باللغتين العربية والإنجليزية.. البحوث الإسلامية يطلق حملة دولية للمشاركة في مواجهة سياسة التجويع الصهيونية لأهل غزة
الثلاثاء، 22 يوليو 2025 02:04 م
منال القاضي
يُطلِق مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، اليوم، حملةً دوليَّة شاملةً لدعوة دعاة العالم للمشاركة الفاعلة في مواجهة سياسة الكيان الصهيوني لتجويع أهل غزة وإجبارهم على النزوح، وذلك بعنوان: (غزَّة تجوع .. متى يتحرَّك الضمير العالمي؟!)، في إطار مسئوليَّته الدِّينيَّة والإنسانيَّة والأخلاقيَّة لكشف جرائم الحصار والتجويع التي تُرتكَب بحقِّ الشعب الفِلَسطيني الأعزل، وتأكيدًا لدَور الأزهر التَّاريخي كصوتٍ للحقِّ، وضميرٍ حيٍّ للأمَّة والإنسانيَّة.
وتهدف الحملة -التي تستمر على مدار أسبوعين- إلى توجيه نداء عاجل إلى كلِّ أحرار العالَم لإنهاء مأساة تجويع المدنيين في قطاع غزَّة، وتأكيد أنَّ حصار الغذاء والدواء جريمةٌ لا تَسقط بالتقادم، فضلًا عن نَقْل معاناة الأطفال والنساء والشيوخ من أرقام صامتة إلى قصص حيَّة تُخاطِب الضَّمير الإنساني، ساعيةً إلى توثيق ونَشْر صُوَر وحكايات المعاناة اليوميَّة؛ لتبقى شاهدةً على جريمةٍ يراها العالَم بأسْره، مع إبراز الموقف الثَّابت لمصر وللأزهر الشَّريف في رَفْض الظُّلم، ونُصرة المظلومين دون تمييز.
وتقوم الحملة -التي تُطلَق باللُّغتين: (العربيَّة، والإنجليزيَّة)- على جملةٍ مِنَ المحاور؛ أهمُّها: فَضْح هذه التجويع كجريمة حربٍ تتعارض مع الشَّرائع السَّماويَّة والقوانين الدوليَّة، وأنَّ تجويع الأبرياء لا يمكن أن يكون ورقةَ تفاوضٍ أو سلاحًا مشروعًا تحت أيِّ مبرِّر، وحثُّ المجتمع الدَّولي وأصحاب الرأي والمنابر الإعلاميَّة والدَّعويَّة على القيام بواجبهم في كَشْف هذه الجريمة ورَفْضها، إلى جانب توعية الجيل الصَّاعد بالقضيَّة الفِلَسطينيَّة العادلة، وغَرْس الشعور الإنساني الأصيل تجاه حقِّ الشعب الفِلَسطيني في الحياة والكرامة.
وأكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ هذه الحملة صرخةُ ضميرٍ تُوجَّه إلى الإنسانيَّة جمعاء؛ لتذكِّرها بأنَّ الصَّمت أمام تجويع الأبرياء هو جريمةٌ أخرى لا تُغتَفَر، وأنَّ موت طفلٍ واحدٍ جوعًا في قطاع غزَّة يجب أن يهزَّ قلوب البشر جميعًا، مشيرًا إلى أنَّنا أمام امتحانٍ حقيقي لإنسانيَّتنا، وأنَّ الإسلام دِينٌ يرفض الظُّلم بكلِّ صُوَره، ويأمر بنُصرة المظلومين دون النَّظر إلى ألوانهم أو أعراقهم أو معتقداتهم.
وشدَّد الدكتور الجندي على أنَّ واجب كلِّ إنسانٍ حُرٍّ أن يرفع صوته بما يستطيع، وأن يتذكَّر أنَّ الكلمة الصادقة والضمير الحيَّ أقوى من أيِّ حصار، لافتًا إلى أنَّ التاريخ لن ينسى مَن تخاذل لنصرة المظلومين، ولن يغفر لمن صمت وهو يرى الجوع يحاصر الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزَّة.
ودعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة المجتمعَ الدوليَّ ومؤسَّساتِه، وأصحابَ الرَّأي والنُّفوذ والمنابر الإعلاميَّة والدعويَّة؛ إلى تحمُّل مسئوليَّتهم الأخلاقيَّة والإنسانيَّة في مواجهة هذه الجريمة، واتِّخاذ مواقفَ عمليَّةٍ لوقف حصار الجوع المفروض على الأبرياء في قطاع غزَّة؛ مؤكِّدًا أنَّ نصرة الضعفاء فريضةٌ لا تُؤجَّل، وأنَّ الصوتَ الحُرَّ والموقفَ العادلَ قادران على إيقاظ الضَّمائر وتغيير مجرى الأحداث.
وأوضح فضيلته أنَّ هذه الحملة تمثِّل تأكيدًا على الموقف المصري الثابت من القضية، وعهدًا متجدِّدًا مِنَ الأزهر الشريف بأنْ يظلَّ صوتًا للحقِّ لا يسكت، وضميرًا حيًّا لا يهدأ؛ ليذكِّر العالَم في كلِّ زمان بأنَّ الإنسان خُلِقَ مكرَّمًا، وأنَّ تجويع الأبرياء جريمةٌ لا تُبرَّر ولا تُنسَى، وأنَّ كلمة الحق ستبقى حيَّةً ما بَقِيَ في الأرض قلبٌ يؤمن بالعدل والرحمة.