قمة بريكس.. دعوات لوقف إطلاق النار في غزة ورفض حرب ترامب التجارية
الإثنين، 07 يوليو 2025 02:30 م
من حرب غزة للحرب التجارية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أبرز المناقشات على الطاولة فى قمة "بريكس" التى تنعقد فى ريو دى جانيرو ، فى البرازيل منذ توسيع المنتدى ليشمل أحد عشر عضوًا.
ودعا قادة دول مجموعة بريكس إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في قطاع غزة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 22 شهرا فيه، وقالت المجموعة في إعلان مشترك "نحث كل الأطراف إلى الانخراط بحسن نية في مفاوضات إضافية لتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط" في قطاع غزة. كما دعت أيضا إلى "الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وجميع الأجزاء الأخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
من ناحية آخرى ، اقترح رئيس البرازيل لولا دا سيلفا ، خلال اجتماع مجموعة بريكس ، مناقشة إنشاء عملة تجارية بديلة للدولار ، واستراتيجيات تمويل جديدة لدول الجنوب العالمي، وشدد على ضرورة تعزيز هذه المبادرات لمنع تكرار أوجه عدم المساواة الهيكلية والاقتصادية التي ميزت القرن العشرين في القرن الحادي والعشرين.
وحث لولا البنك على العمل كمنصة لتعزيز نموذج تنمية أكثر إنصافا في مواجهة تصاعد الحمائية والأحادية وأزمة المناخ، التي تؤثر بشكل خاص على الاقتصادات الناشئة. وصرح قائلاً: "بنكنا ليس مجرد أداة مالية للدول النامية؛ بل هو دليل على إمكانية بناء هيكل مالي جديد".
نحو استقلال مالي لدول البريكس.
وفي السياق نفسه، أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن أولوية المجموعة تتمثل في بناء هيكل مالي مستقل يسمح لدول البريكس بالانفصال عن الهياكل الغربية. واقترح على وجه الخصوص تعزيز استخدام العملات الوطنية والأصول الرقمية لتقليل الاعتماد على نظام سويفت.
وصرح سيلوانوف قائلاً: "إن وجود نظام مستقل قائم على الأدوات الرقمية هو مفتاح التطور التجاري لدول البريكس"، وفي هذا السياق، دعا أيضًا إلى إنشاء شبكة دفع عابرة للحدود مصممة للالتفاف على القيود التي تفرضها القوى الغربية.
من شأن هذا النظام أن يعزز التجارة بين دول المجموعة، بما في ذلك في نهاية المطاف استخدام العملات المشفرة مثل بيتكوين، مع مراعاة الأطر التنظيمية لكل دولة.
ورفض قادة مجموعة بريكس الحمائية التجارية، لكنهم تجنبوا الصدام المباشر مع دونالد ترامب، الذي كان حاضرًا دائما في الاجتماع.
واختُتم الاجتماع الأول من القمة التي تستمر يومين ببيان ختامي من 126 مادة تناول الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب، وتصاعد العنف في الشرق الأوسط، والإصلاح "العاجل" للأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
في المناقشات الاقتصادية، كان هناك دعم قوي للتعددية ورفض للتدابير الحمائية، بما في ذلك التعريفات الجمركية "العشوائية" والتدابير غير الجمركية.
وصرح قادة مجموعة البريكس في البيان الذي أصدروه في القمة: "إن انتشار التدابير المقيدة للتجارة، سواء في شكل زيادات عشوائية في التعريفات الجمركية والتدابير غير الجمركية، أو في شكل حمائية تحت ذريعة الأهداف البيئية، يهدد بتقليص التجارة العالمية بشكل أكبر".
مع ذلك، لم يُشر البيان إلى ترامب أو الولايات المتحدة، وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء مهلة 9 يوليو التي منحها قطب الأعمال الأمريكي لتطبيق الرسوم الجمركية، بعد التوصل إلى اتفاقيات مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام، بالتزامن مع مفاوضات مع أكثر من اثني عشر شريكا، بما في ذلك الهند.
وجاء في الوثيقة: "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية أحادية الجانب التي تُشوه التجارة".
وصرح البروفيسور باولو بوربا، منسق مجموعة دراسة البريكس في جامعة ساو باولو، لوكالة الأنباء الإسبانية (EFE) بأنه "من المستحسن تجنب المواجهة المباشرة مع ترامب"، الذي سبق أن هدد المجموعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا تجرأت على تحدي هيمنة الدولار.
كما أكد لولا دا سيلفا ، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون حكراً على فئة قليلة، ولا أداة للتلاعب فى أيدي أصحاب المليارات، وسرد إنجازات المجموعة في إعلان ريو دي جانيرو ، مثل آليات زيادة حصص صندوق النقد الدولي للدول النامية، وتمهيد الطريق لإدماج العدالة الضريبية في الأمم المتحدة. قال لولا دا سيلفا إن مجموعة البريكس تُرسل رسالة "واضحة لا لبس فيها" مفادها أن التقنيات الجديدة يجب أن تعمل ضمن نموذج حوكمة "عادل وشامل ومنصف".
وأضاف الرئيس البرازيلي: "لا يمكن أن يصبح تطوير الذكاء الاصطناعي حكرًا على قلة من الدول، ولا أداة تلاعب في أيدي أصحاب المليارات".
وفي هذا الصدد، أيّد المبادرة التي تسعى إلى تحقيق العدالة الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي، واصفًا إياها بأنها "أساسية" لتعزيز النمو الشامل والمستدام، بما يتناسب مع القرن الحادي والعشرين.
انتقادات للحمائية الأوروبية
إلى جانب الولايات المتحدة، وُجهت انتقادات مُبطنة للسياسات البيئية للاتحاد الأوروبي، والتي قد تُقيد تجارة المنتجات الغذائية والزراعية من المناطق التي شهدت إزالة الغابات. في هذا الصدد، رفض الاتحاد "الإجراءات الحمائية الأحادية والعقابية والتمييزية بذريعة المخاوف البيئية، مثل اللوائح المتعلقة بإزالة الغابات"، حسبما جاء في البيان.
كما جددت مجموعة البريكس تأكيد التزامها بتعزيز التجارة بالعملات المحلية بين دول المجموعة الإحدى عشرة، والتي تمثل 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و26% من الصادرات العالمية