اللواء محمد إبراهيم الدويرى لـ"صوت الأمة": الحرب الإسرائيلية الإيرانية كانت مواجهة عسكرية حتمية.. والقضية الفلسطينية الضحية الأولى

الأحد، 06 يوليو 2025 09:00 ص
اللواء محمد إبراهيم الدويرى لـ"صوت الأمة": الحرب الإسرائيلية الإيرانية كانت مواجهة عسكرية حتمية.. والقضية الفلسطينية الضحية الأولى
أمل غريب

الاتفاقات الإبراهيمية انتقلت من التخطيط والطموح إلى التمهيد الحقيقي للتنفيذ.. والدول المؤثرة تتصدى لدخول الشرق الأوسط العباءة الإسرائيلية

التوجهات والسياسات السورية الجديدة تؤكد أن العد التنازلي للتطبيع السوري الإسرائيلي بدأ.. واستبعد انضمام إيران

المنطقة ستظل مجالاً للصراع والتنافس الدولي لثرواتها الطبيعية والموقع الاستراتيجي والتحكم في أهم الممرات المائية الدولية

مصر ستظل عصية على أي مخطط يهدد أمنها القومي.. وتسليح الجيش بأحدث الأسلحة رؤية استراتيجية عميقة

فى الوقت الذى عاد فيه الحديث مجدداً عن خطة "الشرق الأوسط الجديد" في أعقاب الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة وما سبقتها من تحييد إسرائيلى لما يسمى بأذرع إيران في المنطقة، وأيضاً تسارع وتيرة العمل نحو أنضمام دول أخرى إلى اتفاقات إبراهيم، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، يرى اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن المنطقة بالفعل مقبلة على تغيرات كثيرة، وأن ما يحدث في المنطقة ونراه ماثلاً أمام أعيننا حالياً، هو عبارة عن مخطط أو مشروع انتقل من كونه كان حبيساً في الأدراج لفترة طويلة، إلى الخروج لمرحلة التنفيذ المتدرج، وهدفه الرئيسى العمل على دمج إسرائيل بالمنظومة الإقليمية سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من المجالات، بحيث يصبح الشرق الأوسط بمثابة مساحة كبيرة، تتحرك فيها إسرائيل بحرية تامة وتتميز وتهيمن بدعم أمريكي.

من هذه الرؤية، يحلل اللواء محمد إبراهيم الدويرى، أسباب استمرار سخونة الأحداث في الشرق الأوسط، وكيف تتأثر دول المنطقة بما يحدث، مؤكداً أن الشرق الأوسط، سيظل بما يحتويه من ثروات طبيعية هائلة، وموقع استراتيجي متميز، مجالاً للصراع والتنافس الدولي، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى نقطة مهمة، وهى ان القضية الفلسطينية هي أكثر الخاسرين مما يحدث اليوم في المنطقة.

في حواره مع "صوت الأمة" يضع "الدويرى" يديه على تفاصيل ما يحدث، ونقاط القوة والضعف في الشرق الأوسط، مستشرفاً معنا من خلال قراءة واقعية للاحداث وإمكانيات بل وطموحات كل طرف، شكل الشرق الأوسط، وكيف تقف مصر حامية للأمن القومى العربى، في ظل كل هذه التوترات والاشتباكات.

وإلى نص الحوار..

في البداية، كيف قرأت الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة وتأثيراتها على مستقبل المنطقة سياسيا وأمنيا وعسكريا؟

من المؤكد أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، كانت مواجهة عسكرية حتمية، إلا أنها كانت مؤجلة إلى أن تحين الظروف المناسبة لإسرائيل، لبدء الحرب، خاصة عقب نجاحها في الضرب المسبق للقدرات العسكرية لما يسمى بالأذرع الإيرانية في المنطقة، ولاسيما حركة حماس الفلسطينية وحزب الله بالجنوب اللبناني، والحوثيين في اليمن نسبياً، بالإضافة إلى إنهاء التواجد العسكري الإيراني، المؤثر والموسع في سوريا، ولاشك أن نتائج هذه الحرب تصب مباشرة لصالح إسرائيل، ولاسيما فيما يتعلق بالتدمير الذي أصاب المشروع النووي الإيراني، سواء كان تدميراً كبيراً، كما تعلن واشنطن وتل أبيب، أو تأخيره لسنوات طويلة .

