ندوة لمناقشة كتاب "عيون العجائب" لـ علي بن تميم ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

الإثنين، 21 يوليو 2025 09:03 م
ندوة لمناقشة كتاب "عيون العجائب" لـ علي بن تميم ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

 
 نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الإثنين، ندوة ثقافية لمناقشة كتاب "عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب"، لمؤلفه الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
 
أدار الندوة محمد غنيمة، رئيس وحدة الوثائق بقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، بحضور الدكتور محمد سليمان، القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس قطاع التواصل الثقافي، والدكتور مدحت عيسى، مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة.
 
 
 
 
4
 

1
 

2
 

3
 
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب محمد غنيمة بالدكتور علي بن تميم، مشيدًا بمشاركته القيمة في المعرض، ومؤكدًا أهمية الكتاب في إعادة اكتشاف جوانب جديدة من شخصية وشعر المتنبي.
 
من جانبه، عبّر الدكتور علي بن تميم عن تقديره لمكتبة الإسكندرية، موجهًا الشكر لإدارتها على الجهد الكبير في تنظيم المعرض، ومهنئًا بنجاح فعالياته.
وأكد أن كتابه جاء ثمرة تأمل طويل في شعر المتنبي، الذي يُعد من أكثر الشعراء الذين كُتبت عنهم الدراسات، ورغم ذلك ما زال جانب كبير من حياته الشخصية مجهولًا.
 
وأوضح بن تميم أن علاقته بالمتنبي بدأت من خلال بيت شعري يعتبره مفتاحًا لفهم ديوانه: "كم قَتيلٍ كما قُتِلتُ شهيدِ.. ببياضِ الطُلى ووردِ الخدودِ"، مشيرًا إلى أن هذا البيت يشكل النواة التي تشع منها بقية قصائد المتنبي.
 
وأضاف أن المتنبي لم يكن فقط شاعرًا، بل مفكرًا سابقًا لعصره، حيث تناول في شعره مفاهيم عميقة عن الواقع السياسي والأخلاق العربية، وقدم تمثيلات غير نمطية للمرأة، وكتب خمس قصائد تُظهر تمكينًا غير مسبوق للمرأة في الشعر العربي الكلاسيكي.
 
وأشار إلى أن الكتاب يستكشف "الاختراعات" الكامنة في شعر المتنبي من خلال 40 بيتًا اختيرت بعناية، تعكس قدرته على إعادة تشكيل الرموز الشعرية التقليدية بقوالب إبداعية جديدة.
 
كما بيّن أن المتنبي كان أول من استخدم مصطلح "الحصان" بدلاً من "الخيل"، وورد هذا اللفظ 15 مرة في ديوانه، ما يُعد ابتكارًا لغويًا لافتًا في زمنه.
 
كما استعرض بن تميم المراحل التاريخية لحياة المتنبي، لافتًا إلى أن وفاته مثّلت نهاية لعدة أنماط شعرية، منها شعر الرثاء.
 
وأكد أن المتنبي حافظ على استمرارية الشعر العربي، وابتكر فن "القول على ظهر الجواد"، وكان معتزًا بنفسه، وكتب عن الشام ومصر والأردن، ما يجعل ديوانه وثيقة أدبية وجغرافية وسياسية فريدة.
 
قال: رغم مرور أكثر من ألف عام على رحيله، لا يزال وهج أبي الطيب المتنبي متّقدًا، يُنير دروب الشعراء والمبدعين في كل عصر، ويمنح تجاربهم عمقًا إنسانيًا متجددًا، فحين يصدح صوت محمود درويش في العصر الحديث، معبّرًا عن لوعة الفقد وحنين الابن بقوله: "أحن إلى خبز أمي"، يتردد صدى هذا الشعور العميق في جنبات قصيدة خالدة للمتنبي كتبها في رثاء جدته، حيث يقول:"أحنُّ إلى الكأس التي شربت بها.. وأهوى لمثواها الترابَ وما ضمّا"، هي ذاتها لوعة الفقد، والشوق المتجذر إلى ماضٍ لا يعود، إلى الجذور التي شكّلت الوعي والهوية، وإلى الأحضان الأولى التي منحت الحياة دفئها الأول.
 
وأضاف أن قدرة المتنبي على تجاوز حدود الحنين الشخصي، وصياغته في قوالب شعرية نابضة بالحياة، تعكس جوهر الشعر الخالد وتحاكي المشاعر الإنسانية المشتركة.
 
وفي مداخلة له، قال الدكتور مدحت عيسى إن كتاب "عيون العجائب" أسهم في تقديم المتنبي من زاوية جديدة، عبر تسليط الضوء على الابتكار في شعره، مضيفًا أن العنوان نفسه جذب القارئ قبل الدخول في محتوى الكتاب، مشيدًا بالرؤية التي يحملها المشروع، والتي تؤسس قراءة حداثية متجددة لشاعر العربية الأكبر.
يذكر أن كتاب "عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب" يركز على فكرة الإبداع والابتكار في شعر المتنبي، يختار الكتاب 40 بيتاً من شعر المتنبي ليدرس من خلالها مفهوم الاختراع في شعره، وكيف ساهم ذلك في مكانته المرموقة بين شعراء عصره.
 
يركز الكتاب على دراسة مفهوم الاختراع في شعر المتنبي، وكيف استطاع أن يبتكر معانٍ وصورًا جديدة لم يسبقه إليها أحد من الشعراء، ويساهم الكتاب في إبراز قيمة المتنبي الشعرية وقدرته على التجديد والإبداع في شعره، ويسلط الضوء على مكانته المتميزة بين الشعراء، ويهدف الكتاب إلى تقديم قراءة جديدة لشعر المتنبي، وتجاوز النقاشات حوله من خلال التركيز على الجانب الإبداعي في شعره. 
 
والجدير بالإشارة إلى أن بن تميم حصل على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة اليرموك، بالأردن عام 2005 ودرجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية عام 2001، كما أسهم في العديد من البادرات إعلامياً وثقافياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.
 
يعمل رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، ويشغل الدكتور علي بن تميم منصب الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ورئيس تحرير مجلة المركز للدراسات العربية (المجلّة المحكّمة الأولى التي تصدر كاملًا باللغة العربية عن مؤسسة بريل أحد أهم دور النشر الأوروبية المرموقة)، بالإضافة إلى المنصة الإخبارية الرائدة موقع 24 الإخباري.
 
شغل بن تميم مناصب مختلفة تتعلق بالقطاعات الثقافية والتراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة. شغل منصب رئيس مركز جامع الشيخ زايد الكبير، ورئيسًا للجنة التنفيذية، وعضوًا في مجلس إدارة الأرشيف الوطني من 2015-2018. كما أدار بن تميم مشروع كلمة للترجمة وكان المدير العام لشركة أبوظبي للإعلام من 2016 إلى 2019.
 
تم اختيار بن تميم كعضو لجنة تحكيم للعديد من الجوائز الثقافية البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرزها برنامج أمير الشعراء، وجائزة دبي الثقافية، وجائزة خليفة التربوية. كما شغل منصب عضو اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية.
 
يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، وتقدم خلاله خصومات مميزة على أحدث الإصدارات.
 
ويشهد المعرض هذا العام أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف، بالإضافة إلى أنشطة موازية تقام في كل من بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق