الإخوان ونتنياهو إيد واحدة .. قيادات إخوانية تقود التظاهر أمام السفارة المصرية بتل أبيب في مشهد يثير السخرية والإشمئزاز
الأربعاء، 30 يوليو 2025 03:24 م
هانم التمساح
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والأردن ودول عربية أخرى، بالسخرية اللاذعة، والدهشة التي تعكس حالة الذهول والاستنكار التي سادت الأوساط المصرية إزاء دعوة مشبوهة لتنظيم اخوانى من داخل اسرائيل يُسمّى بــ "اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني"، يقوده الشيخ نضال أبو شيخة، لتنظيم مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وهو أثار موجة عارمة من الغضب والاستنكار في الأوساط المصرية.
وتأتى هذه الدعوة التى وصفت بأنها "عبثية" وتثير شكوكا حول ولائها للاحتلال وتبرأته من جرائمه في سياق اتهامات باطلة تُساق ضدّ مصر يروجها التنظيم الدولى للإخوان مدعوما بقوى معادية خارجية ، متهمة إيّاها بالمشاركة في حصار قطاع غزة، في وقت تُواصل فيه القاهرة جهودها الحثيثة لدعم القضية الفلسطينية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أشعلت هذه الدعوى مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بردود فعل غاضبة،من جموع الشعب المصرى الذى أبدى اصطفافا وطنيا من جميع القوى حتى تلك المحسوبة منها على المعارضة ،و تخللتها السخرية والاستنكار من فكرة تنظيم احتجاج في قلب الأراضي المحتلة، ضدّ دولة عربية تبذل جهوداً مضنية لوقف المجازر في غزة، حتى ان البعض رفع شعار "نتنياهو مرشدا أعلى للإخوان ".
المثير للإسغتراب والإشمئزاز معا أن الدعوة تقدّم بها أبو شيخة رسمياً إلى السلطات الإسرائيلية للحصول على إذن بالتظاهر، تضمنت اتهامات لمصر بـ "المساهمة في تجويع أهل غزة" و"إغلاق معبر رفح"، وهي اتهامات وُصفت بأنّها "واهية" و"مغرضة" من قبل نشطاء ومحللين مصريين وعرب ،و ما زاد من حدة الغضب هو تنظيم هذا الاحتجاج في تل أبيب، عاصمة الدولة المعتدية، التي تفرض حصاراً عسكرياً وإنسانياً على غزة منذ سنوات، في تناقض صارخ مع الجهود المصرية لدعم الفلسطينيين.
ولم تقتصر ردود الفعل على السخرية، بل امتدت إلى اتهامات مباشرة بالخيانة والعمالة لمنظمي المظاهرة. وربط آخرون بين هذه الدعوة وبين جماعة الإخوان المسلمين، التي تقف وراء هذه المبادرة كجزء من حملات تشويه ضد النظام المصري، بل ثبت بالفعل تورط جماعة الإخوان بالخيانة والعمالة، وان طمعها فى السلطة وحكم مصر بالقوة لم يجعلها تتورع عن أى فعل مهما كانت حقارته وخسته حتى وإن تحالفت مع الإحتلال وبراته ووقفت غلى صفه ضد مصر وضد القضية الفلسطينية التى صدعتنا طوال تاريخها أنها تدافع عنها ...خاصة وان يتزعم هؤلاء الخونة الداعين للتظاهرات ضد سفارة مصر فى قلب دولة الاحتلال المعتدية هم نضال أبوشيخة والحركة الإسلامية والمحامى الإخوانى خالد زبارقة ومشهور فواز وهؤلاء معروفون بإنتمائهم وولائهم للإخوان فى مصر ورفعوا صورا للرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الجماعة فى عدة فعاليات .
من هو أبوشيخة ؟
أشار ناشطون إلى أنّ الشيخ نضال أبو شيخة، رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، ينتمي فكرياً وتنظيمياً إلى تيارات قريبة من تنظيم الإخوان الإرهابي ، وأنّ هذا الاتحاد سبق أن أبدى مواقف معارضة لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي، بل يحيي ذكرى وفاته سنوياً ،هذه الروابط أثارت شكوكاً حول دوافع الدعوة، حيث اعتبرها البعض محاولة للنيل من مصر وتشويه دورها الداعم للقضية الفلسطينية.
وتُعتبر مواقفه متناغمة مع توجهات الإخوان، خصوصًا في الخطاب الديني الرافض للأنظمة العربية التي تعادي التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية ، إضافة إلى تنظيمه ومشاركته في فعاليات تتعلق بالجماعة الإرهابية بشكل مباشر ويُعرف عنه أنه على صلة قوية ووطيدة بالحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
ومن جهة أخرى أثار الإعلان عن تشكيل كيان جديد يُدعى "اتحاد أئمة المساجد في فلسطين"، تساؤلات واسعة حول حقيقته ومشروعيته، في ظل غياب أيّ معلومات موثقة عن وجوده الفعلي على الأرض الفلسطينية ،خاصة وأن الجهة الوحيدة المرتبطة بهذا الكيان حتى الآن هي شخصية نضال أبو شيخة، الذي أصدر بياناً دعا فيه إلى تنظيم التظاهرة المشبوهة، مطالباً بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة.
