خرجوا في تلك اللحظة التاريخية أثبتوا أن الوطن فوق كل الاختلافات، وأن عزيمة الشعب كانت أقوى من محاولات جماعة الإخوان في اختطاف المشروع الوطني وتكرار تجربة الهدم والاستقطاب.
وأوضح رئيس حزب الإصلاح والنهضة أن الجيش الوطني انحاز لإرادة الشعب في اللحظة الحاسمة، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة أسّست لوحدة وطنية حقيقية، وسُدّت فيها السبل أمام النفوذ المتطرف، ليُشرع باب بناء دولة كبرى مؤثرة وإقليمياً ودولياً، مؤكداً على ضرورة التمسك بأهداف ثورة 30 يونيو، وأهمية دعم القيادة السياسية وقيادة المؤسسات لاستكمال مسيرة التنمية والاستقرار، مؤكدًا أن التلاحم الشعبي مع الدولة هو الضمانة الحقيقية لعبور كل العقبات وتحقيق مستقبل يليق بأحلام وتطلعات المصريين.
وأكد الكاتب الصحفي معتز الشناوي، المتحدث الرسمي لحزب العدل، أن 30 يونيو هي ذكرى فارقة يجب أن تُقرأ في سياقها التاريخي، وأن تظل بوابة لمستقبل أكثر انفتاحا وتعددية وعدالة اجتماعية، موضحاً: نستذكر هذا اليوم كحدث محوري في التاريخ السياسي المصري الحديث، بعد أن شكل نقطة فاصلة في علاقة المواطن بالدولة ومطالب التغيير والإصلاح، فقد استطاع الشعب بإرادته تغيير الواقع ليرسم ملامح المستقبل وفق رؤاه.
وأشار المتحدث الرسمي لحزب العدل، إلى أن 30 يونيو صرخة شعبية واسعة في وجه محاولات إرهابية لاختطاف الوطن، بعيدا عن التعددية السياسية والاستحقاقات الديمقراطية، بعد ثورة ٢٥ يناير، وجسدت الصرخة قوة الشارع وكيف نجحت الإرادة الشعبية في استعادة الدولة المدنية.