جمال رائف: بيان 3 يوليو أنقذ الدولة وأعاد لمصر هويتها الوطنية
الخميس، 03 يوليو 2025 08:45 م
أكد الكاتب الصحفي جمال رائف أن بيان الثالث من يوليو 2013 مثّل خريطة إنقاذ للدولة المصرية من مسار كان يهدد كيانها، ويؤسس لحكم يقوم على الميليشيات والأيديولوجيات المتطرفة، مشددًا على أن هذا البيان التاريخي وضع مصر على طريق الدولة المدنية الحديثة، القائمة على المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية.
وقال رائف، خلال مداخلة على قناة إكسترا نيوز، إن البيان لم يكن مجرد إعلان سياسي، بل لحظة فارقة في عمر الوطن، جاءت تتويجًا لخروج الملايين في ثورة 30 يونيو دفاعًا عن هوية الدولة، مضيفًا: "ما حدث في الثالث من يوليو لم يكن انقلابًا على الحكم، بل كان انحيازًا كاملًا لإرادة شعب أراد أن يسترد دولته من براثن جماعة إرهابية أرادت خطفها وتفكيكها من الداخل."
وأضاف رائف أن الجماعة التي حكمت مصر لمدة عام حاولت تفكيك الدولة وتقسيم المصريين على أسس طائفية وأيديولوجية، وكان هدفها تأسيس نظام موازٍ يُقصي مؤسسات الدولة لصالح فكر متطرف، وهو ما رفضه المصريون، وواجهوه بثورة حقيقية.
وأوضح أن جميع القوى الوطنية والدينية والاجتماعية والسياسية اصطفت خلف الجيش المصري ومؤسساته الوطنية، ما أدى إلى ولادة ما أسماه بـ"الجمهورية الجديدة"، مشيرًا إلى أن الدولة الجديدة تسع الجميع، باستثناء الإرهابيين والمتطرفين.
وفي حديثه عن رمزية الثالث من يوليو، شدد رائف على أن العلاقة الخاصة بين الشعب والجيش كانت حاسمة في نجاح الثورة، حيث استجابت القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك لصوت الجماهير، ليبدأ تنفيذ خارطة طريق سياسية وتنموية شاملة.
وأشار إلى أن هذا المسار لم يكن سهلًا، بل كان محفوفًا بالتحديات، وعلى رأسها الإرهاب ومحاولات بث الفوضى، إلا أن الشعب صمد، وكان الجيش درعه الواقي، مما أدى إلى إعادة الاستقرار وبناء مؤسسات قوية.
وتابع رائف: "في الوقت الذي خاضت فيه مصر معركة ضد الإرهاب والتطرف، كانت الدولة تضع لبنات التنمية والبناء في كل القطاعات، من مشروعات اقتصادية ضخمة، إلى إصلاحات اجتماعية ومؤسساتية واسعة."
وأكد أن ثورة 30 يونيو، وبيان الثالث من يوليو، أعادا لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، وسط منطقة تموج بالاضطرابات، موضحًا أن السياسة الخارجية المصرية استعادت توازنها، وأصبحت الدولة نموذجًا في الاستقرار وسط محيط مضطرب.
وعند سؤاله عما كان يمكن أن يحدث لو لم تقم ثورة 30 يونيو، قال رائف: "يكفي أن ننظر حولنا لنُدرك المصير الذي كان ينتظر مصر. كانت البلاد على وشك التحول إلى دولة ميليشيات، وفقدان مؤسساتها، والغياب الكامل عن الخريطة الدولية."
واختتم رائف حديثه بالتأكيد على أن شعب مصر حسم مصيره بإرادته، رافضًا الانجرار إلى الفوضى، وأن بيان الثالث من يوليو لم يكن نهاية مرحلة فقط، بل بداية لميلاد وطن جديد، أكثر صلابة وثباتًا.