 

وهل يمكن أن تكون هذه الحرب بوابة لعودة الحديث مرة أخرى عن الاتفاقيات الإبراهيمية؟.. وهل من المتوقع أن تكون إيران جزء من هذه الاتفاقيات؟

يقودني الحديث عن الاتفاقات الإبراهيمية إلى قول أن هذه الاتفاقات قد انتقلت من مرحلة المخططات والطموحات، إلى طور التمهيد الحقيقي لتنفيذها واقعياً، وذلك من خلال العمل على توسيعها حتى تضم بعض الدول العربية الهامة، بطريقة متدرجة، مع استبعادي التام لأن تنضم دولة مثل إيران إلي هذه الاتفاقات على الأقل في المدى المنظور .

 

الحديث يدور الأن عن أن سوريا ستدخل قريبا في اتفاق تطبيع مع إسرائيل.. هل تتوقع حدوث ذلك؟.. وما تأثيره على الأمن الإقليمي والقضية الفلسطينية تحديدا؟

أرى كافة المعطيات تشير إلى أن هناك تغيراً استراتيجياً قد حدث في الوضع السوري، ليس فقط في بنية النظام السياسي عقب سقوط حكم بشار الأسد، لكن أيضاً داخل التوجهات والسياسات السورية ذاتها، على المستويين الإقليمي والدولي إلى الحد الذي يمكن التقدير معه، بأن العد التنازلي للتطبيع السوري الإسرائيلي قد بدأ بالفعل، ولكنه سوف يتطلب بعض الوقت من أجل بلورة الإجراءات المطلوبة لوضع هذا التطبيع موضع التنفيذ، وحل بعض القضايا العالقة، خاصة فيما يتعلق باستمرار احتلال إسرائيل للجولان وبعض المناطق داخل سوريا، بالإضافة إلى وضعية ومستقبل بعض الجماعات المتطرفة المتواجدة على الأراضي السورية .

 

إذا سارت اتفاقيات السلام كما تريد إدارة ترامب.. هل يمكن القول بأن المنطقة باتت ضمن الحزام الإسرائيلي؟

لا يمكن القول أن المنطقة دخلت ضمن الحزام الإسرائيلي مهما كان الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، من أجل أن يجعل منها قوة إقليمية مؤثرة، فالأمر ليس بهذه السهولة كما يتصورها البعض، حيث أن منطقة الشرق الأوسط تتضمن العديد من القوى والدول المحورية التي لا يمكن أن تدخل ضمن ما يسميه البعض بـ (العباءة الإسرائيلية)، لاسيما الدولة المصرية صاحبة حضارة آلاف السنين، والمملكة العربية السعودية والإمارات وتركيا وإيران، فكل دولة من هذه الدول تُعد قوة مؤثرة، لها وضعيتها وشخصيتها ومصالحها وأهدافها واستراتيجيتها، وإذا كان من الطبيعي أن تتعارض بعض أهداف هذه الدول مع السياسات الأمريكية، فبالقطع أنها تتعارض أكثر وأكثر مع السياسات الإسرائيلية العدوانية، والتوسعية المرفوضة .

 

وبرأيك ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع إدارة ترامب؟

لا يجب النظر إلى العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، من منظور ضيق أو أن يتم تقييم هذه العلاقات خلال فترة استثنائية محددة، قد تتسم ببعض مظاهر التوتر الطبيعي بين أي دولتين في العالم، وبالتالي فإن التعامل بين القاهرة وواشنطن، ينطلق من منظور أشمل وأعمق، وهو استراتيجية هذه العلاقات وما تحققه من مصالح لكلتا الدولتين، ومن ثم فإن الأساس الاستراتيجي الذى تم بناؤه عبر عقود طويلة، هو الذي يحمي هذه العلاقة ويطورها، سواء كانت مع الإدارة الديمقراطية أم الإدارة الجمهورية .