توقيت الدعوة أثار علامات استفهام، خصوصاً مع بدء وصول مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع، ممّا يقلّل من وجاهة هذه الدعوات ويطرح تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراءها.
ويُعتبر هذا أول ظهور إعلامي للاتحاد المذكور، دون أيّ سجل سابق له في المؤسسات الرسمية الفلسطينية أو في نشاطات معروفة، 4 غياب الشيخ نضال أبو شيخة عن المشهد الفلسطيني منذ سنوات، فقد كانت آخر مشاركاته في عام 2021 عبر موقع "موطني 48"، ولم يُعرف له منذ ذلك الحين أيّ دور فاعل في العمل الديني أو الوطني.
الدعوة التي أطلقها الشيخ نضال قيل إنّها جرت بموافقة مسبقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثار موجة من الريبة والانتقادات، لما يحمله ذلك من إشارات إلى احتمال توظيف هذا الكيان لخدمة أجندات مشبوهة تحت ستار الدين.
الحركة الاسلامية التى تشارك فى الكنيست
تأسست الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني على يد الشيخ عبد الله نمر درويش في السبعينيات، لكنها انقسمت إلى جناحين: الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي رفض خوض الانتخابات الإسرائيلية. الجناح الجنوبي بقيادة حماد أبو دعابس، الذي اختار المشاركة السياسية ضمن الكنيست.
ومعروف ان الحركة الإسلامية ذات توجهات إخوانية واضحة، تتبنى منهج الإسلام السياسي، وتنشط في المجال الدعوي والاجتماعي والسياسي. وقد وُجهت إليها انتقادات كثيرة، من ضمنها الجمود السياسي والانقسام الداخلي والتقارب المفرط مع الخطاب الإخواني.
المحامي خالد زبارقة
من خلال منشوراته على فيسبوك ومشاركاته العلنية، يُظهر زبارقة دعمًا واضحًا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، كما يُعرف بهجومه الشديد للنظام المصري الحالي ،و يُعد مقربًا من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، والتي تُعد فرعًا فكريًا وسياسيًا محليًا لجماعة الإخوان.
مشهور فواز
هو رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، وأستاذ الفقه وأصوله في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية ، واستُدعي فواز فى وقت سابق للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية عقب إقامته صلاة الغائب على روح المرشد العام السابق لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، محمد عاكف. وقد فسّر فواز هذه الخطوة بأنها طقس ديني إسلامي تقليدي لا يحمل أبعادًا سياسية، رغم إدراكه لحساسية الموقف حينها. كما شارك في حفل إحياء ذكرى الرئيس الأسبق محمد مرسي رفقة نضال أبو شيخة قبل سنوات قليلة.
فواز يُعد من الشخصيات المعروفة بالتقارب مع فكر جماعة الإخوان، وله أيضًا فتاوى أثارت الكثير من الجدل منها تكفيره للحركة الإسلامية الأحمدية. ويعرف عنه أيضًا أنه على صلة وطيدة بالحركة الإسلامية في الداخل.
وقد عبّر عدد من أئمة المساجد الفلسطينيين عن استغرابهم من هذا الكيان المفاجئ، مؤكدين عدم معرفتهم به أو بأيٍّ من أعضائه، كما أنّ معبر رفح الذي يتهم البعض مصر بإغلاقه، هو في الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني، يجعل اتهام مصر بمنع دخول المساعدات أو الجرحى غير منطقي.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان سابق أنّ الاتهامات الموجهة لمصر بـ "المشاركة في حصار غزة" هي "واهية" وتفتقر إلى المنطق، مشيرة إلى أنّها تأتي من "تنظيمات وجهات خبيثة" تهدف إلى تشويه موقف مصر ومصالحها.
وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية. في كلمة ألقاها مؤخراً حول الأوضاع في غزة، قال السيسي: "أتحدث للشعب المصري أوّلاً ولكل من يسمعني، سواء الرأي العام في المنطقة العربية أو العالم كله... منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) حرصنا على المشاركة الإيجابية مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل ثلاث نقاط: إيقاف الحرب، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن".
هذه التصريحات جاءت لتؤكد الدور المصري القيادي في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار، أو تسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، الذي يُعدّ الشريان الرئيسي لإمدادات القطاع.
وتظل مصر ثابتة على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، سواء من خلال جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب، أو عبر تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. والدعوة لمظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، التي أثارت غضباً شعبياً واسعاً، لم تنجح سوى في إبراز التناقضات العميقة في خطاب بعض الجهات التي تدّعي الدفاع عن فلسطين، بينما تستهدف دولة عربية تُعدّ ركيزة أساسية في دعم القضية.