وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الشرع الشريف وضع حدودًا صارمة في احترام خصوصيات الآخرين، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم}، مؤكدًا أن هذا السلوك يدخل في أكل أموال الناس بالباطل والاعتداء على ملك الغير.
وأضاف الشيخ كمال أن مجرد محاولة اختراق الشبكة يُعد اعتداءً على الخصوصية والملكية، حتى لو لم يترتب عليه ضرر مادي، لأن الاعتداء في الشريعة لا يباح بمجرد عدم وجود ضرر. واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وقوله أيضًا: "لا ضرر ولا ضرار".
وردًا على من يبررون هذا التصرف بأن الجار لا يستخدم باقته أو يترك الشبكة مفتوحة، شدد كمال على أن "عدم التأثير لا يبيح الاعتداء"، موضحًا بمثال أن ترك شخص لسيارته في الجراج لا يبرر لجاره استخدامها بدون إذنه، حتى لو لم يتضرر. فالأصل أن ملكية الإنسان مصونة، ولا يجوز الانتفاع بها إلا بإذنه الصريح.
وأكد كمال أن الشريعة الإسلامية تحرم كل أشكال الغش والمكر والخداع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار"، ومن ثم فإن اختراق شبكات الإنترنت، أو الاستفادة من ممتلكات الغير بغير إذنه، يظل فعلاً محرماً شرعًا، مهما كانت المبررات أو الأعذار.