 

هل ما يحدث في المنطقة الأن هو إعادة لمفهوم "مخطط تقسيم الشرق الأوسط"؟.. وما هي أبرز الدول أو القوى التي تقف وراء هذا مخطط؟.. ولماذا؟

ليس خافياً على أحد أن ما يحدث في المنطقة ونراه ماثلاً أمام أعيننا حالياً، هو عبارة عن مخطط أو مشروع انتقل من كونه كان حبيساً في الأدراج لفترة طويلة، إلى الخروج لمرحلة التنفيذ المتدرج، وفي رأيي أن الهدف الرئيسي للمشروع هو العمل على دمج إسرائيل بالمنظومة الإقليمية سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من المجالات، بحيث يصبح الشرق الأوسط بمثابة مساحة كبيرة، تتحرك فيها إسرائيل بحرية تامة وتتميز وتهيمن بدعم أمريكي، بل وبقبول من دول المنطقة أو ما يطلق عليه الـ (تطبيع العربي)، وعلينا هنا أن نفرق بين جوهر المشروع وبين إمكانيات ونتائج تنفيذه على الأرض، حيث أن الواقع يقول بأنه لا تزال هناك مساحة واضحة بين النظرية والتطبيق الذى بدأ، ولكنه سوف يأخذ وقتاً رغم كل ما يحدث أمامنا من تطورات متسارعة.

 

وما هي الأهداف الجيوسياسية والاقتصادية خاصة البترول والغاز الطبيعي من وراء إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط؟.. وكيف يمكن أن تستفيد القوى الكبرى من تقسيم المنطقة؟

منطقة الشرق الأوسط، سوف تظل بما تحتويه من ثروات طبيعية هائلة، وموقع استراتيجي متميز، يتحكم في أهم الممرات المائية الدولية، وبالتالي حركة التجارة العالمية مجالاً للصراع والتنافس الدولي، وهو أمر ليس بجديد على المنطقة، ومن ثَم سوف تحرص هذه القوى على أن يكون لها تـأثيراً سياسياً وتواجداً عسكرياً في المنطقة، وذلك ضماناً لمصالحها فقط، وليس لصالح شعوب المنطقة، وبالتالي ففي رأيي أن القوى الكبرى من مصلحتها استمرار المشكلات المثارة حالياً، في المنطقة، ولن تكون حريصة على حلها ما دامت لا تهدد مصالحها .

 

وكيف يتم توظيف الحركات الانفصالية أو القومية أو الطائفية لخدمة مشروع تقسيم الشرق الأوسط؟

مما لا شك فيه، أن أحد العوامل الرئيسية التي تؤدى إلى تسهيل دعم المخططات المشبوهة بالمنطقة، يتمثل في طبيعة الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية، وهي جميعها تعد بمثابة المواد الخام أو بعبارة أدق الوقود الذي تستخدمه القوى الكبرى لخدمة أهدافها ومصالحها، وتفتيت وتقسيم المنطقة، وهنا أتساءل، إذا كانت بعض الأوضاع في المنطقة توفر الفرصة للتدخل الخارجي، بل ترحب به، فكيف إذن أن نوجه اللوم والانتقاد إلى هذه القوى الخارجية فقط؟.

 

هل هناك مؤشرات على وجود سيناريوهات تقسيم جديدة لدول لم تُمس بعد؟

لم يعد سيناريو الشرق الأوسط الجديد، مجرد سيناريو نتوقعه أو نترقبه، بل بدأت مراحله التنفيذية بغض النظر عن طبيعة نتائجه ومتى تتحقق كلها أو جزء منها، وعلينا أن نراجع جيداً، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما أكد أكثر من مرة أن إسرائيل، تغيير وجه الشرق الأوسط، وفى كل الأحوال، فإن واجبنا هو أن نكون على قناعة بأن المشروع –للأسف- يأخذ مساره التنفيذي ولو ببطء، وفي رأيي، أرى أن مواجهة هذا المشروع تتطلب أن نتفهم أولاً أبعاده ومراحله المختلفة، ثم كيفية التعامل معه، أما فيما يتعلق بمصر فسوف أكون متحيزاً للغاية، وأقول أن مصر، سوف تظل عصية على أي مخطط يهدد أمنها القومي، وهى قادرة بفضل الله وشعبها العظيم وقيادتها الوطنية الواعية، على المواجهة والتصدي، بل والتحدي بكل عقلانية وموضوعية وحكمة .

 

كيف تأثرت القضية الفلسطينية بمخططات إعادة تشكيل خريطة منطقة الشرق الأوسط؟

يمكن القول أن القضية الفلسطينية هي الضحية الأولى لكل الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث أن أحد الأهداف الرئيسية للمخططات الجاري تنفيذها، هو تصفية هذه القضية العربية المركزية، وفي رأيي أن الحرب الإسرائيلية على غزة، ساهمت بشكل غير مسبوق في تراجع القضية الفلسطينية، وهنا أقول بكل أسف وأسى، أن المسألة تحولت من كونها قضية سياسية وشعب صامد يناضل ويبحث عن استقلاله من احتلال غاشم، إلى قضية إنسانية تحتاج إلى فترة طويلة، حتى تستعيد وضعيتها المفقودة .

 

وكيف يمكن تفسير المواقف الدولية المتباينة من الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط في ضوء مخططات التقسيم؟

لا تحتاج مواقف القوى الدولية من الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إلى أن نجتهد كثيراً، في تفسيرها، حيث أن كلا من هذه القوى لا يهمها إلا تحقيق مصالحها الاقتصادية والعسكرية فقط، وللأسف الشديد فإن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط أصبحت تمثل بيئة خصبة لهذه القوى، لأن تتواجد وتتحكم وتؤثر في المنطقة .

 

هل يمكن منع تنفيذ مثل هذه المخططات في المستقبل؟.. على سبيل المثال بناء مشروع عربي موحد لحماية الأمن القومي وتفادي إعادة رسم الحدود بالقوة؟

بالرغم من أن الصورة شديدة الرمادية التي تتسم بها الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، والمخططات الجاري تنفيذها، إلا أن الدول العربية لا تزال تمتلك من الوسائل والأدوات التي تمكنها من المواجهة الناجحة التي تتطلب ثلاثة محددات رئيسية، الأولى أن يكون الجميع على قناعة بأن هذه المخططات المشبوهة، تتعارض فعلياً مع مقتضيات الأمن القومي العربي، بل وستطال كل دولة دون استثناء، أما المحدد الثاني هو تحديد واضح وواقعي للأسس المطلوبة للمواجهة، بينما المحدد الثالث فهو وجوب التنسيق والتعاون العربي الجاد، وتجنب الخلافات بقدر المستطاع على الأقل في المدى المنظور .

 

وما هو دور الشعوب والنخب الفكرية والمجتمع المدني في مواجهة مخططات التفكيك؟

مما لا شك فيه فإن الدور المنوط به للشعوب والنخب الفكرية ومنظمات المجتمع المدني لمواجهة المخططات المشبوهة، يعد دوراً على قدر كبير من الأهمية، ولا غنى عنه في أي وقت، حيث يتكامل تماماً هذا الدور مع ما تقوم به الدولة ومؤسساتها الرسمية، وأعتقد أن مسألة الوعي تعد المهمة الرئيسية للنخب الفكرية، مع ضرورة أن تتحرك من أجل نشر الوعي في كل ربوع الدولة، وتوصيل وشرح التطورات التي نشهدها بكل وضوح وبساطة إلى رجل الشارع، وهنا أؤكد أن الشعب المصري العظيم، سوف يظل حائط الصد الرئيسي أمام أي مخططات، من خلال تماسكه والتزامه ووقوفه صفاً واحداً قوياً، خلف قيادته السياسية.

 

وكيف ساهمت الخبرة المصرية في تكوين رؤية مبكرة لمشروعات التقسيم الحديثة؟

الحديث عن الخبرة المصرية هنا لا يرتبط فقط ببلورة رؤية مبكرة لمواجهة المخططات المشبوهة في منطقة الشرق الأوسط، لكن الأمر يتعلق بالوضع الجيوسياسي للدولة المصرية، والذي مكنها من أن تكون دولة محورية وإقليمية عظمى، تلعب دوراً ملموساً في دعم الأمن والسلام والاستقرار داخل المنطقة، وتعاملت بموضوعية تامة مع كافة الأزمات السابقة والراهنة، كما أنها كانت دائماً لها رؤيتها التي ثبتت صحتها وسلامتها بمرور الوقت.

 

كيف استُخدمت تقارير أجهزة الأمن القومي في تحذير صُنّاع القرار من سيناريوهات التقسيم؟

مما لا شك فيه، فسوف يظل الدور المصري أساسياً وضرورياً، من أجل إحباط المخططات التي تهدف إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط، حيث أن الدولة المصرية المحورية، قادرة على تجميع المواقف العربية كلها حول مبدأ رئيسي، يسمى الحفاظ على الأمن القومي العربي، وعلى العرب أن يعلموا أن هذه المخططات لن تنتظر أحداً، بل أنها سوف تتحرك في مسارها وتطرق باب كل دولة، كما أنها يمكن أن تحقق أهدافها إلا في حالة واحدة فقط، وهي قدرة العرب على المواجهة، وهو ما يتطلب موقفاً عربياً أكثر إدراكاً وقوة وصلابة، عن ذي قبل.

 

برأيك، كيف أثّر كشف المخطط على أولويات الأمن القومي المصري، خاصة في ملفات ليبيا وسوريا والعراق؟ وما الإجراءات التي اتخذتها مصر لتأمين حدودها؟

يمثل الحفاظ على الأمن القومي المصري وحمايته من أي مهددات داخلية أو خارجية، الأولوية الأولى للدولة المصرية في كل وقت، ولا شك أن كل من يلقى نظرة على المحيط الراهن بمصر، سوف يجد أن هذا المحيط يعد ترجمة واقعية لمعنى كلمة "الإقليم المضطرب"، الذب نعيش فيه سواء فى ليبيا أو السودان أو غزة أو البحر الأحمر أو القرن الأفريقي وصولاً للسد الإثيوبي، أما الأمر الذى يجب أن أشير إليه هنا، هو أن لدينا جيش وطني مصنف عالمياً، وقادرً على حماية حدودنا على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، سواء الشرقية أو الغربية أو الشمالية أو الجنوبية، وبالتالي فإن عملية تسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة كانت تمثل رؤية استراتيجية عميقة .

 

اذا انتقلنا إلى سياساتنا الخارجية، كيث وظّفت القاهرة علاقاتها مع القوى الكبرى (روسيا، الصين، فرنسا) للحصول على دعم سياسي لرفض إعادة رسم الحدود؟

لاشك أن العلاقات المصرية المتميزة، على المستويين الإقليمي والدولي، تساهم بقدر كبير في أن تكون مصر في طليعة الدول القادرة على مواجهة المخططات المشبوهة داخل منطقة الشرق الأوسط، والحصول على كل الدعم الخارجي المطلوب لهذه المواجهة، ومن ثَم فإن التوظيف المميز للعلاقات المصرية الخارجية والدور الذي تقوم به الإدارة المصرية في دعم استقرار المنطقة، أصبح أحد أهم أدوات مواجهة مثل هذه المخططات .

 

ما السيناريوهات المحتملة لتطوّر الدور المصري خلال السنوات الخمس المقبلة مع تجدد مخططات التقسيم؟

مما لا شك فيه، فإن الموقف المصري لا يحتاج إلى أن نتحدث عن سيناريوهات متعددة، بشأنه خلال المرحلة المقبلة، حيث أننا نتحدث عن سيناريو واحد أو موقف مصري ثابت وواضح للغاية، وهو أننا نتعامل مع جميع دول العالم من منطلق الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، والتحرك مع الجميع من أجل أن تكون منطقة الشرق الأوسط يسود فيها الأمن والسلام والاستقرار، ومن المؤكد أنه لن يتحقق ذلك، إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن تتوقف إسرائيل عن مخططاتها غير المشروعة، وتعلم أن اندماجها في المنطقة لن يتحقق بالقوة العسكرية، لكن من خلال إعادة الحقوق المشروعة لأصحابها والانسحاب النهائي من المناطق التي تحتلها في كلا من قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى ضرورة أن تعلم إسرائيل، أن مخطط تهجير سكان غزة إلى مصر، هو أمراً مرفوضاً، ونحن قادرون على التصدي له بكل الوسائل .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق